مكاتب اقتراع بدون ناخبين.. شباب تونس غير متحمِّسين لأول انتخابات بلدية بعد الثورة والتصويت بورقة فارغة طريقة للاحتجاج

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/06 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/06 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
Tunisian soldiers guard a polling station as soldiers and security forces head to polls in municipal vote in Tunis, Tunisia, April 29, 2018. REUTERS/Zoubeir Souissi

بدا إقبالُ الشباب التونسي ضعيفاً، اليوم الأحد 6 مايو/أيار 2018، على مراكز الاقتراع، في الانتخابات البلدية الأولى منذ ثورة 2011، التي تأتي في مرحلة مهمة، تريد السلطات عبرها تكريس ديمقراطية محلية في المناطق.

وتعبر كاميليا ملوكي (23 عاماً)، الحائزة شهادةً علميةً وعاطلة عن العمل، عن استيائها، عبر وضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع قائلة: "سقطت في فخِّهم في 2014، ولا أريد إعادة الكرَّة مرة أخرى"، مشيرةً إلى أنها "لا تثق في الأحزاب السياسية والقوائم".

ولا تزال مكاتب الاقتراع تشهد إقبالاً ضعيفاً، وقِلّة من الشباب (ثلث الناخبين دون 36 سنة) توجَّهت للاقتراع، صباح اليوم الأحد، ويمثل الشباب والنساء نصف المرشحين لهذه الانتخابات.

ويُقر عدد من الشباب التونسي بعدم تحمسه للانتخابات بسبب الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد، حيث التضخم يقارب مستوى 8%، ونسبة البطالة مرتفعة، إضافة للتسويات السياسية بين الأحزاب.

ووجَّه عدد من السياسيين التونسيين عبر وسائل الإعلام المحلية دعوة للناخبين للتوجه إلى مكاتب الاقتراع والتصويت بكثافة، بالرغم من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تمرّ به البلاد.

 

وقالت كاميليا، التي دخلت أحد مكاتب الاقتراع في العاصمة تونس، بعد ساعة واحدة من فتحها "هي حملات لاستمالتنا وإغرائنا فقط"، مضيفةً أن السياسيين يحدثون الناس عن الأمل والمستقبل الجيد، فقط مع الاقتراب من الانتخابات.

ووفقاً لمراقبين لم تكن الحملات الانتخابية نشطة جداً كما كانت في 2014، وتأثرت بعدم الوضوح القانوني فيما يتعلق بالصلاحيات الجديدة، التي منحها المشرع التونسي للمجالس البلدية.

وكان رئيس حزب "النهضة" راشد الغنوشي، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعا، اليوم الأحد، إثر انتهائهما من الاقتراع، الشباب التونسي للذهاب للصناديق.

ونشرت شركة متخصصة في صناعة الألبسة وحانة في تونس عروضاً وتخفيضات تخص المقترعين فقط.

"لا أنتظر شيئاً"

ويتكرَّر نفس المشهد في عددٍ من مكاتب الاقتراع من دون ناخبين بالعاصمة، عكس الصورة التي تجلَّت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفائتة، وخصوصاً في الانتخابات التأسيسية في 2011، حين انتظر الناخبون لساعات للإدلاء بأصواتهم.

ووفقاً لمراقبين من المنتظر أن تسجل الانتخابات البلدية نسبة عزوف كبيرة، خصوصاً إثر نسبة المشاركة الضعيفة لرجال الأمن والجيش، خلال اقتراعهم الأحد الفائت، التي كانت في حدود 12%.

ويرجح مراقبون حصول عزوف كبير في هذه الانتخابات، خصوصاً في صفوف الشباب.

وكانت نسبة الإقبال على التصويت بلغت نحو 13,6% حتى منتصف نهار الأحد (11,00 توقيت غرينتش)، بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

ويقول رئيس منظمة مراقبون، المتخصصة في مراقبة الانتخابات رفيق الحلواني لوكالة الأنباء الفرنسية: "وفقاً لملاحظاتنا فإن نسبة العزوف تشمل خصوصاً الشباب، وقد تجلَّت هذه الظاهرة في 2014 وتتأكد الآن، هم لا يثقون في الانتخابات كوسيلة للتغيير، وهذا أمر سيئ جداً بالنسبة للديمقراطية".

 وتعبر دليلة (22 عاماً)، وهي ترافق أمها لمكتب الاقتراع، عن رفضها الشديد للانتخابات، وتقول "لم أفهم شيئاً من الانتخابات، ولا أريد أن أفهم، ولن أنتخب، ولا أنتظر شيئاً من السياسة".

وشكَّلت لا مركزية السلطة مطلباً مهماً لثورة 2011، وبالإمكان ترسيخها عبر هذه الانتخابات التي تم تأجيلها أربع مرات.

المشهد تغيّر

وقال مساعد مدير مكتب اقتراع، رفض الكشف عن اسمه: "لم نجد نفس الحماسة التي كانت في 2011، حين اصطفَّ الكهول والشباب والمسنون قبل ساعة من فتح أبواب المكاتب".

ويعزو سبب ضعف حضور الناخبين إلى "موقف الناس من السياسيين والسياسة". أما الشباب ففي تقديره "لا يزالون يغطون في النوم".

أما بالنسبة لعبدالعزيز محجوب (74 عاماً)، فإنه استعدَّ لهذه المناسبة ببدلة سوداء و"شاشية" (قبعة تقليدية) حمراء، وربطة عنق بلون العلم التونسي، ويبدي "فرحة".  

 وقال: "كنت من بين الأوَّلين الذين جاؤوا للاقتراع، كما لو كان يوم عرسي، لأني أريد أن أعطي مثالاً للشباب: يجب ألا نفقد الأمل، وأن نمارس واجبنا، لأن المستقبل سيكون أفضل".  

علامات:
تحميل المزيد