بالأسماء.. صحيفة إسبانية تكشف عن مقربين من حزب الله تتهمهم واشنطن بتجارة المخدرات بمساعدة فنزويلا

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/07 الساعة 18:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/07 الساعة 18:48 بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة abc Internacional الإسبانية ما وصفتها بقائمة المستفيدين من تأشيرات إقامة منحتها حكومة فنزويلا قبل سنوات، في إطار تيسير عملية المشاركة بأعمال تجارة المخدرات، التي كان يشرف عليها نظام هوغو تشافيز في السابق، بالتعاون مع حزب الله اللبناني، كما تقول واشنطن.  

وسبق أن اتهمت واشنطن نائب الرئيس الفنزويلي، طارق العيسمي، بمنح وثائق رسمية لعناصر تابعين لحزب الله اللبناني، من أجل تسهيل مشاركتهم في تجارة المخدرات.

كانت الإدارة الأميركية قد أدرجت اسم العيسمي في قائمة العقوبات الخاصة بالمخدرات، في فبراير/شباط 2018؛ لقيامه "بدور كبير في تسهيل تهريب المخدرات على المستوى الدولي"، على حد قولها. وكان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، قد عيَّن العيسمي قبلها بشهر واحد، حسبما ذكر موقع BBC في نسخته العربية.

ورفضت الحكومة الفنزويلية وقتها ما وصفتها بالاتهامات الكاذبة و"التفسيرات الملتوية" للإدارة الأميركية لتنبيه العالم إلى أن فنزويلا "تهديد خطير" على أميركا الجنوبية. وقالت وزارة الخارجية إن "فنزويلا بلد تحت الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي، حصار قاسٍ ولا إنساني وغير قانوني، في انتهاك لجميع المعايير من القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، من جانب حكومة الرئيس ترمب".
ويقول الرئيس نيكولاس مادورو إنه يواجه عصياناً مسلحاً يستهدف إنهاء الاشتراكية في أميركا اللاتينية، والسماح لنخبة من رجال الأعمال، تساندها الولايات المتحدة، بأن تضع يدها على احتياطيات النفط الخام في البلد العضو بمنظمة أوبك، وفقاً لوكالة رويترز.

وأضافت أن الولايات المتحدة تمول وتشجع الجماعات التى تسعى للحصول على السلطة من خلال وسائل العنف، وتحدد الاستراتيجية الدولية ضد كاراكاس، لإخراج الرئيس المنتخب دستورياً من السلطة ومناسبة ثروات هذا البلد الكاريبي.

طارق العيسمي يتهم واشنطن بالتدخّل في فنزويلا وتمويل مخططات لعرقلة العملية السياسية

ما هي الاتهامات الأميركية للعيسمي؟

تهدف هذه الخدمات المقدَّمة لحزب الله إلى تمكين عناصره من التحرك في جميع أنحاء العالم بِحُرية. بناء على ذلك، "منح العيسمي في وقت سابق تأشيرات وجوازات سفر لعناصر من حزب الله اللبناني وعناصر آخرين متطرفين، وذلك عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية والعدل، بين سنتي 2008 و2012. وخلال هذه الفترة، يقدَّر أن 173 شخصاً من سوريا، ولبنان، والأردن، والعراق وإيران، قد سجلوا على أنهم مواطنون فنزويليون".

كان هوغو تشافيز وراء قرار فتح قنوات التواصل مع حزب الله والتعامل معه. ثم عمد الرئيس الحالي، نيكولاس مادورو، الذي سبق له أن التقى سراً زعيم حزب الله، عندما كان يتقلد منصب وزير الخارجية، إلى تبني الاستراتيجية ذاتها. وتؤكد واشنطن أن سياسة التعاون مع حزب الله مستمرة.

من هم المنتفعون بالتأشيرات والإقامة والمواطنة؟

نقلت صحيفة ABC الإسبانية عن مصادر من أجهزة المخابرات، بعض من انتفعوا بالتأشيرات، والإقامة، والمواطنة في فنزويلا، عن طريق طارق العيسمي، ومنهم:

سليمان غني: وهو يعتبر الذراع اليمنى لحسن نصر الله، زعيم حزب الله.

ميلاد بو نصر الدين: أحد أفراد عائلة سلامة نصر الدين، العنصر السياسي لحزب الله في أميركا اللاتينية، وأحد أقارب غازي نصر الدين.

يعتبر غازي نصر الدين مواطناً فنزويلياً، وكان مسؤولاً عن العديد من الأعمال بالسفارة الفنزويلية في دمشق، كما تم توظيفه لتسليم تأشيرات لعناصر متطرفة. ويعد هذا الرجل من المشكوك فيهم من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية؛ نظراً إلى علاقته بحزب الله.

منذر يعقوب: تم إلقاء القبض عليه في كندا سنة 2004، بتهمة تهريب قطع غيار السيارات إلى العراق عبر بلدان أخرى.

كمال فياض: عضو في صحيفة "المونيتور"، التي تعتبر بمثابة جهاز الدعاية الشيعية التي تخدم مصالح إيران.

مكرم عبد الخالق: أحد أقارب داود عبد الخالق عبد الخالق، وهو أحد عناصر الحزب اللبناني، "الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذي يتزعمه وليد جنبلاط.

عباس حسين حرب: عنصر ينتمي إلى شبكة أيمن جمعة، التي تُعرف بـ"شبكة جمعة" أيضاً، المتخصصة في ترويج المخدرات وغسل الأموال. وقد اتُّهم جمعة رسمياً من قِبل الولايات المتحدة الأميركية بإرسال أطنان من الكوكايين من كولومبيا إلى البلاد. كما تُنسب إلى هذا الشخص عمليات غسل أموال بقيمة 200 مليون دولار. وقد تمكن عباس حسين حرب من الوصول إلى قطاعات مختلفة في المجال المالي اللبناني.

قاسم محمد صالح: عضو في "شبكة جمعة"، تضعه وزارة الخزانة الأميركية، شأنه شأن عباس حسين حرب، على رأس قائمة الأشخاص المرتبطين بتجارة المخدرات وأنشطة غسل الأموال. وقد أدار كلا العنصرين شركات غسل أموال في كولومبيا وفنزويلا، من بينها شركة "إمبورتادورا سيلفانيا"، المرتبطة بطارق العيسمي.

يعد قاسم محمد صالح، شقيق علي محمد صالح، الذي يحمل الجنسية الكولومبية، والذي تعتبره الولايات المتحدة الأميركية "الطرف الرئيسي لتسهيل عمليات" تمويل حزب الله، خاصة من خلال الأعمال التجارية التي يتم إدارتها في مدينة "مايكاو" الكولومبية، التي تضم أكبر جالية لبنانية بالبلاد.

وليد عبد الخالق: وهو أحد أفراد عائلة عبد الخالق، القائد السابق في حزب القوات اللبنانية.

خزاعي صالحة: أحد أقارب صحفي تابع لحزب الله يحمل الاسم ذاته.

عمر خالد: أحد عناصر حزب الله، وفقاً لما أكده السجل الثلاثي للأرجنتين والبرازيل وباراغواي.

مالك الرفاعي: محامٍ له علاقة بـ"جواد للمحاماة"، وهو مكتب محاماة بلبنان، يدير شركات تهتم في واقع الأمر بغسل الأموال الآتية من ترويج المخدرات، والتي يقع تخصيصها فيما بعد لتمويل الإرهاب.

عرضت صحيفة بوليتيكو ما بدت أنها القصة الكاملة لـ"كيف مكّنت إدارة أوباما حزب الله من الإفلات من العقاب؟". قصة تخفيف البيت الأبيض، بأوامر عليا، الرقابة أو الضغط على حزب الله، كبادرة حسن نية من الإدارة الأميركية، لتمرير الاتفاق النووي الإيراني. كانت الولايات المتحدة تريد الصفقة بأي شكل، بتعبير "بوليتيكو".

من هو طارق العيسمي نائب رئيس فنزويلا؟

وُلد طارق العيسمي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1974 بفنزويلا، لأب من جبل الدروز في سوريا وأم من أصل لبناني.

تخرَّج في جامعة "أنديس"، حيث درس القانون وعلم الجريمة.

انتُخب عام 2005 عضواً في البرلمان الفنزويلي عن الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم.

عمل محامياً وخبيراً بالعلوم الجنائية، وأصبح وزيراً للداخلية والعدل في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2008 وأكتوبر/تشرين الأول 2012 في عهد شافيز.

وبين عامي 2012 و2017، تقلَّد منصب حاكم ولاية أراغوا شمال وسط البلاد، التي تعد إحدى أكثر الولايات الفنزويلية عنفاً.

اختار الرئيس الفنزويلي العيسمي نائباً له في يناير/كانون الثاني 2017.

وتتهم المعارَضة العيسمي بأنه معادٍ للسامية، وعلى علاقة بحركة "حماس"، وإيران، وحزب الله. كما يواجه اتهامات أيضاً بالمتاجرة في المخدرات.
وفي حالة وصول العيسمي إلى منصب الرئاسة رسميا، فسيكون الرئيسَ العاشر من أصل عربي في أميركا اللاتينية. وسبقه إلى منصب الرئيس بالقارة 6 رؤساء من أصل لبناني، من بينهم الرئيس المؤقت للبرازيل، ميشال تامر، وفلسطينيان، وسوري.

 

تحميل المزيد