اتهم المغرب، الأحد 20 مايو/أيار، جبهة بوليساريو بالقيام بـ"استفزازات" في المنطقة العازلة في الصحراء الغربية، مندداً بما قال إنه "انتهاك جديد موصوف لاتفاق وقف إطلاق النار"، في هذه المنطقة الصحراوية المتنازع عليها.
ويأتي ذلك بعد إعلان جبهة البوليساريو عن احتضان منطقة تيفاريتي الموجودة بالمنطقة العازلة، لاحتفالات الجبهة بالذكرى 45 لاندلاع "الكفاح المسلح"، والذي ستتخلله عروض عسكرية ومناورات عسكرية.
وقالت الخارجية المغربية في بيان، إن المملكة أبلغت مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وبعثة الأمم المتحدة في المنطقة، وطلبت من هذه الجهات "اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد هذه الممارسات غير المقبولة" في بلدة تيفاريتي.
وتحدثت الخارجية المغربية عن "مباركة وتواطؤ" الجزائر، معتبرة أنها "تتعنّت في تشجيع مرتزقتها في البوليساريو". وطالبت الرباط بـ"تحقيق دولي" حول الوضع في مخيمات اللاجئين الصحراويين في مدينة تندوف الجزائرية، منددة بظروف عيشهم "المهينة"، والاستيلاء على المساعدة الإنسانية التي ترسل إلى المنطقة التي تسيطر عليها بوليساريو.
واتهم المغرب في الأشهر الأخيرة بوليساريو بالقيام بأعمال بهدف تغيير الوضع الميداني مع تحركات أفراد ونقل كيانات إدارية إلى أبعد من حدود المنطقة العازلة، كما هي محددة في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 1991 بين الجانبين.
دعوة أممية لضبط النفس
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت 19 مايو/أيار، إلى التحلي بـ"أقصى مستويات ضبط النفس"، محذراً من تغيير "الوضع القائم" في الصحراء الغربية. وتؤكد الأمم المتحدة على عدم اتخاذ أي إجراء من شأنه تغيير الوضع الراهن، وهو ما لا تلتزم به البوليساريو، حسب المغرب الذي يتهمها بتعمد القيام بتحركات خطيرة، خصوصاً في الكركرات جنوبي المغرب.
ويرى الموساوي العجلاوي، خبير في العلاقات الدولية متخصص في ملف الصحراء، أن هذه التحركات شبيهة بتلك التي تقوم بها الجبهة، قبيل شهر أبريل/نيسان، تاريخ انعقاد مجلس الأمن حول ملف الصحراء.
وأوضح العجلاوي، في حديث لموقع هسبريس المغربي، أن هذه الاستفزازات "همها الأساسي هو الحضور في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، في حين أن التحركات الجديدة ترتبط بولاية المينورسو، التي أصبحت ستة أشهر عوض سنة".
حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف
وتسعى البوليساريو، بحسب الخبير ذاته، الضغط على هورست كوهلر، المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء، الذي يقوم حالياً بتحركات لإيجاد منافذ وحلول، وأكد العجلاوي أن هدف البوليساريو والجزائر "ليس هدفاً عسكرياً بقدر ما هو استراتيجي سياسي، مرتبط بفرض الجبهة كطرف قوي في معادلة حل نزاع الصحراء".
وتوقع الأستاذ الجامعي استمرار هذه التحركات شرقي الجدار إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تاريخ انتهاء ولاية بعثة المينورسو، لكنه أكد أن رسالة المغرب إلى الأمم المتحدة "قوية جداً ومتكاملة وتضع النقاط على الحروف بخصوص مسؤوليات الجزائر".
وأشار العجلاوي إلى أن النظام الجزائري، الداعم للبوليساريو، يحاول نقل مخيم الداخلة المتواجد في الحدود مع مالي إلى منطقة تيفاريتي؛ الأمر الذي سيخلق مجالاً شبيهاً بما يجري شمالي مالي، حيث تنشط جماعات إرهابية مسلحة.
البوليساريو: نمارس سيادتنا على المنطقة
من جهته، عبدالله لحبيب عضو الأمانة الوطنية وزير الدفاع الوطني لدى جبهة البوليساريو، اعتبر أن إحياء ما وصفه بـ"المناسبات الوطنية بالمناطق المحررة"، هو تأكيد على ممارسة السيادة على هذه المناطق، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية.
وأوضح المسؤول في جبهة البوليساريو، أن 20 مايو/أيار، هو اليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي "الذي نحيي ذكراه الأربعين ببلدة التفاريتي المحررة، وهي ذكرى تتزامن مع الذكرى الثالثة عشرة لانتفاضة الاستقلال المباركة، وسط حضور من نواحي جيش التحرير الشعبي، البلديات المحررة، الولايات، وفود وطنية وأجنبية، صحافة، وسيطبعها اعتماد أوراق بعض سفراء دول صديقة لدى الدولة الصحراوية.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد تبنى، نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، قراراً يدعو أطراف النزاع في الصحراء الغربية إلى "مفاوضات دون شروط مسبقة"، ويمدد فترة بعثة مراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو ستة أشهر فقط، كما يطالب الجبهة بالانسحاب من المنطقة العازلة.
حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف
وتمت الموافقة على القرار بغالبية 12 صوتاً، في حين امتنعت ثلاث دول عن التصويت، هي الصين وروسيا وإثيوبيا، متهمة الولايات المتحدة التي صاغت النص بأنها سرعت عملية التصويت دون إعطاء وقت للمفاوضات.
وقالت إثيوبيا إن "النص ليس محايداً"، معتبرة أنه يصب في صالح المغرب، كما اعتبرت روسيا أن "النص غير متوازن"، فيما شدّدت الصين على أنه كان يجب على مجلس الأمن "أن يأخذ مزيداً من الوقت للتفاوض".
من جانبها، اعتبرت فرنسا أن القرار يسمح "بتجنّب خطر التصعيد"، في حين أوضحت الولايات المتحدة أنها "اختارت هذا العام نهجاً مختلفاً" يتعارض مع التمديد "كالمعتاد" لـ"مينورسو" (بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية).
وتنتهي ولاية "مينورسو" في 30 أبريل/نيسان، ويُمدّد القرار حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول، مهمة مينورسو التي تضم زهاء 400 فرد بموازنة سنوية تبلغ 52 مليون دولار.