رمت قطعة من الطبشور فشوه المعلم وجهها باللكمات.. تفاصيل جديدة حول فيديو لتلميذة مغربية قامت المملكة عليه ولم تقعد!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/21 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/21 الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش

ليست هي المرة الأولى التي يُوثِّق فيها شريط فيديو مشاهدَ اعتداء متبادل ما بين تلميذ وأستاذه داخل أسوار المؤسسات التعليمية بالمغرب. مسلسل تراجيدي دون نهاية سعيدة ما بين تلاميذ وتلميذات معنَّفين على يد أساتذتهم وبين أساتذة معتدى عليهم على يد تلامذة أو ذويهم.

لعل آخر هذه الاعتداءات، كان صادماً لعدد كبير من المغاربة ممن اطلعوا على شريط فيديو، انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق التراسل الفوري، لأستاذ يُوجِّه لكمات متتالية إلى وجه ورأس تلميذة بشكل عنيف داخل فصل دراسي داخل ثانوية الإمام مالك الإعدادية بمدينة خريبكة (وسط المغرب)، ويشتمها بألفاظ نابية دون أن تُقدِم على أية ردَّة فعل.

الشريط الذي صوَّره أحد تلاميذ القسم، يعود ليوم الأربعاء 16 مايو/أيار 2018، أظهر أستاذاً في حالة هيجان يضرب تلميذة بكل قوته ويشُدها من خصلات شعرها ويصفها بـ"العاهرة"، فيما لم يُبادر أي من التلاميذ إلى إثناء الأستاذ عن فعلته.

 

أستاذ في السجن

ساعات قليلة بعد انتشار الفيديو، دخلت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة على خط الواقعة، إذ شكلت لجنة لتقصي الحقائق واتخاذ ما يلزم من إجراءات إدارية.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ بادرت فرقة الشرطة القضائية بمدينة خريبكة إلى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، واعتقال الأستاذ الذي يقبع حالياً تحت الحراسة النظرية.

الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، عادت لتؤكد رفضها لكل أشكال العنف بالوسط المدرسي وتؤكد حرصها على التصدي بكل حزم ويقظة لكل ما يمكن أن يسيء للمؤسسات التعليمية وحرمتها.

 

ما قبل الكارثة

شاهد عيان أكد لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأستاذ البالغ من العمر 59 سنة تعرض لاستفزازات متتالية من طرف التلميذة، إذ أوضح أحد زملائها أنها قامت بضرب السبورة عدة مرات بطبشور صغير في محاولة منها لاستفزاز مدرس الرياضيات.

وشرح التلميذ كيف أن الحصة كانت تسير بشكل عادي، إذ كان الأستاذ يشرح الدرس قبل أن يفاجأ بطبشور يصيب السبورة قادماً من الصفوف الخلفية للفصل الدراسي، ما جعله "يوجه كلمات سب وشتم لجميع التلاميذ، متوعداً من قام بذلك بالتأديب" وفق تعبير التلميذ.

التلميذة لم تُلقِ بالاً لتهديدات أستاذها الذي عاد لشرح الدرس، قبل أن تعاود فِعلتها، إلا أن الحظ لم يحالفها هذه المرة حيث لمحها الأستاذ ليتوجَّه نَحوها منفعلاً ويرميها بوابل من السِّباب والشتائم واللَّكمات.

 

التلميذة المُعنَّفة التي لم تحظَ بدفاع زملائها أو تدخلهم لحمايتها من بين يدي الأستاذ الغاضب، بادرت إلى إحضار والدها وشقيقها إلى إدارة المؤسسة التعليمية، حيث جرى صُلح بين الطرفين في نفس يوم الاعتداء، فيما استأنفت التلميذة دروسها إلى أن نُشر شريط الفيديو، بُعيد الواقعة بأربعة أيام، ليقلب الشبكات الاجتماعية بالمغرب.

غضب ورفض للعنف

موجة سخط وغضب عارم، عمّت أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهور شريط الفيديو، وطالب نشطاء وزارة التربية الوطنية بفتح تحقيق في هذا الحادث والتدخل لحماية التلاميذ من التصرفات والسلوكات العنيفة الصادرة عن هذا الأستاذ.

الباحث التربوي حسن العيساتي، أبرز أن المشاهد العنيفة التي تم تداولها، لا يمكن القبول بها أو محاولة تبريرها بأي شكل من الأشكال.

وأفاد المتحدث لـ"عربي بوست"، أن الوزارة أرسَت هياكل متعددة لمناهضة العنف بجميع أشكاله سواء تعلق الأمر بالعنف بين التلاميذ أو العنف بين الأستاذ والتلميذ من خلال مراصد لمحاربة العنف تتبنى مقاربات ترتكز على الإنصات والحوار.

حسن العيساتي، أوضح أن خطوات الوزارة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات التلاميذ والتلميذات في مراحل عمرية حساسة تمتاز بالأساس بالاندفاع وحب الظهور والتميز وهي طاقات يجب استغلالها بتحويلها في الاتجاه الإيجابي، ففي حال محاولة كبح جماح التلاميذ سيؤدي الأمر بالضرورة إلى ظهور أشكال دفاعية عديدة من بينها الشغب.

الباحث التربوي، لم يشأ الحديث عن السلوك الذي قد تكون التلميذة قامت به (ضرب السبورة بالطبشور)، لافتاً إلى أنه تحصيل حاصل للجو العام داخل القسم، وموضحاً أن الأستاذ ملزم بتوفير جو من الاحترام داخل القسم، احترامٌ يفرضه بطرق شتى منها الصرامة في العمل والإتقان وتفهم تفاوتات التلاميذ والذكاءات المتعددة.

العيساتي ختم حديثه لـ"عربي بوست" قائلاً، "إن التلميذ الذي لا يجد نفسه في الفريق لا شك أنه سيبحث عن وسائل لفرض نفسه وإثارة الانتباه لوجوده".

التلميذ المغربي.. لا يحترم أساتذته!

"قف للمعلم وفِّه التَّبجيلا"، بات بيتاً شعرياً دون معنى لدى أغلبية التلاميذ المغاربة، وفق تعبير "عبد الحق.ع"، أستاذ اللغة العربية بإحدى ثانويات مدينة سلا (قرب العاصمة)، متحدثاً لـ"عربي بوست".

وعن دواعي لجوء الأساتذة للسب والشتم والتعنيف البدني، يرى الأستاذ أن التلميذ المغربي الذي تربَّى في وسط عائلي يمارِس عليه العنف منذ سنواته الأولى، تجعله لا يستجيب لأوامر الأستاذ والانتباه للشرح، إلا عن طريق النَّهر والصراخ والتهديد بالعقاب البدني تحديداً.

أستاذ اللغة العربية، بات يعتبر أن النظرة العامة تجاه الأستاذ أصبحت تتسم بنوع من الدونية والاحتقار، تربت مع التلميذ حين يرى والديه يشتمان الأستاذ ويصفانه بأقبح النعوت أمام مسمع الأبناء إن حدث وتعرضوا للعتاب أو العقوبة، ما يشكل نوعاً من الاستصغار للأستاذ يكبر مع التلميذ.

 

الأستاذ البالغ من العمر 51 عاماً عاد بذاكرته إلى الوراء، حين كان رفقة زملائه التلاميذ، يمتنعون عن إخبار آبائهم عند تعرضهم للعقاب مخافة أن تصبح العقوبة مضاعفة جراء التهاون؛ فالأستاذ دائماً كان على حق وهي النظرة التي تغيرت اليوم.

علامات:
تحميل المزيد