شنَّت الأجهزة الأمنية المصرية حملة اعتقالات خلال الأيام القليلة الماضية، طالت عدداً من شباب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، على مختلف انتماءاتهم السياسية دون معرفة الأسباب، كان آخرها اعتقال المدون والناشط السياسي وائل عباس فجر اليوم الأربعاء 23 مايو/أيار 2018، وذلك بعد أشهر من الهدوء النسبي في تعامل الأجهزة الأمنية المصرية مع شباب ثورة يناير من خارج التيار الإسلامي.
وقال المحامي الحقوقي المصري جمال عيد، إن وائل عباس اعتقل فجر اليوم الأربعاء.
ووصف عيد في حسابه على تويتر ما حدث لموكله بأنه "اختطاف". ولم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات بشأن تلك الأنباء.
وائل عباس اتخطف، مش اتقبض عليه
عندنا قايمة الحاجات اللي اتاخدت من بيته ، ظروف خطفه زي ظروف خطف شادي أبوزيد،
احنا محامين موكلين من وائل من سنين ،بس بنرحب بأي جهد أو مساعدة
هننشر أي تطور هنا وعلى فيس بوك، مش هقدر ارد على كل المكالمات
وائل بينقد بس بكلمته ،، افتكروا ده ،، وادعوا له— Gamal Eid (@gamaleid) May 23, 2018
وكانت قوة من أجهزة الشرطة قد داهمت منزل أسرة وائل عباس فجر اليوم، دون إعلان أسباب، وقامت بتعصيب عينيه واقتادته بملابس النوم إلى جهة غير معلومة، بعد مصادرة أجهزة الحاسب الآلي والتليفونات، بحسب بيان للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
وكان وائل عباس قد كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فجر الأربعاء، رسالةً مقتضبةً قال فيها، إنه يلقى القبض عليه.
وتأتي أنباء القبض على عباس بعد أيام من القبض على اثنين من شباب ثورة يناير، هما الناشط السياسي وعضو حركة الثوريين الاشتراكيين المعارضة هيثم محمدين، والناشط السياسي الليبرالي شادي الغزالي حرب.
وقررت نيابة أمن الدولة حبس هيثم محمدين احتياطياً السبت الماضي بتهم الانضمام لجماعة إرهابية والتحريض على التظاهر.
والأسبوع الماضي قررت نيابة أمن الدولة العليا شادي الغزالي حرب 15 يوماً احتياطياً بعد التحقيق معه بتهم نشر أخبار كاذبة على فيسبوك وتويتر.
وانتاب حقوقيين وصحفيين الغضب، جراء ما اعتبر موجة الجديدة من الاعتقالات والأحكام، طالت شباب ثورة يناير، مع بداية فترة رئاسية جديدة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خاصة مع تزامن تلك الاعتقالات مع صدور حكم بالسجن على الباحث المتخصص في شؤون سيناء إسماعيل الإسكندراني.
وقضت محكمة عسكرية بمصر، مساء الثلاثاء 22 مايو/أيار 2018 بسجن الإسكندراني، لمدة 10 سنوات، بتهمة "الانضمام لجماعة محظورة، وإفشاء أسرار تتعلق بالأمن القومي في سيناء".
وكان العشرات من شباب ثورة يناير قد اعتقلوا قبل 3 سنوات، بتهم متعددة، من بينها التظاهر بدون تصريح، كان من بينهم علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومة من حركة 6 أبريل المعارضة.
وتتهم منظمات حقوقية السلطات المصرية بـ"قمع" الحريات، وهو ما نفته القاهرة مراراً، رافضة بشدة التعليق على أحكام القضاء.
وائل عباس اتخطف، مش اتقبض عليه
عندنا قايمة الحاجات اللي اتاخدت من بيته ، ظروف خطفه زي ظروف خطف شادي أبوزيد،
احنا محامين موكلين من وائل من سنين ،بس بنرحب بأي جهد أو مساعدة
هننشر أي تطور هنا وعلى فيس بوك، مش هقدر ارد على كل المكالمات
وائل بينقد بس بكلمته ،، افتكروا ده ،، وادعوا له— Gamal Eid (@gamaleid) May 23, 2018
وائل عباس وشادي الغزالي حرب الاتنين دول عروا ممارسات النظام القمعية ضد اي حد صاحب كلمة،رغم الاختلاف الكبيرة بينهم بس فالنهاية كل واحد فيهم كان سلاحه كلمته،تاريخهم معروف للجميع، ووقفهم ضد العنف والاسلام السياسي مشهود عليه من الكل،ايه سبب احتجازهم؟
افرجوا عن الشباب الله يخرب بيوتكم— Salma el Daly (@salmaeldaly) May 23, 2018
القبض على الصحفي والمدون المصري وائل عباس … يبدو أن السيسي يبدأ فترته الثانية أكثر قمعا من الأولى !
— Amr Bakly عمرو بقلي (@ABakly) May 23, 2018
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عبر موقعها على الإنترنت، إن السلطات المصرية تواصل حملتها البوليسية الرامية لإسكات كل الأصوات المنتقدة وفبركة قضايا ضدهم، بهدف الانتقام منهم وتكميم أفواههم.
ولم تصدر أية تصريحات من السلطات المصرية عن أسباب توقيف وائل عباس.
وعباس يعتبر من رواد المدونين في مصر وكان من أبرز الشخصيات الشابة التي شاركت في احتجاجات 2011 التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، واشتُهر بنشره فيديوهات تبين التعذيب في أقسام الشرطة تحت نظام مبارك.
وفاز بجوائز عديدة منذ 2011 وعلى مدار السنوات الاخيرة من المنظمات الحقوقية والمؤسسات الاعلامية الدولية مثل "سي ان ان" و"بي بي سي" عن كونه من أكثر الشخصيات تأثيرا في الشرق الأوسط.
وبنهاية 2017 اجتاحت موقع تويتر موجة غضب من المستخدمين عقب تعليق حساب عباس على موقع التواصل الاجتماعي الشهير دون إبداء أسباب، علماً أنه كان يتبعه أكثر من 350 ألف مستخدم.
ويتهم المدافعون عن حقوق الانسان نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعيد انتخابه بأكثر من 97% من الأصوات الشهر الماضي، بانتهاك الحريات وإسكات المعارضين.