صحيح أن إسرائيل “دمرت” 50 هدفاً إيرانياً في سوريا.. لكن الخوف من الانتقام وحزب الله مازال يقلقها

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/11 الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/11 الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu attends a meeting with Russian President Vladimir Putin at the Kremlin in Moscow, Russia May 9, 2018. Sergei Ilnitsky/Pool via REUTERS

أشادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما وصفته بـ"رد إسرائيل القاسي في ردع إيران"، في إشارة إلى القصف "الهائل" لما يقرب من 50 هدفاً إيرانياً في سوريا صباح الخميس 10 مايو/أيار، رداً على ما قالت عنه صحيفة Haaretz الإسرائيلية الهجوم الذي قامت به وحدات خاصة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ساعات متأخرة من يوم الأربعاء 9 مايو/أيار، "تنفيذاً لخطتها للانتقام لمقتل 7 إيرانيين".

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن تقييمات أجهزة الاستخبارات كانت "ممتازة هذه المرة"، وأوضحت أن الرد الإيراني على الضربات الجوية السابقة المنسوبة لإسرائيل، واستهداف قاعدة تي 4 الجوية بروسيا للقصف في التاسع من أبريل/نيسان الماضي، جاء تماماً مثل ما توقعت إسرائيل من حيث التوقيت والأسلوب.

وقالت الصحيفة إن الرد الإيراني فشل كلياً بفضل منظومة القبة الحديدية الدفاعية التي اعترضت أربعة صواريخ، بينما سقطت باقي الصواريخ في الأراضي السورية. وبالرغم من هذا الفشل، جاء الرد الإسرائيلي مختلفاً تماماً، تَمثَّل في قصف هائل لما يقرب من 50 هدفاً إيراني في سوريا، "ما قد يعيق جهود إيران لترسيخ وجودها العسكري هناك لعدة أشهر".

ويبدو أن إيران تمهَّلت قليلاً قبل أن تردَّ على هذه الضربة، وانتظرت 24 ساعة ثم وجَّهت صواريخها، ليلة الأربعاء 9 مايو/أيار، باتجاه هضبة الجولان السورية، بجزئها المحتل من قبل إسرائيل، تحديداً 10 أهداف، ضمنها مهبط عسكري ومركز استطلاع، ولكن الأخيرة أعلنت تصديها لتلك الصواريخ.

ولم تكتف بالإعلان، بل أيضاً أطلقت صواريخها مستهدفةً مواقع إيرانية عسكرية في سوريا بريف دمشق.

ورأت صحيفة Haaretz الإسرائيلية أنه رغم هذا النجاح، يُفضل عدم الإفراط في الثقة بالنفس، ويجب الأخذ بعين الاعتبار القيود المفروضة على إيران في الوقت الراهن ما يجعلها ضعيفة نسبياً في سوريا، إضافة إلى القلق الناجم عن الخطوة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي.

انتقام إيراني محتمل

وحذرت الصحيفة من أن الوضعية الراهنة التي تعيشها إيران بسبب الضغط، قد تجعلها "تطلق أكبر أسلحتها، حزب الله، وفي هذه الحالة قد يأخذ الصراع شكلاً مختلفاً للغاية"، وأكدت أن الهجوم الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا، لا يضمن أن تتراجع إيران عن خططها الشاملة، أو أنها ستتقبل الهجمات الإسرائيلية ولا تخطط لمزيد من الخطوات على جبهات أخرى ضد الأهداف الإسرائيلية، سواء في الخارج أو على الحدود اللبنانية.
واعتبرت أن الضربات التي وجهتها إسرائيل إلى الأهداف الإيرانية في سوريا كانت منتظرة وتتماشى مع تصريحات كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، إذ أكدا في أكثر من مناسبة أن إيران تقيم وجوداً عسكرياً في سوريا، وهو ما اعتبراه "تخطياً للحدود، وأمراً لا تستطيع إسرائيل التعايش معه وستتخذ الإجراءات اللازمة لمنعه".

ومنذ تدخل إيران في الصراع السوري في وقت مبكر نشرت بعض قواتها النظامية هناك تحت ذريعة محاربة إرهاب الدولة الإسلامية، لكن هذه القوات المشكّلة أساساً من مشاة المدفعية والمظليين لم تعد اليوم موجودة في سوريا، حسب صحيفة le parisien الفرنسية.

الصحيفة نقلت عن مدير الأبحاث في معهد البحوث الإستراتيجية التابع للمدرسة العسكرية "إيرسم" بيير رازو قوله "لم يعد هدف إيران من الوجود في سوريا المشاركة بالمعارك وإنما الردع، وفي هذه الحالة لا ترسل طهران جنود الجيش النظامي لتنفيذ أجندتها".

بل إن إيران -حسب رازو- تعتمد بدلاً من ذلك على من تسميهم مجازاً "المستشارين العسكريين" الذين هم في واقع أمرهم جزء من قوات "الباسدران" أي حراس الثورة.

ويستطرد رازو قائلاً "يتوزع عناصر هذه القوات في الوقت الحالي ما بين خبراء صواريخ بالستية وخبراء قيادة واتصالات واستخبارات، فهم من يتحكمون فيما له علاقة بالقوة الرادعة".

أما عددهم فإن رازو يتحدث عن حوالي ألف عنصر قبل أن يستدرك قائلاً "لا أحد يستطيع تقديم أرقام دقيقة لأن إيران تعتمد أيضاً على المليشيات الشيعية الموجودة في سوريا وكذلك على حزب الله اللبناني"، ويضيف أنه "لا يمكن أن تحافظ على قوات لها في هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع إسرائيل بشكل دائم".

وكان ذلك جلياً في الهجمات السابقة، بدءاً من سبتمبر الماضي. في نيسان/أبريل، بعد الغارة الإسرائيلية على قاعدة T4 الجوية، كما حوّل هجوم الخميس 10 مايو/أيار التهديد إلى فعل، إذ تركزت الضربات الجوية على البنية التحتية ومواقع الخدمات اللوجستية، بدلاً من محاولة قتل أكبر عدد ممكن من المقاتلين الإيرانيين. واعتبرت صحيفة Haaretz أن إسرائيل كانت في كثير من الأحيان تلتزم بسياسة ضبط النفس في سوريا. وفي نفس الوقت، فإن النهج الذي تتبعه ضد إيران، بموافقة كاملة من مجلس الوزراء الأمني ​​والهيئة العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي، يحقق نتائج باهرة.

 

علامات:
تحميل المزيد