بعثت رسالة للسجينات السابقات: لا تختبئن.. سورية عانت ويلات الاعتقال تغدق بحنانها على الأطفال

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/23 الساعة 07:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/23 الساعة 07:50 بتوقيت غرينتش

تعتمد "براءة عرار" (24 عاماً)، وهي معتقلة سورية سابقة في سجون النظام، طريقةً مختلفةً لكسر القيود والمعاناة الكبيرة التي عاشتها أثناء فترة اعتقالها، عبر تحقيق حلم تشكّل معها طيلة فترة الاعتقال، وهو الاهتمام بالأطفال.

مشاهد الحزن ومعاناة الأطفال المعتقلين مع أمهاتهم، التي رأتها براءة أثناء اعتقالها، كانت دافعها الأبرز لتنشط في مجال تقديم الدعم النفسي للأطفال، ومحاولة رسم البسمة على وجوههم، وتخفيف ويلات الحرب عنهم.

حالياً، تعمل براءة في مركز لتقديم الدعم النفسي في مدينة "نوى"، غربي محافظة درعا (جنوب)، حيث تعلّم الأطفال الرسم، بجانب تقديم جلسات في الدعم النفسي.

 تعذيب وإهانات

على أحد حواجز النظام في مدينة درعا، بدأت معاناة براءة، حيث تقول للأناضول، إنه تم اعتقالها في أبريل/نيسان 2016، بتهم بينها "تمويل أعمال إرهابية".

وتضيف أنها كانت معها طفلتها في عمر أربعة أشهر ونصف الشهر، حيث تمكن أهلها من إخراج الطفلة، بينما بقيت هي بعيدة عنها في المعتقل.

وتزيد: "عند دخولي إلى فرع الأمن العسكري في درعا لم يكن بانتظاري محققون أو سجانون، وإنما وحوش اعتبروني فريسةً لهم، عندها توقعت أنني لن أخرج من المعتقل".

وتُلخِّص ما عانته بالقول: "تعرَّضت لأعنف عمليات التعذيب، خلال تنقلي بين السجون والأفرع الأمنية، وبينها الصعق بالكهرباء والشبح، فضلاً عن الإهانات".

وتوضح براءة أنها قضت في المعتقل سنة وسبعة أشهر كانت هي الأصعب في حياتها وحياة عائلتها.

وتضيف أنها استمعت إلى قصص فتيات معتقلات تعرَّضن لأعمال تعذيب وحشية، بينهن الناشطة "طل الملوحي"، المعتقلة منذ أكثر من سبع سنوات، بسبب تدويناتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتمضي قائلة: "خلال وجودي في المعتقل، تعرَّفت على أطفال مع أمهاتهم، لا يعرفون شيئاً اسمه سماء ولا سيارة، فهم محرومون من كل شيء".

وتتابع: "عندها قررت أنه عند خروجي من المعتقل سأتوجه إلى العمل مع الأطفال، وأحاول تعويضهم ما حُرموا منه بسبب ظروف الحرب".

 رسالة إلى المعتقلات

مع خروج براءة من المعتقل كان زوجها قد انفصل عنها، فاستمرَّ فراقها مع طفلتها، بحيث لا تراها إلا على فترات طويلة.

وانغمست الأم السورية في عملها مع الأطفال: "مع استمرار عملي مع الأطفال ألاحظ استجابةً كبيرةً عندي وعندهم، بعد أن عشت فترة عصيبة بعد خروجي من المعتقل مباشرة سادها الخوف والتوتر".

وتُوجه براءة رسالةً إلى المعتقلات السابقات، قائلة: "لا يجب عليكن الاختباء في المنازل، خوفاً من كلام الناس، بل يجب أن تخرجن وتعملن وتمارسن حياتكن التي حُرمتن من جزء منها في المعتقل".

وتناشد المعتقلة السابقة بـ"تخليص المعتقلات في السجون السورية، وإنهاء الظلم والتعذيب والإهانات التي يتعرّضن لها بشكل يومي".

وتختم براءة بأنه "حتى الآن لا أستطيع نسيان دموعهن أثناء خروجي من المعتقل".