غابت واشنطن وحضر جميع الأطراف.. هل تكشف “أستانا” عن الخلاف بين أميركا وإيران في الأراضي السورية؟

انطلقت صباح الإثنين 14 مايو/أيار 2018، الجولة التاسعة من مباحثات أستانا التي ترعاها كل من روسيا وتركيا وإيران، وبمشاركة من المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وهو أول اجتماع بين ممثلي المعارضة والحكومة منذ مؤتمر سوتشي للحوار الوطني

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/14 الساعة 16:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/15 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش

انطلقت صباح الإثنين 14 مايو/أيار 2018، الجولة التاسعة من مباحثات أستانا التي ترعاها كل من روسيا وتركيا وإيران، وبمشاركة من المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وهو أول اجتماع بين ممثلي المعارضة والحكومة منذ مؤتمر سوتشي للحوار الوطني الذي نظمته موسكو، وأُقرت فيه المبادئ 12، وشُكلت لجنة دستورية وُضعت في عهدة الأمم المتحدة.

وأكدت وزارة خارجية كازاخستان مشاركة كل الأطراف في محادثات أستانا، وضمنها المعارضة المسلحة، إضافة إلى وفد أردني كعضو مراقب، كما أعلن دي ميستورا حضوره الجولة الحالية، التي من المنتظر أن تستمر يومين متتالين تحت إشراف الدول الضامنة، وتتضمن لقاءات ثنائية وثلاثية بين وفود البلدان الضامنة.

وبدأت المحادثات، صباح الإثنين، بعقد عدد من الجلسات التقنية بين وفود الدول الضامنة، في حين تُعقد الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، الجلسة العامة بمشاركة كل أطراف عملية أستانا، وضمنها وفدا المعارضة الذي يصل مساء الإثنين ووفد النظام السوري الذي وصل الأحد 13 مايو/أيار 2018، إضافة إلى وفدي الأمم المتحدة والأردن بصفة مراقبين.

تطوير الاتفاق السابق

وبيّن رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا أحمد طعمة، أن المحادثات ستركز على إكمال نقاط المراقبة التركية في إدلب، وذلك بعد انهيار باقي مناطق تخفيف التوتر الأخرى، والتي انتهت باتفاقيات سلّمت من خلالها المعارضة السورية المسلحة  أسلحتها الثقيلة كافة وخرجت باتجاه الشمال السوري.

وأوضح طعمة، في اتصال مع "عربي بوست"، أن هناك محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل نهائي، إضافة إلى التقدم بملف تشكيل "مجموعة العمل الخاصة بالنظر في قضية المعتقلين"، كما تم توسيع الوفد العسكري من خلال إدخال ممثل عن الائتلاف الوطني السوري المعارض وممثل عن المجلس السوري التركماني وأعضاء آخرين.

وكان الجيش التركي قد أنشأ بإدلب 10 نقاط مراقبة في إطار اتفاق "تخفيف التوتر"، حسب وكالة "الأناضول"، وبيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي بمطار "أتاتورك" في مدينة إسطنبول يوم الأحد 13 مايو/أيار 2018، أن بلاده ستنشئ آخر نقطتي مراقبة في المحافظة خلال الأسبوع القادم، لافتاً إلى أن "تركيا ستكون أنهت المشاكل الموجودة بإدلب إلى حد كبير"، حسب وصفه.

المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى أستانا، أيمن العاسمي، قال في تصريح خاص لـ"عربي بوست"، إنهم سيعقدون الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، اجتماعين؛ الأول مع الجانب الروسي والثاني مع الأمم المتحدة، وأضاف أنهم أجروا لقاءات تمهيدية خلال الأيام السابقة مع الجانب التركي؛ لبحث جميع الملفات المدرجة على قائمة جدول الأعمال.

وأشار العاسمي إلى أن تحقيق وقف إطلاق النار الكامل سيفتح المجال أمام تفعيل العملية السياسية، وقال: إن "استمرار القتال في مختلف المناطق سيُبقي العملية السياسية مشلولة".

من جهته، رجح رئيس الوفد الروسي، ألكسندر لافرينتيف، حسب موقع "روسيا اليوم"، أن تُصدر الدول الضامنة للهدنة بسوريا بياناً مشتركاً في ختام جلسات المحادثات الثلاثاء، ويتضمن تقييم نتائج عمل أطراف أستانا ورسم خطط مستقبلية، وذكر أن اجتماعاً لمجموعة العمل بشأن تبادل المعتقلين لدى الطرفين السوريين سيُعقد الإثنين، على هامش مفاوضات الدول الضامنة، مشيراً إلى أن "قرارات هذه المجموعة سنأخذها بالاعتبار في عملنا".

غياب واشنطن عن المحادثات لأول مرة

وتشهد المحادثات الحالية غياب الولايات المتحدة الأميركية عنها، وهي المرة الأولى لها بعد انضمامها بصفة مراقب منذ فبراير/شباط 2017، وقال المتحدث باسم الخارجية الكازاخية أنور جايناكوف، للصحفيين، الإثنين 14 مايو/أيار 2018: "وفد الولايات المتحدة امتنع عن المشاركة في الجولة الحالية من مفاوضات أستانا حول سوريا"، فيما اعتبر ألكسندر لافرينتيف رئيس الوفد الروسي، أن رفض واشنطن المشاركة في مفاوضات أستانا يعني عدم دعمها جهود المجتمع الدولي لتسوية الأزمة السورية سلمياً.

من جهته، قلل المتحدث باسم المعارضة السورية، أيمن العاسمي، من أهمية غياب واشنطن، ولفت إلى أن الأمر يتعلق بتوجيه رسالة إلى طهران وقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، بينما اعتبر رئيس الوفد أحمد طعمة أن مقاطعة واشنطن الجولة "لن يكون له أثر كبير"، وأضاف أن جميع القضايا التي ستتم مناقشتها متعلقة بالتطورات الميدانية، إضافة إلى ملف المعتقلين.

الحسم العسكري لا يؤثر على الحل السياسي

واستغل النظام السوري فترة التوقف ليستعيد مناطق واسعة من المعارضة السورية على الرغم من وقوع تلك المناطق ضمن اتفاقيات "تخفيف التوتر". وبهذا التقدم، ضمِن النظام سلامة الطريق الدولي من العاصمة دمشق إلى كل من بيروت وحمص ومنهما إلى حماة.

واعتبر رئيس الوفد الروسي بأستانا، ألكسندر لافرينتيف، أن بلاده مستمرة في اتفاقيات تخفيف التوتر، ونقلت قناة "روسيا اليوم"، الإثنين 14 مايو/أيار 2018، عن لافرينتيف قوله: "لا نعتقد أن أياً من مناطق خفض التوتر انتهى وجودها، فهناك تحوُّل مخطَّط له في سياق عملية التسوية السلمية".

من جهته، قلل رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، من أهمية نتائج العمليات العسكرية على الحل السياسي في سوريا، ونقل موقع الائتلاف السوري المعارض عن الحريري قوله إن "تحقيق النظام مكاسب عسكرية لا يعني أن القضايا الأساسية حُلَّت"، وأضاف الحريري: "لا تُحَل إلا بحل شامل في سوريا. حان الوقت لوقف إراقة الدماء وتحقيق الانتقال السياسي وتلبية طموحات الشعب السوري ورحيل الأسد".

وعن العملية السياسية، قال الحريري: "موقفنا هو الأكثر واقعية. جرّبوا كل الحلول، جربوا مفاوضات جنيف، جربوا مسار سوتشي، جربوا عملية أستانا، والمجتمع المدني. نحن نقول: إنه لا حل إلا وفق رؤيتنا وتلبية مطالب الشعب السوري بعملية انتقال سياسي حقيقي تتضمن رحيل الأسد".