بعد ثلاث حروب مدمرة حماس تتبنى “المقاومة السلمية”.. استراتيجية جديدة لكسب التعاطف وإفشال محاولات عزلها

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/12 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/12 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
Hamas Chief Ismail Haniyeh and Gaza's Hamas Chief Yehya Al-Sinwar gesture to supporters during a rally marking the 30th anniversary of Hamas' founding, in Gaza City December 14, 2017. REUTERS/Mohammed Salem - RC1F66142030

 تعتمد حركة حماس منذ أسابيع استراتيجية جديدة تتمثل في دعم الاحتجاجات السلمية كأداة جديدة تختبرها في مواجهة إسرائيل في ما يبدو أنها وضعت بصورة مؤقتة الخيار العسكري جانباً، بعد أكثر من عشرة أعوام من سيطرتها على قطاع غزة وثلاث حروب مدمرة.

ويرى محللون سياسيون أن حماس تسعى من خلال لجوئها إلى المقاومة السلمية إلى لفت انتباه العالم والضغط على حكومة إسرائيل لإنهاء حصارها المحكم الذي تفرضه على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، دون المغامرة بالانزلاق نحو حرب جديدة مع الدولة العبرية.

ويقول أستاذ العلوم السياسية جمال الفاضي إن "حماس اتجهت للاحتجاجات السلمية لأن الخيارات الأخرى مُكلفة لها وللشعب، الاتجاه نحو السلمية يحشد رأياً دولياً متعاطفاً مع القضية الفلسطينية وغزة وهو الأنسب في هذه الظروف في ظل غياب موقف عربي داعم أو حتى موقف دولي متعاطف". إلا أنه يؤكد أن "الخيارات محدودة أمام حماس".

وفي أول لقاء لزعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار مع وسائل الإعلام الأجنبية الخميس 10 مايو/أيار، قال إنه لا يرى ضيراً من اقتحام آلاف الفلسطينيين السياج الحدودي مع إسرائيل خلال احتجاجات مقررة الإثنين والثلاثاء تزامناً مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس وذكرى نكبة فلسطين.

ورداً على سؤال عما يتوقعه من الاحتجاجات الإثنين والثلاثاء 14 و15 مايو/أيار المقبلين، قال السنوار "لا أحد يستطيع أن يتصور ما الذي سيكون بالضبط، ولكن نستطيع أن نضمن شيئاً واحداً وهو أن هذا الحراك سلمي".

ومع توقع تجمع الآلاف على طول الحدود الإثنين والثلاثاء ومخاوف من أن يحاول متظاهرون اقتحام السياج الفاصل وأن يؤدي ذلك إلى مزيد من إراقة الدماء، أعرب السنوار عن الأمل ألا تطلق إسرائيل النار على "الاحتجاجات "السلمية". ولكن نعيم قال "إذا اتجه الاحتلال نحو التصعيد في العدوان فالمقاومة جاهزة للرد".

وتساءل السنوار "ما المشكلة عندما يكسر مئات آلاف المواطنين السياج الفاصل، هذه ليست حدوداً"، وأشار إلى أن إسرائيل لم ترسم حدودها. وأضاف "لا أتوقع أن يقبل أحد بهذه الحالة في القطاع (…) لا يمكن أن نموت ببطء، وآمل ألا نصل إلى مرحلة للتفكير بخيارات أخرى".

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، إنه من المتوقع أن تعرف المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تطورات خطيرة خلال الأيام المقبلة، وأعرب السنوار عن أمله في أن يقيد وجود الصحفيين الدوليين الجنود الإسرائيليين من إراقة دماء الأشخاص الذين عبروا السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

"جنوح مؤقت" إلى السلم

وتواجه حركة حماس المسلحة عزلة متزايدة منذ سنوات بفعل الحصار. وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس "منظمة إرهابية"، وتطالب بتخليها عن سلاحها والاعتراف بإسرائيل.

وبالنسبة لأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة "اقتنعت حماس أن المقاومة المسلحة غير مجدية في الوقت الحالي على الأقل، أي المواجهة المسلحة لن تكون في صالح الفلسطينيين وحماس" حسب قوله.

إلا أنه يتابع "ليس واضحاً ان التظاهرات السلمية خيار استراتيجي لحماس لأن هناك عناصر مؤثرة في الحركة لم تسقط المقاومة المسلحة".

ومن جانبه يقول القيادي في حماس باسم نعيم "لسنا هواة موت وشعبنا يحب الحياة والاستقرار والسلام، إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق أهدافنا بالطرق السلمية والقانونية سنفعل ذلك، إن لم يكن ذلك متاحاً فمن حقنا المقاومة بكل الطرق".

وأكد السنوار الخميس 10 مايو/أيار أن الاحتجاجات "ستتواصل وليس لها سقف زمني محدد"، مؤكداً أن الأوضاع في القطاع "صعبة، ولا يستطيع شعبنا أن يصبر أكثر من ذلك".

وتتهم إسرائيل حركة حماس التي تحكم القطاع الفقير وخاضت ثلاث حروب ضدها منذ نهاية 2008، باستخدام الاحتجاجات التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض في 30 آذار/مارس، غطاء لاستخدام العنف.

ومنذ يوم الأرض، يتجمع الآلاف من الفلسطينيين بصورة أسبوعية في إطار "مسيرة العودة" قرب الحدود للمطالبة بحقهم في العودة إلى بلداتهم التي هجروا منها في 1948. ولم يلجأ الفلسطينيون إلى إطلاق النار وإنما قاموا برشق الحجارة ودحرجة الإطارات المشتعلة باتجاه السياج الفاصل حيث يتمركز القناصة الإسرائيليون.

وقتل 53 فلسطينياً وأصيب المئات بجروح برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء "مسيرة العودة"، ولم تسجل إصابات في الجانب الإسرائيلي. وتوعدت إسرائيل بالتصدي لأي محاولة لما أسمته تخريب السياج وتسلل المتظاهرين عبره.

 

علامات:
تحميل المزيد