128 دولة تستنكر والفلسطينيون غاضبون.. لكن الولايات المتحدة تدشن سفارتها في القدس وسط مخاطر تصعيد

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/14 الساعة 06:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/14 الساعة 07:43 بتوقيت غرينتش

تدشن الولايات المتحدة الإثنين 14 مايو/أيار 2018، سفارتها في القدس لتحقق الوعد المثير للجدل الذي أطلقه الرئيس دونالد ترمب رغم الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني منذ أشهر وفي ما يشكل قطيعة مع السياسة الأميركية في هذا الصدد.

وتشارك ابنة ترامب إيفانكا مع زوجها جاريد كوشنر وكلاهما مستشاران للرئيس إلى جانب مئات الشخصيات من البلدين في مراسم التدشين المقررة اعتباراً من الساعة 16,00 (13,00 ت غ) والتي تأتي على خلفية قلق عميق حول استقرار الوضع الإقليمي.

وفي الوقت نفسه، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من المتوقع أن يشارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وقد يخاطر البعض بمحاولة اقتحام السياج الأمني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي وضع قواته في حالة تأهب قصوى. وقال السبت أنه سيضاعف عدد وحدات جيشه المقاتلة حول قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، كما ستتم تعبئة نحو ألف شرطي إسرائيلي في القدس لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.

ويشكل نقل السفارة وهو أحد وعود الحملة الانتخابية لترامب قطيعة مع عقود من السياسة الأميركية والإجماع الدولي إذ يعتبر وضع القدس إحدى أكثر المسائل الشائكة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

القدس "لم تعد مطروحة على طاولة المفاوضات"  

يتم تدشين السفارة الأميركية في احتفال الإثنين 14 أيار/مايو يتزامن مع الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل"، وفق التقويم الغريغوري.

ويتزامن افتتاح السفارة قبل يوم من الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر أو نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد "ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه".

إلا أن المبادرة الأميركية الأحادية الجانب تثير غضب الفلسطينيين إذ تشكل تكريساً للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الإسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلاً لمطالبهم حول القدس.

واحتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم أعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة أبدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان إعلان ترمب في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، أثار غبطة الإسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.

ودعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الأحد في تسجيل فيديو إلى "الجهاد" مؤكداً أن القرار الأميركي دليل على أن المفاوضات وسياسة "الاسترضاء" خذلت الفلسطينيين.

 "صديق لصهيون"

ونددت 128 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار الأميركي ومن بينها دول حليفة للولايات المتحدة على غرار فرنسا وبريطانيا.، في تصويت أثار غضب واشنطن وتهديداً بالرد من قبل سفيرتها لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.

إلا أن الاستنكار الذي أثارته المبادرة الأميركية من جانب واحد هدأ على ما يبدو وشوارع القدس مليئة بالأعلام الأميركية والإسرائيلية بينما شوهدت لافتات كتب عليها "ترمب أعِد لإسرائيل عظمتها" و"ترمب صديق لصهيون".

ويأتي تدشين السفارة الذي سيتم في مبنى القنصلية بانتظار تشييد مقر جديد في فترة حساسة جداً. فالفلسطينيون يعتبرون أن الموعد الذي يتزامن قبل يوم على ذكرى النكبة يشكل "استفزازاً".

ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية.

وتشهد غزة منذ 30 آذار/مارس مسيرات العودة التي يشارك فيها آلاف الفلسطينيين الذين يتجمعون على الحدود والتي شهدت مقتل 54 فلسطينياً بأيدي الجيش الإسرائيلي.

وتتهم إسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب بأعمال عنف. كما يقول الجيش الإسرائيلي أنه لا يستخدم الرصاص الحي إلا كحل أخير.

وتهدف "مسيرة العودة" أيضاً إلى التنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.

ولم يحدث القرار الأميركي بنقل السفارة حتى الآن الأثر الذي كانت ترجوه إسرائيل إذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي أنهما ستقومان بالأمر نفسه.

علامات:
تحميل المزيد