وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس 3 مايو/أيار 2018، إلى كاليدونيا الجديدة، في زيارة حساسة، بعد 30 عاماً على الأحداث الدامية في هذا الأرخبيل الفرنسي بالمحيط الهادئ، وقبل 6 أشهر من استفتاء مهم حول الاستقلال.
وسيبقى ماكرون، الذي أمضى لتوِّه 3 أيام في أستراليا لتعزيز "العلاقات الاستراتيجية" مع هذه القارة، حتى الخامس من مايو/أيار 2018، في الجزيرة حيث تثير زيارته حساسيات.
ويرفض قسم من السكان أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة نصب تكريمي لناشطين من شعب الكاناك، الذين ناضلوا من أجل الاستقلال وقُتلوا بأيدي جنود فرنسيين قبل 30 عاماً.
وفي 5 مايو/أيار 1988، هاجم الجيش كهف أوفيا (شرق الأرخبيل) حيث كان ناشطون يطالبون بالاستقلال يحتجزون عناصر من الدرك، فقُتل 21 شخصاً، هم عسكريان و19 من الكاناك الذين نُفّذت ببعضهم أحكام بالإعدام.
وسيكون ماكرون أول رئيس فرنسي يزور أوفيا منذ تلك المأساة، التي تركت صدمة عميقة في الأذهان.
كما سيزور نصباً أُقيم تخليداً لذكرى 4 دركيين قتلتهم في 22 أبريل/نيسان 1988، مجموعة كوماندوز تناضل من أجل الاستقلال والتي أخذت بعد ذلك 4 دركيين آخرين رهائن.
وقال الرئيس الفرنسي لدى وصوله، إن هذه الزيارة مناسبة "لتكريس لحظات مهمة بتاريخنا المشترك، لحظات كانت مؤلمة في بعض الأحيان"، مشيراً إلى "الذكرى الثلاثين لأحداث أوفيا".
وفي أعقاب التوترات الحادة الناجمة عن المطالبة بالاستقلال في الثمانينيات، وُقِّعت اتفاقات بين باريس ونوميا لمنح الجزيرة الفرنسية منذ 1853، حكماً ذاتياً واسعاً.
وفي 1998، أطلق اتفاق نوميا مسيرةً تدريجيةً لإزالة الاستعمار، من خلال تنظيم استفتاء حول تقرير المصير، سيجرى في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وقبل 6 أشهر من الاستفتاء، أعطى استطلاع للرأي، نُشرت نتائجه الأربعاء 2 مايو/أيار 2018، "لا" للاستقلال الفائز بنسبة كبيرة (59.7%) من الاشخاص الذين سئلوا عن آرائهم وأعلنوا معارضتهم الاستقلال، في مقابل 22.5% من الذين يؤيدونه، و17.1% من الذين لم يحسموا أمرهم.
ويتألف سكان الأرخبيل، الذين يبلغ عددهم 270 ألف نسمة، من نحو 40% من الكاناك، و27% من الأوروبيين وأبناء مهاجرين جزائريين، ويطلق الآخرون على أنفسهم اسم المختلطين، من أصول أخرى أو من دون انتماء.
واحتمال الاستقلال عن فرنسا سيكون سابقة منذ استقلال جيبوتي في 1977 وفانوتو في 1980، المستعمرة السابقة الفرنسية-البريطانية، المجاورة لكاليدونيا الجديدة.