مرَّ الاقتراع الخاص في سلام.. 24 مليون عراقي ينتخبون مجلس النواب الرابع بعد سقوط صدام

يصوّت العراقيون، السبت 12 مايو/أيار 2018، لاختيار ممثليهم لعضوية مجلس النواب للدورة الرابعة بعد سقوط نظام صدام حسين سنة 2003.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/11 الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/11 الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش

 

يصوّت العراقيون، السبت 12 مايو/أيار 2018، لاختيار ممثليهم لعضوية مجلس النواب للدورة الرابعة بعد سقوط نظام صدام حسين سنة 2003.

وستُفتح في الساعة الرابعة صباحاً وتغلق في الساعة الثالثة مساء بتوقيت غرينتش 8413 مركزاً و49677 محطة انتخابية أمام 24 مليون عراقي لاختيار ممثليهم لعضوية مجلس النواب العراقي.

عضو مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حازم الدريني، أكد لـ"عربي بوست"، أن "المفوضية أكملت استعدادها لإجراء انتخابات مجلس النواب لسنة 2018، وقامت بتوزيع الأجهزة الإلكترونية وصناديق وأوراق الاقتراع على المراكز والمحطات الانتخابية".

وأوضح الدريني أن المراكز والمحطات الانتخابية ستكون في المدارس بحماية الأجهزة الأمنية"، مؤكداً أن "نتائج الانتخابات ستعلَن بعد أكثر من 48 ساعة من يوم الاقتراع العام".

تشكيل الحكومة

بعد إعلان نتائج الانتخابات، تقوم الائتلافات السياسية التي تملك أكثر مقاعد في مجلس النواب العراقي بالاتفاق على ترشيح شخصية من المكون السنّي لرئاسة مجلس النواب، وبعدها ترشيح شخصية من المكون الكردي لرئاسة الجمهورية، وبعدها اختيار شخصية من المكون الشيعي لرئاسة الوزراء.

وتمثل الانتخابات العراقية الحالية أهمية كبيرة للدول الإقليمية والدولية بعد الانتصارات التي حققها العراقيون وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، إضافة 'لى خسارة القوى الكردية محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها بسبب استفتاء كردستان العراق في 25 سبتمبر/أيلول 2017.

ويبلغ عدد الناخبين العراقيين أكثر من 24 مليون شخص، يتوزعون على 18 محافظة عراقية تمثل كلُّ محافظةٍ دائرة انتخابية، إضافة إلى العراقيين الذين يعيشون في 21 دولة، من ضمنها الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وإيران والأردن ولبنان ودول أخرى.

أما عدد المرشحين في الانتخابات النيابية العراقية، فقد وصل إلى 6986 مرشحاً، منهم 4972 مرشحاً من الذكور و2014 مرشحة من الإناث. والمشمولون بإجراءات المساءلة والعدالة بلغ عددهم 337 مرشحاً وتم استبدالهم بـ220 مرشحاً جديداً. أما المرشحون الذين قدَّموا طلبات الانسحاب من الانتخابات، فقد بلغ عددهم 54 مرشحاً.

وبلغت مراكز الانتخاب للتصويت العام 8413 مركزاً و49677 محطة انتخابية، في حين بلغت مراكز الانتخاب للتصويت الخاص 494 مركزاً و2239 محطة انتخابية موزعة في جميع المحافظات والأقضية والنواحي العراقية. أما مراكز الناخبين بالخارج فبلغت 136 مركزاً، موزعة على 21 دولة في العالم.

النازحون في العراق الذين تركوا منازلهم بسبب تهجيرهم من قِبل التنظيمات الإرهابية ويسكنون في المخيمات، يبلغ عددهم 285 ألف نازح، سيصوتون في 166 مركزاً انتخابياً بـ8 محافظات.

أبرز الائتلافات

ويتنافس 86 ائتلافاً وكياناً سياسياً على 329 مقعداً، من ضمنها 83 مقعداً للنساء و9 للأقليات من المسيحيين والشبك والصابئة والأيزيديون والكرد الفيليين.

وأبرز الائتلافات والكيانات السياسية في العراق، ائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، يعتبر الأبرز في الائتلافات السياسية، ويضم شخصيات من المكونات والطوائف العراقية بعيداً عن التوجهات الطائفية.

ائتلاف سائرون، يعتبر مفاجأة الانتخابات العراقية، ويمثل تحالفاً غير مسبوق بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والشيوعيين، ويعد الأبرز لدى العراقيين.

ائتلاف الفتح، برئاسة أمين منظمة بدر أحد أبرز قادة الحشد الشعبي المدعوم من إيران، يضم قيادات وفصائل مسلحة في الحشد، ويسعى لدخول العملية السياسية عبر بوابة الانتخابات.

وائتلاف دولة القانون، برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، يسعى بقوةٍ للعودة إلى العملية السياسية، لكنه يواجه انتقادات من قِبل بعض الأحزاب السياسية؛ بسبب إدارته غير الصحيحة للحكومة السابقة، حسب تعبيرهم.

وائتلاف الوطنية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، الذي يعتبر نفسه شخصية علمانية، يضم عدداً من القيادات السنّية، من ضمنهم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وشخصيات أخرى.

وكذلك تحالف القرار العراقي، بزعامة رجل الأعمال والسياسي خميس خنجر المدعوم من السعودية، يضم عدداً من القيادات السنّية، من ضمنهم نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي والسياسي ظافر العاني وشخصيات سُنية أخرى.

الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة عائلة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، وسيشاركان في الانتخابات بقوائم منفردة، تنافسهما حركة التغيير المعارضة لحكومة كردستان العراق.

اقتراع الأجهزة الأمنية والعراقيين في الخارج

وافتُتح 494 مركزاً و2239 محطة انتخابية في 10 مايو/أيار 2018، من الساعة الرابعة صباحاً، وأُغلقت في الساعة الثالثة مساء بتوقيت غرينتش بجميع المحافظات العراقية، لاستقبال 940 منتسباً في وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين والبيشمركة الكردية لاختيار ممثليهم لعضوية مجلس النواب العراقي.

العبادي يتراجع

مفاجأة الانتخابات البرلمانية جاءت مع تصريحات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأنه لن يترشح لرئاسة الحكومة المقبلة "إذا كانت مبنيَّة على أساس المحاصصة الطائفية".

العبادي في مقابلة مع تلفزيون "العراقية"، قال إنه أُجبر على خوض الانتخابات البرلمانية الحالية، "وعلى المستوى الشخصي لا أرغب في الترشيح لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة".

وعلّل رغبته بالقول: "أطمح إلى الخروج من الحكومة وأنا في قمة إنجازاتي ونجاحي، وأضرب مثلاً للآخرين بأنني لا أريد هذه السلطة، لهذا بقيت رافضاً الدخول في الانتخابات الحالية إلى آخر وقت".

وأضاف: "قال لي مقربون مني إنك تريد أن تخذلنا. يجب عليك إكمال المهمة ومنحنا الأمل للمرحلة المقبلة".

وتابع العبادي: "سأكون سعيداً حال عدم دخولي في الحكومة المقبلة، وإذا أراد الشركاء في العملية السياسية تشكيل حكومة محاصصة مثل السابق فلن أكون مشاركاً فيها".

ونفى العبادي صحة اتهامات بعض الأطراف بأنه يستخدم الأموال العامة في الدعاية الانتخابية الحالية، قائلًا، "لم يحدث".

وكان رئيس "حزب الحل" (السنّي)، جمال الكربولي، قد اتهم العبادي، الخميس 10 مايو/أيار 2018، بتسخير موارد الدولة واستغلال منصبه في الدعاية الانتخابية، داعياً في بيان له إلى تحقيق عاجل بهذا الخصوص.‎