“دقَّت ساعة الصفر”.. حفتر يعلن بدء هجوم عسكري موسع ضد آخر معاقل “الإسلاميين” بالشرق الليبي

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/07 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/07 الساعة 21:26 بتوقيت غرينتش

أعلن المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، الإثنين 7 مايو/أيار 2018، بدء عملية عسكرية لـ"تحرير" مدينة درنة، الخاضعة لسيطرة الجماعات الجهادية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وقال حفتر: "نبشركم بأن ساعة الصفر لتحرير درنة قد دقَّت، وأن قواتكم تدكُّ الآن معاقل الإرهاب" في هذه المدينة، التي تبعد أكثر من 1000 كم شرق العاصمة طرابلس.

وتخضع درنة لسيطرة مجلس شورى المجاهدين، وهو ائتلاف يضم عناصر إسلامية جهادية تعارض حفتر وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد سقطت هذه المدينة عام 2014 تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الذي طرده مجلس الشورى في تموز/يوليو 2015، بعد معارك دامية.

وأضاف حفتر في نهاية عرض عسكري في بنغازي بمشاركة آلاف الجنود "لقد بلغنا أقاصي الجنوب بتضاريسه الوعرة وأقمنا مناطق عسكرية واتسعت دائرة انتشار الجيش وسيطرته إلى مناطق في الغرب والوسط ولم يبق في الشرق إلا درنة".

وكانت المناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة لإطلاق حفتر عملية "مكافحة الإرهاب" التي أدت العام الماضي إلى طرد الجهاديين من بنغازي، معقل الاحتجاجات الليبية عام 2011.

وتابع "استمرت من أجل درنة المساعي السلمية بوساطة العقلاء لنجنبها ويلات الحرب، لكننا وصلنا لطريق مسدود نتيجة لتعنت الجماعات الإرهابية الرافضة للسلم".

وأكد المشير حفتر "إصدار تعليمات لتجنب إصابة المدنيين واحترام قواعد الاشتباك والقوانين الدولية والإنسانية".

وتحاصر قوات المشير منذ عدة أشهر هذه المدينة الساحلية التي يسكنها 150 ألف نسمة.

ودرنة هي الوحيدة في شرق ليبيا خارج سيطرة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير حفتر.

ويدعم المشير حكومة موازية تمارس السلطة في شرق ليبيا وتتحدى حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس.

وقال نزار فرج كريكش، من أبناء درنة، لـ"عربي بوست"، إن العملية العسكرية التي أعلنها حفتر بدأت الإثنين 7 مايو/أيار 2018، بشكل فوضى، ويبدو أنه لا يوجد أي تكتيك عسكري، فبمجرد أن دخلوا بعض الأحياء في منطقة الفتايح قاموا بالتصوير، في محاولة لتصوير الوضع على أنهم قد أحكموا السيطرة على المدينة. وبعد وقت قصير، تعرضت قوات حفتر لهجوم من قوات مجلس شورى درنة (شباب درنة)، الذين تمكنوا من طرد قوات الجنرال بعد قتل عدد منهم.

وأضاف: "بعد انسحاب قوات حفتر، بدأ الطيران الإماراتي بقصف المدينة؛ ما أسفر عن قتل عدد من الشباب في منطقة محور الحيلة".

ولم يتسنَّ لـ"عربي بوست" التأكد من مصدر آخر من جانب قوات خليفة حفتر حول التطورات الميدانية.

وتساءل كريكش هل العملية العسكرية مجرد  تكتيك إعلامي في ذكرى الكرامة أم أنها عملية موسعة.

وتعد درنة، الساحلية، الواقعة على بُعد نحو 380 كيلومتراً شرق بنغازي، هي المدينة الوحيدة حالياً خارج سيطرة قوات الجيش في شرق البلاد بالكامل، وبسيطرة حفتر عليها يكون الشرق الليبي قد دان له كاملاً.

 وخلال الأيام القليلة الماضية، طالبت القوات التابعة لحفتر، في تصريحات تلفزيونية، أهالي مدينة درنة بتسليم مَن وصفهم بالمطلوبين؛ لعرضهم على المحاكم وتجنيب المدينة وأهلها ويلات حرب مرتقبة، بين قوات الجيش التابع للبرلمان والمسلحين الذين تتهمهم السلطات في الشرق بانتمائهم إلى القاعدة (مجلس شورى مجاهدي درنة) رغم طردهم تنظيم "الدولة الإسلامية" من المدينة قَبل أكثر من عامين بعد سيطرة الأخير عليها قرابة عام بين أكتوبر/تشرين الأول 2014 الذي أعلن فيه متشددون بيعتهم لزعيم التنظيم في العراق أبو بكر البغدادي، وحتى نهاية يوليو/تموز 2015 حين أعلن "مجلس مجاهدي درنة" سيطرته الكاملة على المدينة.

 

علامات:
تحميل المزيد