لن يضم أراض جديدة ويريد من العالم أن يتقبل مكتسباته.. بوتين يبدأ “آخر ولاياته” رئيساً لروسيا وخليفته مجهول الهوية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/07 الساعة 06:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/07 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش
Russian President Vladimir Putin visits a 2018 FIFA World Cup FAN ID distribution centre in Sochi, Russia May 3, 2018. Sputnik/Aleksey Nikolskyi/Kremlin via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.

يتسلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين 7 مايو/أيار مقاليد ولايته الرابعة على رأس الكرملين والتي تستمر حتى سنة 2024 بعد أن أمضى 18 عاماً في الحكم كرئيس ورئيس للوزراء.

وبعد فوزه بنسبة 76,7% من أصوات المقترعين وهي الأعلى منذ وصوله الى الحكم، فرض بوتين نفسه بصفته الرجل القوي في روسيا التي عزز مكانتها على الساحة الدولية رغم التوتر المتنامي مع القوى الغربية.

وأكد بوتين لدى التعبير عن شكره لمواطنيه بعد إعادة انتخابه أن هذا الانتصار يعني "الثقة والأمل" لدى شعب روسيا.

الاهتمام بالعلاقات الدولية

أشاد بوتين خلال حملته الانتخابية بالقدرات الجديدة العسكرية الروسية متحدثاً عن صواريخ "لا تقهر"، لكنه أكد بعد فوزه المظفر أنه سيعمل على خفض الإنفاق العسكري في 2018 و2019 ونفى خوض سباق نحو التسلح.

وقال المحلل دميتري أورشكين لوكالة الأنباء الفرنسية إنه بعد ضم القرم من أوكرانيا في 2014 الذي لقي تأييد غالبية الروس وعزز شعبيته المرتفعة، فإن مهمة بوتين تقوم اليوم "على عدم ضم أراض جديدة وإنما على أن يجعل العالم كله يأخذ مصالح روسيا في الاعتبار ويتقبل مكتسباتها".

ومنذ ضم القرم، تعاني روسيا من عقوبات قاسية فرضها عليها الغرب الذي تخوض مواجهة معه في الملف السوري في حين تتهم في الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات لصالح دونالد ترمب.

وازدادت المواجهة حدة مع حملة طرد دبلوماسيين روس ردت عليه موسكو بتدابير مماثلة إثر اتهامها بتسميم عميل روسي سابق مزدوج في بريطانيا. ووصف فلاديمير بوتين هذه الاتهامات بأنها "كلام فارغ" وتحدثت الخارجية الروسية عن وقائع مختلقة.

ماذا بعد 2024؟

بعد حفل التنصيب في القصر الكبير في الكرملين، سيبقى بوتين في الحكم حتى 2024. عندها سيكون في الثانية والسبعين من عمره. ولدى سؤاله بعد فوزه عن احتمال ترشحه في نهاية هذه الولاية، قال "لا بد أنكم تمزحون! ماذا علي أن أفعل؟ أن أبقى حتى يصبح عمري مئة سنة؟ لا".

ولا يتيح الدستور أكثر من ولايتين متتاليتين، إلا إذا أدخلت تعديلات عليه. ويقول الخبراء إن بوتين قد يستغل السنوات الست المقبلة لإعداد خليفة له وإن كان تحفظ حتى الآن عن أي إشارة إلى الشخص المحتمل.

وقال رئيس مركز أبحاث "مجموعة خبراء السياسة" في موسكو كونستانتين كالاتشيف "إنه متعب ويدرك أن عليه الرحيل وهو لا يزال في أوج قوته". وأضاف أن "رحيله سيكون جميلاً ومفاجئاً للجميع".

المعارضة تحتج

عشية تنصيب فلاديمير بوتين شهدت مجموعة من المدن الروسية السبت 5 مايو/أيار تظاهرات احتجاجية قادها المعارض الروسي أليكسي نافالني، والذي تم  اعتقاله قبل أن يتم إطلاق سراحه الأحد 6 مايو/أيار.

وتم توقيف نافالني ونحو 1600 معارض بعنف، خلال تظاهرات محظورة ضد بوتين في جميع أنحاء البلاد تحت شعار "ليس قيصرنا" قبل يومين من تنصيبه لولاية رئاسية رابعة.

وندد الاتحاد الأوروبي ومنظمات غير حكومية بلجوء قوات الأمن للعنف. وأعلنت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوجيانتيتش "حتى وإن نظمت بعض التظاهرات في أماكن غير مسموح بها فهذا لا يبرر وحشية الشرطة والاعتقالات الجماعية".

واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين في موسكو وسان بطرسبورغ وغيرها من المدن الروسية، وتعرض العديد من المتظاهرين بينهم قاصرون للضرب بالهراوات وتم سحبهم أرضاً.

وصرح بافيل تشيكوف المسؤول عن جمعية "أغورا" لحقوق الإنسان أن العشرات تلقوا العلاج من إصابات وخصوصاً كدمات وطلب كثيرون أيضاً مساعدة. وقال إن أصغر المحتجين سناً كان في الثالثة عشرة وطلب المساعدة.

وفي موسكو وحدها اعتقل 700 شخص بينهم صحافيون وقاصرون في حين اعتقل أكثر من 200 شخص في سان بطرسبورغ بحسب مرصد أو في دي-إنفو المستقل.

وحُرم نافالني، أبرز الداعين لهذه التظاهرات، من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 آذار/مارس وحصل فيها بوتين على أكثر من 76 بالمئة من الأصوات، بعد إدانة جنائية يُتهم الكرملين بتدبيرها.

 

تحميل المزيد