يقطعون الطريق بواشنطن من أجل غزة.. العنف الإسرائيلي يدفع أميركيين يهوداً للتظاهر.. ويقولون إن الفلسطينيين أعادوهم إلى ديانتهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/17 الساعة 20:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/17 الساعة 20:28 بتوقيت غرينتش

في قلب واشنطن يتظاهرون من أجل شهداء غزة، ليسوا عرباً يعيشون في أميركا ولا نشطاء حقوقيين، ولكنهم يهود أرادوا العودة إلى حقيقة دينهم.

فقد أدت المجزرة التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون وراح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين في غزة هذا الأسبوع، إلى جولة جديدة من الاحتجاجات من قِبل مجموعات يهودية أميركية تقدمية تعترض على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ووصف المحتجون إدارتي دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو معاً بأنهما من أعداء السلام في المنطقة، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

وبدأت مجموعات مثل IfNotNow، وصوت اليهود من أجل السلام، وJ Street، واليهود من أجل العدالة العِرقية والاقتصادية وغيرها، الأنشطة الاحتجاجية -المسيرات والوقائع الاحتجاجية والاجتماعات المجتمعية- في أواخر مارس/آذار 2018، عندما قتلت القوات الإسرائيلية 17 فلسطينياً وأصيب 1400 على الأقل بجروح في غزة.

هذا النشاط الاحتجاجي تردَّد صداه من قِبل أصوات مؤثرة مثل الممثلة ناتالي بورتمان، التي ألغت الشهر الماضي (أبريل/نيسان 2018) رحلة مخططة إلى إسرائيل لقبول جائزة جينيسيس، قائلةً من خلال متحدث باسمها، إن "الأحداث الأخيرة في إسرائيل كانت محزنة للغاية بالنسبة لها". وكذلك الممثلة الكوميدية سارة سيلفرمان.

نحمي الجنود من الاختطاف

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها "تحمي مواطنيها من الآلاف من مثيري الشغب والعنف من غزة، الذين كانوا يحاولون كسر السياج الحاجز والعبور إلى إسرائيل، بهدف قتل أو خطف الإسرائيليين".

وتكرر هذا التبرير وضُخِّم يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018 من قِبل نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ولجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية، ورابطة مكافحة التشهير، وغيرها من المؤسسات ذات النفوذ في الولايات المتحدة.

لكنَّ هذه المنظمات تتعرض لانتقادات، على نحو متزايد، من قِبل المجموعات التي تضم أعضاء أصغر سناً ووجهات نظر مختلفة حول ما يعنيه دعم الدولة اليهودية.

وبعد مقتل أكثر من 50 متظاهراً فلسطينياً يوم الإثنين 14 مايو/أيار 2018 في غزة، قال إيثان ميلر، المتحدث باسم IfNotNow: "ندين العنف الذي يُرتكب باسمنا. لن نجلس مكتوفي الأيدي بينما تُرتكب هذه الجرائم".

وأضاف: "سنقوم في الواقع باتخاذ إجراءات وبناء حركة داخل مجتمعاتنا؛ للتأكد من أننا لم نعد جزءاً من دعم الاحتلال، وسيعمل مجتمعنا بنشاط ضده".

وقد انتقدت ريبيكا فيلكومرسون، المديرة التنفيذية لصوت اليهود من أجل السلام، بالتزامن مع احتفالية افتتاح السفارة الأميركية، التي حضرها كل من إيفانكا ترامب وغاريد كوشنر، مقتل الفلسطينيين.

وقالت: "أعتقد أن يوم الإثنين كان أحد أكثر الأيام المشينة في تاريخ العلاقة الإسرائيلية مع الفلسطينيين. مع الاحتفال بضم القدس، كان الفلسطينيون يُقتلون! والغالبية العظمى منهم من اللاجئين".

وأضاف قائلةً: "لقد تم إطلاق النيران عليهم لمجرد احتجاجهم للمطالبة بحقوقهم الأساسية من أجل العيش بكرامة وحرية. فكرة أن يتم ذلك باسمنا، أو أن يكون مبرراً باسمنا، غير مقبولة على الإطلاق".

مظاهرات تقطع الطرق في واشنطن

وقام نحو 100 متظاهر ينتمون إلى IfNotNow بقطع طريق بنسلفانيا في واشنطن العاصمة ساعتين يوم الإثنين 14 مايو/أيار 2018، مردِّدين: "أوقِفوا العنف" وغيرها من الشعارات. وقد ساعدت مجموعة "صوت اليهود من أجل السلام" في تنظيم 45 فعالية بجميع أنحاء الولايات المتحدة منذ نهاية مارس/آذار 2018، حسبما قالت فيلكومرسون.

وعُقدت يوم الإثنين فعاليات في نيو هيفن بولاية كونيتيكت؛ ومونتكلير في نيو جيرسي، وفيلادلفيا، وبوسطن، ووسط أوهايو، وواشنطن العاصمة ومدينة نيويورك.

كونوا ليبراليين بعيداً عن إسرائيل

تزايد القلق بشأن الشقاق بين اليهود الأميركيين واليهود الإسرائيليين على مدى العقد الماضي.

فقد وجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2013 انخفاضاً في الارتباط بإسرائيل بين اليهود الأميركيين غير المتدينين.

وقال 38% فقط من المشاركين في الاستطلاع من اليهود الأميركيين، إن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهوداً مخلصة لإحلال السلام مع الفلسطينيين.

المحرر والكاتب بيتر بينارت، بمقالة مؤثرة في عام 2010 بعنوان "فشل المؤسسة اليهودية الأميركية"، قال إنه  "على مدى عدة عقود، طلبت المؤسسة اليهودية من اليهود الأميركيين أن ليبراليتهم يجب أن تقف عند حدود الصهيونية، ولكن ما هالهم الآن هو أنهم وجدوا أن العديد من الشباب اليهود قد تخلوا عن صهيونيتهم ​​بدلاً من ذلك".

وقالت الجماعات اليهودية الأميركية التقدمية إنها شهدت خلافات مع مجموعات أكثر رسوخاً.

لقد أصبحنا أكثر يهودية

وتقول فيلكومرسون: "في كثير من الأحيان، تتعرض المنظمات -مثل صوت اليهود من أجل السلام- للكثير من الضغوط من قِبل المؤسسات اليهودية؛ لأننا نتحدث بقوة على الحقوق الفلسطينية".

وتستدرك: "لكن هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بأنهم مغتربون عن يهوديتهم؛ بسبب الطريقة التي تدعم بها المؤسسات اليهودية إسرائيل بلا داعٍ. يعود الناس إلى يهوديتهم، من خلال أماكن مثل صوت اليهود من أجل السلام".

وصف ميلر حملة "You Never Told Me"، التي نظمتها IfNotNow، بأنها تسعى إلى إنشاء مدارس يهودية ومعسكرات صيفية نهارية، لتعليم تاريخ "الاحتلال".

يقول: "لقد أدركنا أن المجتمع اليهودي الأميركي يعلِّم شعبه من ناحية قيم العدالة الاجتماعية والإحسان إلى الجيران. ومن ناحية أخرى، هناك مؤسسات كبيرة تقوم بالكثير من العمل لدعم الاحتلال. وهذا نفاق لم نعد نرغب في قبوله. نحن نعلم أننا يجب أن نجعل الأولوية لقِيمنا".