زار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، مدرسة الزاوية في تيقصرين والمسجد الأعظم بالجزائر العاصمة. وتُعتبر هذه الزيارة رابع ظهور علني لرئيس الدولة في فترة لم تبلغ الشهر، بعد سنوات عديدة من الغياب. ووفقاً لناصر جابو، الجزائري المختص في العلوم السياسية، تُؤكد هذه الزيارات انطلاق حملة بوتفليقة ما قبل الانتخابية.
وتنامت الدعوات المطالِبة بترشُح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، كما تعددت أيضاً المناسبات العلنية التي ظهر فيها الرئيس الجزائري خلال الفترة الأخيرة، بعد غياب عن الأنظار منذ سنة 2016. فقد أجرى يوم الثلاثاء "زيارة عمل" إلى الجزائر العاصمة. وبعد أن افتتح مدرسة (قرآنية) بالزاوية في تيقصرين، الواقعة بالضواحي الجنوبية الشرقية للعاصمة، اتجه عبد العزيز بوتفليقة إلى موقع بناء المسجد الأعظم بالجزائر العاصمة. ويُعد هذا المسجد مبنى ضخماً انطلقت أشغال بنائه سنة 2012؛ إذ تبلغ طاقة استيعابه نحو 120 ألف شخص.
إصرار على الولاية الخامسة
عاد الرئيس الجزائري، البالغ من العمر 81 سنة والذي تدهورت صحته منذ إصابته بسكتة دماغية سنة 2013، إلى الظهور علناً في اليوم التاسع من شهر أبريل/نيسان 2018. وقد كان ذلك لتدشين توسيع مترو الجزائر العاصمة. بالإضافة إلى ذلك، عمد بوتفليقة إلى زيارة مسجد الكتشاوة منتصف الشهر ذاته.
بالنسبة لناصر جابي، المختص في العلوم السياسية، تُعتبر هذه الزيارات -فضلاً عن التغطية الإعلامية التي حظي بها- مؤشراً على دخول بوتفليقة في حملة ما قبل انتخابية.
وترتبط هذه الزيارات، حسبما يقول الباحث لمجلة Jeune Afrique الفرنسية، بشكل مباشر بمسألة الولاية الخامسة كما تبعث برسالة سياسية؛ إذ على الرغم من أن بعض السياسيين ينفون ذلك، فإن بوتفليقة بصدد استئناف حملته قبل الانتخابية.
وعموماً -يضيف جابي- تُثبت صور زياراته أنه ما زال على قيد الحياة، كما أنها تهدف إلى طمأنة الناس بشان حالته الصحية. وانطلقت حملة بوتفليقة قبل سنة من الآن، تحديداً حين انشغل بتهدئة المناطق المتوترة في البلاد. فقد قام بتوزيع مساكن اجتماعية بالجزائر العاصمة وبعض المدن الكبرى. أما في القبائل، فقد اتخذ قرارات لصالح اللغة الأمازيغية، كما وعد وزيرُ داخليته بتحقيق تقدم اجتماعي في الجنوب.
نتائج عكسية
واختار بوتفليقة أماكن رمزية قُبيل رمضان، ليظهر في صورة قائد المؤمنين، فهو -حسب جابي- يستغل تديّن الناس لخدمة أغراض سياسية، لكن، يمكن أن تكون لهذه الصور نتائج عكسية على الرأي العامح ذلك أنها تعكس مدى مرضه وضعفه، فهي تُصور رجلاً مسنّاً في كرسي متحرك، لا يتكلم ولا يتحرك، الأمر الذي يخلق شعوراً بالسخرية.
ويؤكد الباحث أنه ما دام بوتفليقة على قيد الحياة، فمن المؤكد أنه سيترشح، حيث لن يقف أي شيء في طريق ترشحه، ومن المؤكد أنه لا يوجد أي بديل من الممكن أن يُنافسه، ولن يكون لأي شخص وزنه نفسه.
ولا توجد معارضة في الجزائر، كما أن بوتفليقة بدأ بتهيئة المجال لنفسه منذ سنة، من خلال تطبيق السياسة الاجتماعية وشراء دعم العديد من الناس. ستكون هذه الحملة على شاكلة تلك التي نُظمت سنة 2014 (التي تم على أثرها إعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة في 17 أبريل/نيسان عام 2014 بنسبة 81.49%)، يختم المختص في العلوم السياسية.