ممثلو القوى السياسية المتناحرة باليمن: لا مفرّ من الحوار بعد سنوات الحرب و3 سيناريوهات متوقعة للأزمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/06 الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/06 الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش

أجمع العديد من المسؤولين السياسيين والباحثين اليمنيين، على أنه لا مفر من الجلوس مجدداً إلى طاولة الحوار، للبحث عن حلٍّ للأزمة اليمنية المستمرة منذ عام 2011.

وجاء ذلك خلال ندوة في المؤتمر الذي نظَّمه منتدى الشرق، اليوم الأحد 6 مايو/أيار 2018، بمدينة إسطنبول بتركيا.

وأكد المتحدِّثون على أنه يجب الانطلاق من مخرجات الحوار الوطني الذي دام حوالي 18 شهراً، مشدِّدين على أن الحل العسكري لا يمكن إلا أن يزيد من تأزيم الوضع في اليمن.

وقال محمد الصبري، القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إن الأزمة الأمنية في اليمن أصبحت شائكةً ومعقدةً وغير قابلة للسيطرة، وأضاف أن التعقيد الأكبر هو الصراع القائم بين السعودية من جهة وإيران من جهة أخرى.

وأوضح قائلاً إن الصراع بين البلدين غير مرتبط فقط باليمن، وإنما هو امتداد للملفات الإقليمية الأخرى، مشيراً أنه على الرغم من وجود إمكانية التصعيد العسكري، فإن الأزمة لن تحل إلا بالتوصل على اتفاق، وأنه "من يركب حصان الحرب يجب النزول من عليه وإلا ستتعقد الأمور أكثر".

 التدخل الخارجي وتأجيج الصراع

 من جهته، اعتبر إبراهيم الديلمي، مدير عام شبكة "المسيرة" الإعلامية المقربة من الحوثيين، أنه لا يمكن الإنكار أن مشكلة اليمن لديها أبعاد خارجية، وقال إن "التدخل الخارجي له النسبة الأكبر في تأجيج الصراع، وعلى جميع الفرقاء في اليمن الوقوف في وجهه".

وأضاف الديلمي أنه لا بد من معالجة حقيقية للأزمة اليمنية، وقال "يكفي ثلاث سنوات من الحرب والاقتتال بيننا كعرب ومسلمين"، وأوضح أن اليمن يعاني من مشكلة الاصطفاف، داعياً القوى الإقليمية التي لم تصطف إلى أن تساعد اليمنيين لجمعهم على طاولة واحدة لتحقيق مصالحة وطنية. واعتبر أن "الحل العسكري مطروح منذ ثلاث سنوات، ولم يثمر ولن يثمر عن شيء".

بدوره، قال الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح اليمني، محمد عبدالمالك، إن الموقع الاستراتيجي لليمن جعل مجموعة من اللاعبين في المنطقة يريدون السيطرة عليها.

وأوضح أن توفر اليمن على مجموعة من المضائق، مثل مضيق المندب، ومرور ربع الطلب العالمي من النفط عبره "جعلها أمام أطماع القوى الإقليمية".

 سيناريوهات الأزمة اليمنية

 وأكد عبدالمالك أن هناك ثلاثة سيناريوهات للأزمة اليمنية، إما أن تستمر الحرب حتى تتوسع إلى حرب أهلية، أو أن تسفر الحرب عن تفكيك جديد للبلاد، أو السير في إطار تسوية سياسية.

وشدَّد السياسي اليمني على ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار، وقال إن هناك "ضرورة ملحة للعودة إلى المسار السياسي السابق قبل 2014، ونبذ السلاح والاحتكام إلى الدولة الضامنة".

وبرأي علي الأحمدي، عضو المجلس الوطني اليمني، فإن الجنوب اليمني يعيش وضعية خاصة، على الرغم من أنه يخضع لسيطرة "الشرعية".

وقال إنه لم يكن هناك تعاطٍ مع قضايا الجنوبيين في فترة حكم علي عبدالله صالح، رغم ما شهده من اغتيالات واعتقالات، وأضاف أنه بعد 2015 وضع الجنوب عرف نقلات نوعية، وأصبح رئيس الجمهورية من الجنوب والمناطق كلها محررة.

وأكد عضو المجلس الوطني اليمني، أن التدخل في اليمن أصبح أكثر وضوحاً لبعض الدول الإقليمية، ودعم بعض الأطراف لجهات معينة، وأوضح قائلاً: "الإيرانيون استراتيجيتهم واضحة في دعم الحوثيين، إكمالاً لمشروعهم في المنطقة".

وأشار الأحمدي إلى أن الوضع في الجنوب اليمني لا يمكن أن يتطور، وتحل مشاكله في معزل عن المشروع اليمني ككل، وقال: "هناك ضرورة ملحة لبناء مؤسسات الدولة واستئناف العملية السياسية، وذلك لن يتأتى إلا بالعودة إلى مقررات الحوار الوطني".

ويشار إلى أن منتدى الشرق يقيم كل عام مؤتمراً سنوياً حول الأزمات الهامة في الشرق الأوسط، يحضره عدد كبير من الساسة والمحللين في المنطقة العربية والعالم.

تحميل المزيد