داعش ما زال يخيفهم.. العراق يغلق حدوده البرية والبحرية، وتدابير خاصة للنازحين يوم الانتخابات البرلمانية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/10 الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/10 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
An Iraqi Security member checks other security members as they arrive to cast their vote at a polling station, two days before polls open to the public in a parliamentary election in Kirkuk, Iraq May 10, 2018. REUTERS/Ako Rasheed

انطلقت الخميس، 10 مايو/أيار 2018، الانتخابات البرلمانية العراقية، بفتح مراكز الاقتراع في 21 دولة بالنسبة لعراقيي الخارج، كما توجَّه حوالي مليون جندي ورجل أمن للمشاركة في الانتخابات، وذلك على بعد يومين من فتح مراكز الاقتراع أمام 24 مليون عراقي يحق لهم التصويت، يوم السبت 12 مايو/أيار المقبل.

وفي الوقت الذي عبَّر فيه سياسيون ومرشحون للانتخابات عن مخاوفهم من إمكانية وقوع تلاعب في نتائج الانتخابات، يَبرز الهاجس الأمني بشكل أكبر لتأمين العملية الانتخابية، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها ما تبقَّى من تنظيم الدولة، باستهداف الناخبين.

 إغلاق الأجواء البرية والبحرية

 قالت اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، يوم الأربعاء 9 مايو/أيار، إن العراق سيُغلق مطاراته ومعابره الحدودية لمدة 24 ساعة، خلال الانتخابات التي ستجرى في 12 مايو/أيار، وهي الأولى منذ هَزَم العراقُ تنظيم الدولة الإسلامية. وسيَسري قرارُ إغلاق المطارات والمعابر الحدودية، بدايةً من منتصف ليل الجمعة 11 مايو/أيار.

وقال متحدث باسم اللجنة في مؤتمر صحفي، إن قوات الأمن ستعلّق أيضاً السفر بين المحافظات، وستَفرض قيوداً على حركة المركبات يوم السبت، قبل أن تُخفف الإجراءات "تدريجياً"، بعد أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها.

وهدَّد متشددو تنظيم الدولة الإسلامية بشنِّ هجمات قبل الانتخابات، وحذَّروا العربَ السُّنة من المشاركة فيها. ورغم إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي النصرَ في جميع أنحاء البلاد على تنظيم الدولة الإسلامية، في ديسمبر/كانون الأول، إلا أن تنظيم الدولة لا يزال يُنفذ تفجيرات وعمليات اغتيال وكمائن، ولا يزال نشطاً في سوريا، حيث خسر أيضاً معظمَ الأراضي التي كان يُسيطر عليها.

وعلى مدى الأيام الماضية تعرَّض العديدُ من المرشحين في محافظات بغداد وكركوك وصلاح الدين إلى محاولات اغتيال من قِبَل مجهولين. وكانت آخرهم مرشحة للانتخابات البرلمانية، نجت من محاولة اغتيال شمال شرقي محافظة ديالى.

وأوضح النقيب في شرطة ديالى حبيب الشمري، أن "مسلحين مجهولين استهدفوا في ساعة متأخرة، من ليلة الأربعاء/الخميس، سيارةً تُقل المرشحة عن الاتحاد الوطني الكردستاني أفين محمد حسن الزهاوي، بقضاء خانقين شمال شرقي ديالى". وأضاف الشمري أن "الهجوم أسفر عن أضرار مادية بالعجلة (السيارة) التي كانت تستقلها المرشحة دون إصابتها".

 55 ألف مركز اقتراع

قال صفاء الجابري مدير عام دائرة العمليات في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، إن المفوضية أكملت الاستعدادات الخاصة بالانتخابات البرلمانية، التي ستُجرى في 12 مايو/أيار.

وأضاف صفاء الجابري أن المفوضية فتحت 8934 مركزاً في أرجاء البلاد، وأن هناك أكثر من 55 ألف مركز اقتراع للتصويت العام والخاص. ونظمت المفوضية دورات تدريب للعاملين لتعريفهم بالنظام الجديد.

وتعتبر الانتخابات المقبلة الرابعة منذ سقوط صدام حسين، عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في عام 2003. ويحق لأكثر من 24 مليوناً من مواطني العراق البالغ تعدادهم 37 مليون نسمة الإدلاء بأصواتهم.

وقال الجابري "مجموع الناخبين المشمولين بانتخابات مجلس النواب 24 مليوناً و300 ألف ناخب، منهم حوالي 964 ألفاً الخاص. أما عدد المراكز التي ستُفتح وتُخصص للتصويت العام فهي 7719 مركز اقتراع، تحتوي هذه المراكز على 52147 محطة اقتراع. وأما التصويت الخاص فسيكون له 499 مركز اقتراع في عموم العراق، ويحتوي على 2191 محطة اقتراع".

 تدابير خاصة للنازحين

 لا يزال أكثر من 2.3 مليون عراقي معظمهم من السُّنة نازحين في الداخل، جراء الحرب ضد الدولة الإسلامية. وسيسمح لسكان المخيمات بالتصويت في إطار ما يسمى "التصويت المشروط"، إذ يطلب منهم فقط تقديم بطاقات الهوية وبطاقات الدعم، للتأكد من هويتهم وإقامتهم في المخيم.

وقال صفاء الجابري "فئة النازحين اهتمت المفوضية بها اهتماماً خاصاً، ووضعت إجراءات سمحت لهم بالتصويت"، وأوضح أنه تم تقسيم أنواع النازحين "حوالي 281 ألف نازح تم تسجيل بياناتهم خلال فترة النزوح، وزوّدناهم ببطاقة بيومترية، وستُفتتح لهم مراكز اقتراع بهذا الخصوص، حوالي 667 محطة اقتراع للنازحين المسجّلين بيومتريا".

"أما النازحون الذين نزحوا من محافظاتهم الأصلية، وأيضاً خرجوا إلى محافظات أخرى ولم يقوموا، ولم يبادروا بالتسجيل البيومتري أيضاً، فقد فتحنا لهم محطات سمّيناها محطات النزوح الخارجي، سنفتح حوالي 350 محطة اقتراع في 46 مركزاً، هذه المحافظات ستكون محافظات إقليم كردستان التي آوت النازحين، وهؤلاء النازحون لم يعيشوا في مخيمات، وإنما سكنوا ضمن العوائل".

وتجري الانتخابات بنظام رقمي كلياً تقريباً، وهو ما يسمح بإعلان النتائج في غضون ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، في تحسن كبير عن السنوات السابقة، حين كان إعلان النتائج يحتاج إلى أسابيع.

 الأمن والمغتربون أول المشاركين

بدأ عراقيو الخارج في 21 بلداً، الخميس 10 مايو/أيار، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية. وقال حازم الرديني، عضو مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، للأناضول، إن مراكز الاقتراع بدأت باستقبال الناخبين العراقيين في الخارج.

وأشار إلى أن نحو 900 ألف ناخب عراقي في 21 بلداً يحق لهم التصويت خلال اليوم والغد. ومن بين تلك الدول الإمارات، مصر، الولايات المتحدة، ألمانيا، وبريطانيا.

كما فتحت الخميس 10 مايو/أيار مراكز الاقتراع داخل العراق أبوابها أمام الناخبين من قوات الأمن للتصويت بالانتخابات، إذ يحقّ لـ935 ألف عنصر أمن الإدلاء بأصواتهم.

وأعلن مسؤول بمفوضية الانتخابات العراقية، الخميس، أن نتائج اقتراع الجالية في الخارج ستُعلن بعد انتهاء الاقتراع العام بالداخل السبت المقبل. وأضاف البدران أن "نتائج اقتراع الخارج ستصل اليوم (الخميس)، إلى المقر الرئيس للمفوضية، ولكن لن يتم الإعلان عنها حتى انتهاء التصويت العام، السبت المقبل".

ويتنافس 7376 مرشحاً يمثلون 320 حزباً وائتلافاً وقائمة، للحصول على 328 مقعداً في البرلمان العراقي المقبل، والذي سيتولى انتخاب رئيسي الوزراء والجمهورية.

علامات:
تحميل المزيد