أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فتح معبر رفح البري استثنائياً طوال شهر رمضان بين مصر وقطاع غزة، غداة قتل الجيش الإسرائيلي لنحو 62 فلسطينياً، وإصابته و3 آلاف آخرين بجروح على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع.
وقال السيسي على صفحته في موقع "فيسبوك" ليل الخميس الجمعة 18 مايو/أيار 2018 إن هذا القرار اتخذ "لتخفيف الأعباء" عن أهالي غزة.
وهذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي تفتح فيها مصر المعبر لمدة شهر كامل.
ويأتي قرار فتح المعبر لمدة شهر كامل قبل ساعات من قمة لمنظمة التعاون الإسلامي تستضيفها إسطنبول، ويأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يوجه من خلالها "رسالة قوية" للعالم بأنه مدافع قوي عن حقوق الفلسطينيين.
واستدعت تركيا سفيرها لدى تل أبيب للتشاور، وطلبت يوم الثلاثاء الفائت من سفير إسرائيل لديها أن يغادر مؤقتاً البلاد، كما ردت إسرائيل بدعوة القنصل العام التركي لديها إلى العودة إلى بلاده.
حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف
كما يأتي القرار بعد ساعات من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين طالبوا بفتح تحقيق دولي في أحداث غزة، وأكدوا أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سابقة خطيرة تخرق الإجماع الدولي حول القدس المحتلة ووضعها القانوني والتاريخي القائم وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي.
محاولة للتهدئة
وكان الرئيس المصري دعا الأربعاء الفائت إسرائيل والفلسطينيين إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات إضافية قد تؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى الفلسطينيين.
وقال السيسي: "قلنا إن هذا الأمر ستكون له تداعيات سلبية على الرأي العام العربي والإسلامي وسيؤدي إلى شيء من عدم الرضا والاستقرار (…) وستكون له تداعيات على القضية الفلسطينية وهذا هو الذي نراه الآن".
وأشار إلى أن بلاده على اتصال مع الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني "لكي يتوقف نزيف الدم"، مضيفاً: "أتمنى أن تصل الرسالة لإخواننا الفلسطينيين، ألا وهي أنه يجب ألا يؤدي التعبير والاحتجاج على هذا القرار إلى إجراءات تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا".
وقال أيضاً إنه "على الجانب الآخر أرجو أن يتفهم الإسرائيليون أن ردود أفعال الفلسطينيين تجاه هذا الموضوع ردود أفعال مشروعة وأن يتم التعامل معها في إطار من الحرص الشديد على أرواح الفلسطينيين".
وأثار قتل الجيش الإسرائيلي لعشرات الفلسطينيين موجة استنكار عالمية، وعمدت بعض الدول إلى استدعاء سفراء إسرائيل لديها تعبيراً عن احتجاجها، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل.
وتغلق مصر المعبر وهو المنفذ الوحيد، الذي لا يمر عبر إسرائيل، لسكان القطاع والبالغ عددهم نحو مليوني نسمة منذ عدة سنوات، وتفتحه استثنائياً للحالات الإنسانية على فترات متباعدة، فيما تفرض إسرائيل حصاراً خانقاً منذ عشر سنوات على القطاع.
وكانت مصر فتحت معبر رفح السبت الماضي وأعلنت استمراره مفتوحاً لمدة أربعة أيام إلا أنها مددت الفتح عقب مقتل الفلسطينيين على حدود القطاع مع إسرائيل، بحسب مصادر مسؤولة على الجانب المصري من المعبر.
حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف
وباستثناء ثلاثة أسابيع متتالية فتحت مصر خلالها المعبر في العام 2013، فإنها لا تفتحه عادة إلا أياماً قليلة على فترات متباعدة.
وتغلق مصر أحياناً المعبر بعد فتحه بقليل بسبب المواجهات الدائرة بين القوات المصرية والفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال سيناء، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو/تموز 2013.
