الخليج كلهم يمنيون أم سقطرى إماراتية؟ “العربية السعيدة” التي أثارت الجدل بين مستشار الخارجية اليمنية ووزير الدولة الإماراتي

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/05 الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/05 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش

طلب مستشار وزير الخارجية اليمني مروان عبد الله عبد الوهاب نعمان، من الإمارات مراجعة التاريخ السياسي لليمن "قبل التفكير في مس أي ذرة من ترابه"، وذلك على خلفية توتر بين الجانبين بشأن جزيرة سقطرى اليمنية، التي دخلتها قوت إماراتية قبل أيام.

وقال نعمان – وهو سفير سابق – في منشور على  صفحته في "فيسبوك"، إن "جغرافيا اليمن التاريخي تمتد من البحر الأحمر إلى ساحل عمان".

ويعد هذا أول رد من مسؤول حكومي يمني رفيع، على تصريحات وزير الدولة الإماراتي، أنور قرقاش، التي أعلن فيها أن الإمارات ترتبط بعلاقات أسرية وتاريخية مع سقطرى، في تلميح ضمني إلى طمس هويتها اليمنية.

وقال نعمان رداً على ذلك: "الأخوة في الإمارات (..) الغوص في التاريخ سيعيد الجغرافيا والأمور كلها إلى نصابها التاريخي الأكيد"، وأضاف: "راجعوا التاريخ السياسي للعربية السعيدة Arabia Félix (في إشارة لليمن) وستعلمون أشياء كثيرة، تجعلكم تعيدون التفكير مراراً قبل مس أي ذرة من تراب اليمن".

 

الإخوة في الامارات .. الغوص في التاريخ سيعيد الجغرافية والأمور كلها الى نصابها التاريخي الأكيد.. جغرافيا اليمن…

Gepostet von Marwan Abdulla Abdulwahab Noman am Freitag, 4. Mai 2018

ويعود التوتر إلى إرسال الإمارات، خلال الأيام الأخيرة، قوة عسكرية على متن 5 طائرات إلى جزيرة سقطرى الواقعة جنوب شبه الجزيرة العربية في المحيط الهندي.

وحملت الطائرات أكثر من 100 جندي ودبابات وعربات دون علم الحكومة اليمنية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية لوكالة الأناضول.

وجاء إرسال القوات في وقت يتواجد فيه رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، في الجزيرة، مع عدد من أعضاء حكومته، منذ الأحد الماضي.

رفض للوجود الإماراتي

وتصاعدت حدة تصريحات مسؤولين يمنيين حيال وجود القوات الإماراتية في جزيرة سقطرى، حيث قال وزير الشباب والرياضة اليمني، نايف البكري، أمس الجمعة، إن "اليمنيين لن يفرطوا في جزيرة سقطرى أو أي أرض يمنية".

وأكد البكري، في تصريح لوكالة الأناضول أن "اليمنيين سيصونون أرضهم وجزرهم وسواحلهم، ولن يفرطوا في ذرة تراب واحدة".

ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول يمني آخر قالت إنه فضل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن حكومة بلاده متمسكة بضرورة مغادرة القوات الإماراتية التي وصلت إلى جزيرة سقطرى.

وأشار المسؤول إلى أن رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، أكد خلال اجتماعه مع اللجنة التي أوفدتها السعودية إلى الجزيرة، في مدينة حديبو، عاصمة محافظة سقطرى، على ضرورة عودة الأوضاع للجزيرة إلى ما قبل وصول القوات الإماراتية إليها.

وأشار إلى أن اللجنة السعودية، ردت على الحكومة، بأنها ستعالج الأوضاع.

وذكر المسؤول ذاته، أن اللجنة السعودية أوضحت، في اجتماع لها مع السلطة المحلية لسقطرى، أنه هناك توجيهات من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بعودة القوات الإماراتية بعد أيام، دون تحديد موعد لذلك.

السعودية تتدخل

وفي محاولة منها لاحتواء الخلاف، كانت السعودية قد أوفدت أمس الجمعة لجنة عليا إلى جزيرة سقطرى لتهدئة الموقف، وذلك بناء على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، حسب مصادر حكومية للأناضول.

وناقش رئيس الحكومة اليمنية، مع رئيس اللجنة السعودية المكلفة بزيارة سقطرى، اللواء أحمد عبد الرحمن الشهري، ومندوب التحالف العربي، أبو يوسف الإماراتي، أسباب التوتر الناشب في الجزيرة، بحسب وكالة "سبأ" اليمنية الرسمية.

وعلى الرغم من مساعي السعودية لتهدئة التوتر الحاصل في سقطرى، أرسلت الإمارات خامس طائرة عسكرية إلى الجزيرة، وعلى متنها 4 عربات عسكرية، حطت في مطار الجزيرة اليمنية.

ومنذ الثلاثاء الماضي، استقبل مطار سقطرى 5 طائرات عسكرية على متنها 100 جندي وعدد من العربات والدبابات التي انتشرت في محيط مطار وميناء سقطرى، دون علم الحكومة الشرعية.

وسيطرت القوة الإماراتية على ميناء الجزيرة، وطلبت من الموظفين اليمنيين المغادرة، وفقاً لما ذكرته الأناضول.

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، قالت الوكالة إنها حصلت على نسخة من تقرير رفعه نشطاء إلى الرئيس هادي، ضم اتهامات للإمارات ببسط سيطرتها الكاملة على جزيرة سقطرى واستغلال تنوعها الحيوي.

وتمتلك سقطرى، شريطاً ساحلياً يبلغ طوله 300 كلم، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، في يناير/كانون الثاني الماضي، ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية والتنوع النادر.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013، أعلن الرئيس الهادي، أرخبيل سقطرى، المكون من أربع جرز رئيسية، محافظة مستقلة وعاصمتها حديبو، بعد أن كانت تتبع إدارياً محافظة حضرموت شرقي اليمن.