العبادي ليس الأول ولا الثاني.. العامري والصدر يتقدمان في الانتخابات البرلمانية العراقية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/14 الساعة 05:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/14 الساعة 05:37 بتوقيت غرينتش

قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق يوم الأحد إن رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر تقدم الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد السبت بعد فرز أكثر من نصف الأصوات مما يشير إلى عودة مفاجئة للصدر الذي همشه منافسون تدعمهم إيران.

وبعد فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات التي تم الإدلاء بها في 10 من محافظات العراق البالغ عددها 18 جاءت في المركز الثاني كتلة هادي العامري قائد الفصيل الشيعي المسلح الرئيسي والذي تدعمه إيران. وجاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المركز الثالث على ما يبدو. وكانت مصادر أمنية ومصادر بمفوضية الانتخابات قد قالت في وقت سابق إن العبادي يتقدم أول انتخابات يشهدها العراق منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.

ذكرت المفوضية أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 44.52 في المئة مع فرز 92 في المئة من الأصوات أي أنها أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات السابقة. ومن المتوقع إعلان النتائج الرسمية النهائية اليوم الإثنين.

الصدر والعامري في الصدارة

واحتل كل من الصدر والعامري الصدارة في أربع من عشر محافظات تم فرز الأصوات فيها ولكن كتلة الصدر حصلت بشكل ملحوظ على أصوات أكثر في العاصمة بغداد التي تحظى بأكبر عدد من المقاعد.

ولم تعلن المفوضية عدد المقاعد الذي حصلت عليه كل كتلة وقالت إنها ستفعل ذلك اليوم الإثنين بعد إعلان نتائج باقي المحافظات. وجاء العبادي حليف كل من الولايات المتحدة وإيران في المركز الثالث في ست محافظات ولكن احتل المركز الخامس في بغداد.

وأظهرت النتائج بشكل غير متوقع تراجع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي كان يُوصف بأنه منافس خطير للعبادي.

ومع ذلك فإن ترتيب هذه الكتل يمكن أن يتغير لأنه لم يتم بعد إعلان النتائج من ثماني محافظات من بينها نينوى التي تحظى بثاني أكبر عدد من المقاعد بعد بغداد.

وكان العبادي قبل الانتخابات يعتبر المرشح الأوفر حظاً للفوز. وكان يُنظر إلى المالكي والعامري على أنهما منافساه وكلاهما أقرب لإيران منه.

وسيمثل فوز الصدر أو احتلاله المركز الثاني عودة مفاجئة لرجل الدين الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء والمعدمين لكن شخصيات شيعية مؤثرة أخرى تدعمها إيران مثل العامري عملت على تهميشه.

وشكل الصدر تحالفاً غير معتاد مع شيوعيين ومستقلين يناصرون العلمانية وانضموا لاحتجاجات نظمها في عام 2016 للضغط على الحكومة من أجل القضاء على الفساد.

ويستمد الصدر قدراً كبيراً من سطوته من أسرته. فوالده آية الله العظمى محمد صادق الصدر قُتل عام 1999 لمعارضته صدام حسين. كما قتل صدام ابن عم والده محمد باقر الصدر عام 1980.

توازن

بغض النظر عن الفائز في الانتخابات فإنه سيتعامل مع تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في خطوة أثارت مخاوف عراقيين من أن يصبح بلدهم ساحة للصراع بين واشنطن وطهران.

والعبادي مهندس تلقى تعليمه في بريطانيا وتولى السلطة قبل 4 أعوام بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث أراضي العراق. وحصل العبادي على دعم عسكري أميركي للجيش العراقي من أجل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية حتى مع إطلاقه العنان لدعم إيران لفصائل شيعية مسلحة تحارب التنظيم.

وإذا اختار البرلمان العبادي رئيساً للوزراء فإنه سيظل تحت ضغط للحفاظ على هذا التوازن في ظل التوتر بين واشنطن وطهران بسبب الاتفاق النووي.

يفتقر إلى الجاذبية الشعبية

ويرى بعض العراقيين أن العبادي يفتقر إلى الجاذبية الشعبية وغير كفء. ولم يكن للعبادي كيان سياسي قوي خاص به عندما تولى المنصب.

لكن موقف رئيس الوزراء تحسن بعد هزيمة الدولة الإسلامية وحملته ضد الفساد.

ولعبت منظمة بدر بزعامة العامري دوراً كبيراً في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن بعض العراقيين يشعرون بالاستياء من صلاته الوثيقة بطهران. وقضى العامري أكثر من عشرين عاماً يعارض صدام من المنفى في إيران.

وسيتعين على أي كتلة تفوز بمعظم المقاعد التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية في غضون 90 يوماً من الانتخابات.

أين تصدر كل فريق؟

تصدرت قائمة "الفتح"، برئاسة هادي العامري، القيادي البارز في "الحشد الشعبي" وقائمة "سائرون" بقيادة الزعيم العراقي المعارض مقتدى الصدر نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية في 8 محافظات، بحسب نتائج جزئية رسمية أعلنت نتائجها "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات"، مساء الأحد، وشملت 10 محافظات من إجمالي 18.

وتصدر تحالف "القرار العراقي" (سني) بقيادة أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي في محافظة ديالى فيما تصدرت‎ قائمة "الأنبار هويتنا" (سنية) في محافظة الأنبار.

وكان لافتاً عدم تصدر تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي في أي من المحافظات العشر.

وأوضح رئيس المفوضية، معن الهيتاوي، في مؤتمر صحفي من مقر المفوضية ببغداد، إن المفوضية ستعلن نتائج بقية المحافظات في الساعات القليلة المقبلة بعد تدقيقها.

والانتخابات البرلمانية التي جرت السبت، هي الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.

ووفق ما أعلنته المفوضية فإن نتائج المحافظات العجاءت على النحو التالي:

العاصمة بغداد: سائرون ثم:  الفتح – دولة القانون بزعامة نوري المالكي، ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، وائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم.

الأنبار: الأنبار هويتنا ثم:  ائتلاف الوطنية – تحالف القرار العراقي – ائتلاف عابرون – ائتلاف النصر – وتحالف سائرون.

 

محافظة ديالى: تحالف القرار العراقي . ثم: تحالف الفتح، تلاف الوطنية، تحالف سائرون، ائتلاف النصر، تيار الحكمة، الاتحاد الوطني الكردستاني ، ديالى التحدي، ائتلاف دولة القانون، تضامن، الحزب الديمقراطي الكردستاني.

محافظة المثنى: تحالف سائرون، تحالف الفتح، تيار الحكمة الوطني، إئتلاف النصر، إئتلاف دولة القانون، حركة إرادة، حركة بابليون، إئتلاف الوطنية.

محافظة ذي قار: تحالف سائرون، تحالف الفتح، إئتلاف النصر، إئتلاف دولة القانون، تيار الحكمة الوطني، حركة إرادة، إئتلاف الوطنية، إئتلاف كفاءات للتغير.

محافظة واسط: تحالف سائرون، إئتلاف الفتح ، تحالف النصر، تيار الحكمة، ائتلاف دولة القانون ، ائتلاف كفاءات للتغير، إئتلاف الوطنية.

محافظة البصرة: تحالف الفتح، تحالف سائرون، إئتلاف النصر، إئتلاف دولة القانون، تيار الحكمة الوطني، تجمع رجال العراق، حركة إرادة، إئتلاف الوطنية.

محافظة الديوانية: تحالف الفتح، تحالف سائرون، إئتلاف النصر، تيار الحكمة الوطني، إئتلاف دولة القانون، حركة إرادة، التحالف المدني الديمقراطي، إئتلاف الوطنية.

محافظة كربلاء: تحالف الفتح، تحالف سائرون، إئتلاف النصر، إئتلاف دولة القانون، تيار الحكمة الوطني، إئتلاف كفاءات، إئتلاف الوطنية.

محافظة بابل، تحالف الفتح، تحالف سائرون، إئتلاف النصر، تيار الحكمة الوطني، إئتلاف دولة القانون، إئتلاف كفاءات للتغيير، حركة إرادة، إئتلاف الوطنية.

والانتخابات البرلمانية التي جرت السبت، هي الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011.

علامات:
تحميل المزيد