من جاكرتا إلى تورونتو.. عرب وأجانب يتضامنون مع فلسطين قبيل نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/13 الساعة 06:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/13 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش

شهدت عدة مدن وعواصم حول العالم فعاليات شعبية دعماً للقضية الفلسطينية و"حق العودة"، مع اقتراب ذكرى "النكبة" الـ70، التي يحييها الفلسطينيون منتصف مايو/أيار من كل عام.

وألقى قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس بظلال ثقيلة على المظاهرات والوقفات، التي نددت به ورفع شعارات تؤكد فلسطينية المدينة المحتلة.

من جاكرتا إلى تورونتو

وامتدت الفعاليات لتشمل عدة دول حتى العالم، بدءاً من العاصمة الإندونيسية جاكرتا شرقاً، التي شهدت مظاهرة شارك فيها الآلاف، أمس الأول الجمعة، وصولاً إلى تورونتو الكندية غرباً، التي شهدت مشاركة نشطاء يهود مناهضين للاحتلال، في مظاهرة قبالة القنصلية الإسرائيلية، أمس السبت.

واختار النشطاء في إندونيسيا التظاهر في ساحة "موناس" بالعاصمة، رمز الحرية في البلاد، وردد المشاركون هتافات مناهضة للولايات المتحدة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتبوا عليها "بيت المقدس لنا، انسحبوا" و"القدس حرة"، و"دافعوا عن القدس".

كما شهدت المظاهرة مشاركة رجال دين، وقادة مجتمع مدني، وجمع تبرعات مادية لصالح الشعب الفلسطيني.

وفي تورونتو، رفع كنديون وفلسطينيون وعرب الأعلام الفلسطينية على طول شارع "بلور"، قبالة قنصلية تل أبيب، ورددوا شعارات تطالب بالحرية لفلسطين، وتندد بقرار ترامب.

كما تقدم نشطاء بعرض تفاصيل للقضية الفلسطينية، وتاريخ التجاوزات الإسرائيلية، وخصوصاً إبان النكبة، عام 1948.

أوروبياً، نُظّمت فعاليات مشابهة خلال عطلة نهاية الأسبوع في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا.

وشهدت لندن، أمس، استنفاراً أمنياً في محيط السفارة الإسرائيلية، إثر التقاء تجمعين، أحدهما داعمٌ لفلسطين وآخر لإسرائيل، وجهاً لوجه.

وفي أمستردام، كان لافتاً الحضور الكبير للهولنديين دعماً للقضية الفلسطينية، وذلك في فعالية بساحة "دام" وسط المدينة.

كما شهدت مدينة هولندية أخرى، هي روتردام، فعالية مشابهة، لاقت دعماً لافتاً من أكاديميين وسياسيين، وبرز فيها المطالبة بمقاطعة إسرائيل.

وفي باريس سار متظاهرون من ساحة الجمهورية إلى ساحة ستالينغراد، مطالبين بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، وضمان حقوقه، وفرض عقوبات على إسرائيل.

والسبت أيضاً، نُظّمت في روما مظاهرة شاركت فيها سفيرة فلسطين لدى إيطاليا، مي كيلة، وقادة منظمات مدنية فلسطينية وإيطالية.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية لفلسطين، ورفعوا أعلامها، ولافتات ترفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وقالت السفيرة "كيلة"، في تصريح للأناضول، على هامش الفعالية، إنها تهدف لإحياء ذكرى النكبة، والتأكيد أن القدس عاصمة فلسطين، ورفض قرار واشنطن نقل سفارتها.

كما أكدت على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، وأعربت عن دعمها لمسيرات العودة السلمية التي يشهدها القطاع منذ 30 مارس/آذار الماضي.

عربياً برز مهرجان نظمته الحركة الإسلامية وقوى شعبية وحزبية مختلفة، في الأردن، شهد مشاركة عشرات الآلاف، في منطقة "السويمة" بمحافظة البحر الميت المحاذية للحدود مع الضفة الغربية الفلسطينية.

وردد المشاركون هتافات للتضامن مع الفلسطينيين وللمطالبة بحق عودتهم، ورفعوا لافتات كتب على بعضها: "لاجئون ولكن سنعود"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"لا شرعية للمحتل".

كما نظمت في المخيمات الفلسطينية بلبنان مسيرات ومظاهرات وأنشطة متنوعة إحياءً لذكرى النكبة، وتأكيداً على الارتباط بالوطن.

وبرز في تلك الفعاليات المشاركة الكبيرة للأطفال، في إشارة من المنظمين إلى احتفاظ أجيال اللاجئين الفلسطينيين المتلاحقة بحق العودة.

وفي إسطنبول، شارك آلاف العرب والأتراك في مظاهرة انطلقت من مسجد الفاتح التاريخي الكبير، عقب صلاة الجمعة، وسط حضور كثيف لطلبة الجامعات.

وأطلق المتظاهرون هتافات غاضبة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وطالبوا بإعادة الأراضي الفلسطينية إلى أهلها.

وفي كلمة باسم اللجنة المنظمة، قال رئيس مجلس أمناء الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين (فيدار) أحمد عودة؛ إن "قضية فلسطين ليست قضية شعبها فحسب، بل قضية الأمة الإسلامية جمعاء".

واعتبر أن "التظاهرات في فلسطين ومعها المسيرات التي تنطلق في أنحاء العالم، تشكل لوحة نضالية رائعة".

فعاليات مستمرة في الأراضي الفلسطينية

يأتي ذلك وسط استمرار للفعاليات الشعبية المطالبة بالعودة داخل الأراضي الفلسطينية، والتي تتمثل بمسيرات "العودة وكسر الحصار"، على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل، إضافة إلى مواجهات متقطعة في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية بين شبان وقوات الاحتلال.

وأمس، توفي طفل فلسطيني متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أثناء مشاركته في مسيرات غزة السلمية، لتبلغ حصيلة شهدائها أكثر من 50.

وعام 1948، شهدت فلسطين تصاعد أعمال التطهير العرقي والتهجير على يد عصابات صهيونية مسلحة، عقب خروج الانتداب البريطاني، انتهت بقيام دولة إسرائيل.

ويطلق الفلسطينيون على تلك الأحداث اسم "النكبة"، ويحيون ذكراها في 15 مايو/أيار من كل عام، بفعاليات شعبية ورسمية تؤكد على حقهم في العودة لأراضيهم، وارتباطهم بها.

علامات:
تحميل المزيد