خسائر أوروبا عند روسيا فوائد.. لماذا ستكون موسكو أبرز الرابحين من قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/11 الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/11 الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش
بوتين ونتنياهو-رويترز

نددت روسيا بشدة بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، على الرغم من أنها أقل عرضة من الأوروبيين للتبعات الاقتصادية عند إعادة فرض العقوبات الأميركية، والتي يمكن أن تشكل فرصة فريدة لشركاتها العاملة في إيران.

وفي الوقت الذي يبذل فيه الأوروبيون جهوداً حثيثة من أجل الحفاظ على العلاقات الاقتصادية التي أقاموها مع إيران منذ توقيع الاتفاق في 2015، يقول محللون إن الشركات الروسية تجد نفسها في موقع أفضلية.

وقال خبير السياسة الروسي المستقل فلاديمير سوتنيكوف إن "الاتفاق ورفع العقوبات أديا إلى عودة الشركات الأوروبية إلى إيران والى منافسة قوية، لكن استمرارها يواجه صعوبات اليوم ما يفسح المجال بشكل أكبر أمام روسيا".

وتحسنت العلاقات بين روسيا وإيران مع انتهاء الحرب الباردة عندما وافقت روسيا في منتصف التسعينيات على استئناف عقد بناء محطة بوشهر النووية في جنوب إيران بعد تخلي ألمانيا عنه، بينما كانت إيران تعيش عزلة دولية.

وسعى البلدان حتى قبل توقيع الاتفاق النووي إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بينهما رغم العقوبات السارية.

وقال إيغور دولانوي من المرصد الفرنسي الروسي إن "الشركات الأوروبية أكثر تعرضاً ازاء السوق الأميركية وعليها الالتزام بها لتفادي المشاكل بينما روسيا أبعد وبالتالي ليس لديها الكثير لتخسره".

روسيا تنشر أول فيديو للمتهمين في هجوم موسكو قبل بدء التحقيق معهم.. ظهروا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين

من شأن هذا الوضع أن يعزز من جديد التبادلات الاقتصادية بين إيران وروسيا والتي تشهد تراجعاً منذ بضع سنوات، رغم الدور الذي يلعبه العملاق الروسي "روساتوم" في القطاع النووي المدني الإيراني وعملاقا النفط "لوك-أويل" و"روسنفت" في استثمار الموارد النفطية لإيران.

وتابع دولانوي إن التجارية الثنائية بلغت 1,7 مليارات دولار في 2017 أي بتراجع بنسبة 20% بالمقارنة مع العام السابق، وأقل بكثير من قيمتها في أواخر الألفية الماضية عندما تجاوزت ثلاثة مليارات دولار.

موسكو "لا تخشى" العقوبات

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في طهران أمس الخميس أن البلدين يعتزمان مواصلة "تعاون اقتصادي على كل الأصعدة" مضيفاً "لا نخشى العقوبات".

الموقف نفسه من جانب الصين التي تمول في إيران مشاريع بعشرات مليارات الدولارات في مجال المحروقات والبنى التحتية والكهرباء. وأكدت بكين أنها تريد الحفاظ على "علاقات اقتصادية وتجارية طبيعية".

روسيا تنشر أول فيديو للمتهمين في هجوم موسكو قبل بدء التحقيق معهم.. ظهروا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين

وقال ريتشارد روبرتسون المحلل لدى "رينيسانس كابيتال" إن "روسيا تريد بيع الفولاذ وبنى تحتية في قطاع النقل وغيرها إلى إيران وكلما كانت المنافسة الأميركية والأوروبية أقل كان ذلك لصالحها".

وأشار دولاوني أيضاً إلى حاجات إيران على صعيد البنى التحتية في مجال الطاقة وأيضاً في مجالي الاتصالات والكهرباء.

وأضاف أن "لروسيا ورقة قوية في هذه المجالات"، مشيراً إلى إمكان أن يساهم ذلك في تطوير "ميل بأن تكون العقود بالعملات الوطنية" بين روسيا ودول الشرق الأوسط لتفادي استخدام الدولار والتعرض لأحكام القضاء الأميركي.

والانعكاس الإيجابي الثاني على الاقتصاد الروسي هو ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ العام 2014، وذلك نتيجة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.

وقال محللو مصرف "ألفا" الروسي إن الميول الحالية من المفترض أن تساهم في إبقاء برميل النفط على سعر مرتفع "ما يشكل ارتياحاً كبيراً للسوق الروسية".

ويشكل ذلك مدخولاً جديداً لا يستهان به على صعيد الدولة الروسية التي تعتمد ماليتها على المحروقات بشكل كبير وذلك في الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس فلاديمير بوتين ولاية رابعة بوعود مكلفة بتطوير الاقتصاد وتقليص الفقر.

وقيم رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الحاجات المالية المرتبطة بهذه الأهداف على المدى البعيد بأكثر من مئة مليار يورو.

تحميل المزيد