قالت مصادر طبية فلسطينية، الإثنين 14 مايو/أيار 2018، إن عدد من سقطوا اليوم على الحدود بين غزة وإسرائيل 58 فلسطينياً، في حين أصيب حتى السابعة مساء بتوقيت القدس 2771 أشخاص، بحسب مصادر طبية فلسطينية، فيما أعلنت قيادات فلسطينية استمرار الحراك السلمي حتى هزيمة "الاحتلال".
وكثّفت قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الجانب الآخر من السياج الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، من إطلاق النيران والقنابل المُدمعة، تجاه المتظاهرين الفلسطينيين، المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية.
وفي كافة مناطق التجمّعات، رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية أثناء اقترابهم من السياج الفاصل. كما أحرق المتظاهرون المئات من إطارات المركبات المطاطية، في مناطق متفرقة قرب السياج، من أجل تشتيت الرؤية على الجيش الإسرائيلي من خلال الدخان الأسود الكثيف المنبعث منه.
"مستمرون في السلمية"
وقال خليل الحية القيادي البارز في حركة "حماس"، إن الجناح المسلح للحركة، كتائب القسام، وفصائل المقاومة، "لن يطول صبرها على الجرائم الإسرائيلية"، وآخرها قتل المتظاهرين السلميين اليوم.
وأضاف الحية، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، شرق مدينة غزة، تعقيباً على المجزرة الإسرائيلية " شعبنا أراد أن يمارس حقه في السلمية، لكن إن استمر العدو في مزيد من القتل لن يطول الصبر ما بقي العدوان وما بقي الحصار قائم على غزة".
وأردف:" إن مسيرات شعبنا السلمية أغرت العدو بمزيد من سفك الدماء، وفصائل المقاومة وكتائب القسام لن يطول صبرها".
وتابع:" الرد الطبيعي هذا العدوان بقتل الأبرياء والسلميين اليوم، من الأطفال والنساء، يجب أن يكون عربياً وإسلامياً، بانتفاضة عارمة في كل العواصم، وفي غزة والضفة الغربية، وفي فلسطين التاريخية والشتات".
وأكد الحية أن "إسرائيل يجب أن تدفع ثمن هذا القتل، وثمن نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس".
ولفت الحية إلى أن هذا الحراك السلمي "متواصل ومستمر، وندعم كل فعالياته، وشعبنا لن يتوقف حتى دحر الاحتلال".
وحمّل الحية الإدارة الأمريكية كل التبعات المترتبة على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، قال:" هذه الجريمة لن تمر".
تحذيرات طبية
وحذَّر مسؤول طبي فلسطيني، في قطاع غزة، من أن المستشفيات تعاني "نقصاً شديداً في المعدات الطبية والمستلزمات الطبية"، في ظل ما يتعرض له المتظاهرون الفلسطينيون من اعتداءات إسرائيلية.
وقال الطبيب صلاح الرنتيسي، مدير المشفى الميداني، بالقرب من الحدود الشرقية بمنطقة خزاعة، جنوب القطاع: "هناك نقص شديد في المعدات الطبية والمستلزمات الطبية، وبعدد سيارات الإسعاف".
وأضاف: "كنا ننتظر أكثر من نصف ساعة، حتى نتمكن من إخراج حالة إصابة واحدة لدينا ونرسلها للمستشفيات، كي نستقبل حالة أخرى".
وقال الرنتيسي: "أصيب المئات بالرصاص الحي والمطاطي المغلف بالمعدن، و100 حالة اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيّل للدموع".
وأضاف أن 10 من بين المصابين، جراحهم كانت في منطقة الصدر والبطن والرأس، وجراحهم خطيرة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد ناشدت مصر، الإثنين 14 مايو/أيار 2018، إمداد مستشفيات القطاع بالأدوية والمستهلكات الطبية للطوارئ، جراء النقص الكبير الذي تعانيه المستشفيات.
وقالت الوزارة في بيان لها: "وزارة الصحة الفلسطينية تناشد الشقيقة مصر إمداد مستشفيات قطاع غزة بالأدوية والمستهلكات الطبية للطوارئ".
وأضافت: "كما نناشدها إيفاد طواقم طبية متخصصة في جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام والتخدير والعناية المركزة".
ودعت الوزارة السلطات المصرية إلى "نقل الجرحى للمستشفيات التخصصية داخل جمهورية مصر العربية؛ وذلك بسبب الأعداد المتزايدة من المصابين بجراحات معقدة تحتاج إلى تدخلات علاجية غير متوافرة في قطاع غزة".
وسبق أن أطلقت الوزارة، الإثنين 14 مايو/أيار 2018، نداء "استغاثة"، بهدف دعم المستشفيات والمراكز الطبية بالأدوية والمستهلكات الطبية؛ بسبب النقص الكبير الذي تسبب فيه كثرة الإصابات، جراء المجزرة الإسرائيلية شرق القطاع.
ويتظاهر منذ الصباح، آلاف الفلسطينيين في عدة مواقع على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل؛ احتجاجاً على نقل السفارة الأميركية من مدينة تل أبيب إلى القدس، وإحياء للذكرى الـ70 للنكبة.