مؤتمر في إسطنبول: لا أحد سيسطّرُ وحدَه مستقبل الشرق الأوسط.. وتوجُّه بعض الفاعلين السياسيين في المنطقة سيزيد الفوضى

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/06 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/06 الساعة 09:32 بتوقيت غرينتش

قال وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق إن هناك بعض اللاعبين السياسيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يسيطر عليهم وهم يتمثل في أن بإمكانهم وضع نظام خاص للمنطقة، وأضاف في المؤتمر الذي نظمه منتدى الشرق، الأحد 6 مايو/أيار بإسطنبول، أن هناك نوعاً من "الحلم الأفلاطوني" يقوم على أساس المال والحاجة إلى البقاء، وأوضح أن "هذا التوجه لن يصل إلى صناعة نظام استقرار في المنطقة، بل سيزيد الفوضى والفجوة في المنطقة".

وخلال المؤتمر الذي اختير له عنوان "نحو ترتيبات أمنية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، أكد رئيس منتدى الشرق أن هناك غياب وعي لدى المسؤولين في المنطقة بأننا في حالة ركود، "وقال "لا يبدو أننا جميعاً قد فهمنا أننا في حالة ركود وأن لا أحد منا سيسيطر على المنطقة ويسيطر على اتخاذ القرار".

وأضاف خنفر خلال كلمة افتتاحية للمؤتمر أنه لا أحد يمكنه أن يسيطر على هذه المنطقة من العالم لوحده، وأضاف قائلاً: "إن الدم الذي يسيل في أكثر من منطقة لن يصل بنا إلى أي مكان أو انتصار طرف على آخر أو دولة على أخرى" وأكد على أن هذا الواقع لم يصل إليه الآخرون.

وفي إشارة إلى التحولات الأمنية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قال وضاح خنفر إن أمن المنطقة هو جزء من الأمن العالمي وأضاف أن أي اضطراب سينعكس على الآخرين، "نحن قلقون ليس فقط على أمننا وإنما أيضاً على أمن العالم"، لكن أكد على ضرورة بناء نموذج شرعي في المنطقة ومن أجلها، وقال "الناس بدأوا ينضجون، وعانوا كثيراً، لذلك فإن المواطن يجب أن يكون في قلب هذا النموذج".

واعتبر المتحدث أنه السنوات الأخيرة شهدت الكثير من المتغيرات التي أثرت سلباً على مستقبل المنطقة، خاصة مع "استمرار تصدع مؤسسات الدولة"، حيث أوضح خنفر أن مجلس التعاون الخليجي أصبح عملياً في مرحلة سبات بسبب الأزمة القطرية، وهو ما يعني أنه "في العالم العربي ليس لدينا منظمة فاعلة كمتخذ قرار أساسي في المنطقة، وهذا أمر سيئ..".

رئيس منتدى الشرق اعتبر أن من مظاهر الترتيبات الأمنية الجديدة المقبلة عليها المنطقة، ما يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتخاذه كقرار بخصوص الاتفاق النووي مع إيران، إذ أكد أن هذا الأمر سيضيف واقعاً جديداً لمستقبل هذه المنطقة، وأوضح أن ترمب بمحاولاته سيكون له تأثير على ديناميكيات جديدة وسيأتي بأمور جديدة ولا أحد بما فيهم الرئيس الأميركي قادر على التعامل معها، وقال: "إن ذلك سيجعلنا نتجه نحو مستقبل لا نستطيع التحكم فيه بأمر سيحدث..".

من جهة أخرى، اعتبر وضاح خنفر أنه من الخطأ التعامل مع الإسلام كأداة في يد الدولة، وأوضح أن ظهور "داعش" لا يمنح الحق للدولة للتحكم في الإسلام، ووعى إلى ضرورة أن ينخرط المسلمون والمفكرون والإسلاميون في نقاش مستقبلهم، "لكن هذا يجب أن لا يتم باسم الدولة، لأن بالنهاية هي أفكار للناس وهي قريبة منهم".

وأكد على أن المنطقة في حاجة إلى أشخاص لديهم إخلاص تجاه مصالح شعوبهم وأمتهم، "يقولون إننا نتجه بالمنطقة نحو الازدهار وسيصلون يوماً ما"، وأوضح أنه حتى يتحقق ذلك لا يجب التركيز حول السلطة للدولة، "إنما يجب أن نعود للشعب للمناطق الريفية وأن ننخرط في عملية تعليمية حقيقية للجميع".

 

 

تحميل المزيد