حزب المعارضة الرئيسي بتركيا يدفع بمنافس لأردوغان.. المرشح الأبرز يتعهد ببيع القصر الرئاسي الجديد

أعلنت الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، صباح الجمعة 4 مايو/أيار 2018، ترشيح محرّم إينجة، النائب من الحزب عن ولاية يالوفا، للانتخابات الرئاسية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/04 الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/04 الساعة 14:36 بتوقيت غرينتش

أعلنت الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، صباح الجمعة 4 مايو/أيار 2018، ترشيح محرّم إينجة، النائب من الحزب عن ولاية يالوفا، للانتخابات الرئاسية التي ستُعقد في 24 يونيو/حزيران 2018.

وجاء ذلك بعد تداول اسم إينجة أسابيع في الدوائر السياسية المقربة من أكبر أحزاب المعارضة، خاصة بعد إعلان رئيس الحزب، كلتشدار أوغلو، أن لا نية لديه للترشح، الأمر الذي كان محل انتقاد من بعض أعضاء الحزب.

وقال إينجه بعد أن دعاه كيليتشدار أوغلو إلى المنصة خلال اجتماع حزبي حاشد في أنقرة، "سوف أكون ان شاء الله رئيسا برغبة من الشعب".

وقد وافق إعلان ترشيح إينجة ذكرى يوم ميلاده، وفي هذه المناسبة غرّد بصورة مع عائلته، وعلَّق عليها: "نحن مستعدون".

4 مرشحين للرئاسة

وصل عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية التركية إلى 4، مع احتساب محرم إينجة عن حزب الشعب الجمهوري.

ففي صباح الجمعة 4 مايو/أيار 2018 أيضاً، أُعلِن حصول ميرال أكشينير، زعيمة "الحزب الجيد"، في ساعتين فقط، على 30 ألف توكيل دعماً لترشُّحها للرئاسة، في طريقها لجمع 100 ألف توكيل اللازمة للترشح.

وفي الوقت نفسه، أعلن حزب الشعوب الديمقراطي ترشيح زعيمه السابق صلاح الدين دميرطاش للانتخابات الرئاسية، المسجون على خلفية اتهامات بالارتباط بتنظيم "بي كي كي" المحظور. وتقدم الحزب للجنة العليا للانتخابات بطلب إخلاء سبيل دميرطاش في أثناء الانتخابات.

وأعلن حزب العدالة والتنمية، رسمياً، يوم الخميس 3 مايو/أيار 2018، ترشيح زعيمه رجب طيب أردوغان للرئاسة. وأعلن دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية، صباح اليوم التالي، دعم ترشيح أردوغان.

جمهوري علماني ثوري

يوصف إينجة، (53 عاماً)، بأنه شخصية شعبوية وبراغماتية، ورغم تمتُّعه بدعم قوي من قاعدته الانتخابية، بدليل كونه نائباً عن منطقة يالوفا منذ عام 2002، فإنه فشل مرتين في المنافسة على رئاسة الحزب أمام كلتشدار أوغلو.

ويأتي إينجة من خلفية محافظة معتدلة (يمين الوسط)، فوالده كان محافظاً وأمه وأخته ترتديان الحجاب، لكنه يصف نفسه بأنه جمهوري علماني ثوري. ولذلك، أثارت فكرة اختياره مرشحاً، في الأيام الماضية، سخط بعض الدوائر بالحزب، خاصة من يسار الوسط الذي يخرج منه مرشح الحزب في العادة.

ويواجه إينجه مهمة شاقة لإقناع الناخبين في معركته أمام أردوغان الأكثر خبرة والخطيب البارع في الحملات الانتخابية. غير أن أكبر ميزات إينجه السياسية، مهارته الخطابية ولهجته الحماسية، التي زادت حظوظه لدى أوفياء حزب الشعب الجمهوري في السنة الماضية.

وبعد إعلان ترشيحه، أزال زعيم الحزب، كلتشدار أوغلو، عن بدلة إينجة شعار حزب الشعب الجمهوري، ووضع مكانه عَلم تركيا، كرمز على أن الرئيس ينبغي أن يكون رئيس كل الأتراك.

برنامج انتخابي ثوري

ورأى برهان الدين دوران، مدير مركز "سيتا" للأبحاث، أن تنحي كلتشدار أوغلو كان لإدراكه عدم قدرته على هزيمة أردوغان، وخشيته من فقدان منصبه في البرلمان، فلا يمكن الترشح للاثنين في آن معاً. وهنا تجدر الإشارة أيضاً، إلى أن إينجة ضحى بمستقبله السياسي بقبوله الترشح، فهو في الغالب إما أن يصبح رئيساً وإما أن يترك السياسة. فربما يكون كلتشدار أوغلو أزاح من أمامه منافساً محتملاً على زعامة الحزب.

أشار إينجة إلى أنه يفوق أردوغان من حيث الخبرة بـ5 أشهر؛ فأردوغان أصبح نائباً بالبرلمان في شهر مارس/آذار 2003، بعد خروجه من السجن، الذي دخله بدفع من حزب الشعب الجمهوري، الذي اتّهمه بتهديد علمانية الدولة؛ بسبب قصيدة تلاها في خطاب شعبي.

وتعهد أيضاً، بأن يمارس مهامه إذا فاز بمنصب الرئاسة من قصر تشانكايا، مقر رئاسة الوزراء التركية، وعدم الذهاب إلى قصر "أك ساراي" الذي بناه الرئيس أردوغان وخصَّصه لمؤسسة الرئاسة، ووعد بتحويل  القصر الجديد إلى مركز علمي للشباب.

ويرمز ورود قصر تشانكايا في هذا السياق، إلى برنامج المعارضة، الذي يقضي بالعودة إلى النظام البرلماني، وترك النظام الرئاسي الذي تصفه زعامات المعارضة بـ"نظام الرجل الواحد".

إينجة يبدأ حشد أصوات المعارضة

ورغم كونه مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة، فإنه يُرجَّح أن يكون مرشحَ المعارضة برمّتها، خاصة في الجولة الثانية إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية أكثر من 50% من الأصوات، بالنظر إلى أن القاعدة الانتخابية الكبيرة لحزبه تضمن له نظرياً عدداً أكبر من الأصوات من أكشينير ودميرطاش.

وقال سينان أولغن، رئيس مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية والباحث الزائر في معهد كارنيغي أوروبا، لوكالة "فرانس برس" إن إينجه أفضل مرشح يمكن أن يختاره حزب الشعب الجمهوري فيما يتعلق بحشد قاعدة الحزب.

وأضاف "سيكون قادراً على ضمان مشاركة كبيرة لناخبي حزب الشعب الجمهوري في يوم الاقتراع".

بدأ أنصار "الشعب الجمهوري" التذكير بمواقف إينجة، بهدف حشد أصوات المعارضة له. وتداول نشطاء مقطع فيديو، يُظهر إعلان إينجة رفضه سحب الحصانة البرلمانية عن نواب حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان، وذلك في خضم تحقيقات بشأن ارتباطهم بتنظيم "بي كي كي" المحظور في تركيا.

وهنّأ سنان أوغان، السياسي المفصول من حزب الحركة القومية، كلتشدار أوغلو على "النضج السياسي" الذي أبداه في تقديم إينجة مرشَّحاً، وعدم وصفه بـ"الخائن"، في لمز بحزبه السابق، الذي اتخذ قراراً بفصله بعد إعلانه -إلى جانب أعضاء آخرين في الحزب مثل ميرال أكشينير- نيتهم تغيير زعيمه دولت بهتشلي.

تحميل المزيد