إذا ما قرر ترمب الإجابة على أسئلة مولر فسيقع في فخ من الألغام.. محاموه على علم بتفاصيلها لكنهم مرعوبون

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/03 الساعة 06:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/03 الساعة 06:35 بتوقيت غرينتش
Left, President Donald Trump at the White House on Jan. 04, 2018. Robert Mueller on Capitol Hill in 2013. (Jabin Botsford/The Washington Post via Getty Images; Kevin Lamarque/Reuters)

أبدى محامو الرئيس الأميركي دونالد ترمب قلقهم، بشأن عزمه الاستجابة لدعوة المحقق الخاص روبرت مولر، بشأن التحقيق في علاقته بالروس، وتدخلهم في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وذكرت صحيفة The New York Times الأميركية أن إصرار دونالد ترمب على أن يوضح للمُحقِّق الخاص روبرت مولر أنَّه لم يفعل شيئاً خاطئاً، يقلق كثيراً محامي الرئيس الأميركي، وأوضحت الصحيفة أن ما يثير مخاوفهم كون "الأسئلة التي يريد مولر إجاباتٍ عنها توضح أنَّ إجراء مقابلةٍ سيكون فخَّ ألغامٍ بالنسبة لترمب".

وقال خبراءٌ قانونيون إن الأسئلة ستفرض تحدياتٍ إضافية على الرئيس ترمب، خاصة أن الأمر لا يقتصر على كون الرئيس الأميركي لديه تاريخٌ من الأكاذيب المكشوفة، وإنما لكون المُحقِّق الخاص تمكَّن من قبل من انتزاع 4 اعترافات بالذنب بتهمة الكذب على المُحقِّقين.

 مخاوف ترمب من الأسئلة الفضفاضة

 وحسب صحيفة The New York Times، فإن الأسئلة التي من المنتظر أن يوجهها المحقق الخاص مولر لترمب "فضفاضة للغاية"، واعتبرت الصحيفة أن الرئيس سيكون بحاجةٍ إلى أمرٍ تفصيلي لمجموعةٍ من القضايا.

واستنكر الرئيس ترمب الثلاثاء 1 مايو/أيار نشر الأسئلة في تغريدتَين على حسابه على موقع تويتر. ووصف ذلك بأنَّه أمرٌ "مشين"، ومرةً أخرى استنكر تحقيق مولر، واصفاً إياه بأنَّه يشبه "مطاردة الساحرات" في القرون الوسطى.

 وأعلن أيضاً بصورةٍ غير صحيحة عن أن أيّ من الأسئلة لم يتعلَّق بـ"التواطؤ". وأضاف ترمب أنَّه "من الصعب عرقلة العدالة في جريمةٍ لم تحدث قط".

 ومع تعقيد الجهود في محاولة إعداد الرئيس ترمب بصورةٍ ملائمة لمثل هذا اللقاء، لا يدري محامو الرئيس حجم ما يعرفه المُحقِّق الخاص.

 وقال سول وايزنبرغ، محامي الدفاع، الذي كان نائب مستشار مستقلاً في تحقيق وايت ووتر: "هذه القائمة تُعزِّز الفكرة بأنَّ الرئيس لا ينبغي أن يذهب إلى مقابلةٍ مع مولر. مولر يعرف كل هذه الأشياء (لا نعرف تحديداً ما هو على درايةٍ به) وهذه الأسئلة فضفاضة وتفصيلية، ما يجعل المقابلة فخَّ ألغام".

 وتتعلَّق أغلب الأسئلة التي تبلغ العشرات بأحداثٍ معروفة، مثل اجتماع يونيو/حزيران 2016، في برج ترمب بين كبار مسؤولي حملة ترمب والروس، الذين وعدوا بمعلوماتٍ تضرّ سمعة هيلاري كلينتون.

 وفي الكثير من الحالات، يريد مولر من ترمب أن يوضح معرفته، وردود فعله، أو اتصالاته، فيما يتعلَّق بالأحداث التي لم يكن فيها شهودٌ آخرون، مثل المناقشات الداخلية في حملته حول الأمور المُتعلِّقة بروسيا، ومحادثاته كرئيسٍ عن ومع جيمس كومي، الذي أزاحه ترمب من منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.

 تاريخ حافل بالأكاذيب

وقالت صحيفة The New York Times، إن أحد التهديدات الرئيسية التي يُشكلها طرح مثل هذه التساؤلات المفتوحة لترمب، هو أنَّه "كما تُظهِر خُطبه اللاذعة عبر موقع تويتر، يملك تاريخاً حافلاً من التفوُّه بالأكاذيب، وبالأخص حين يرتجل".

 ويُعد الكذب على مسؤولي تنفيذ القانون، أو التكتُّم على حقيقةٍ جوهرية أثناء إجراء مقابلةٍ رسمية جنايةً.

 وعلاوةً على هذا، فقائمة الأسئلة هي على الأرجح نقطة انطلاقٍ لمتابعة القضايا المُثارة، بينما يحاول المُحققون تسوية الغموض والالتباس.

 وقال بول روزنزويغ، وهو مُدعٍ عام سابق في قضية وايت ووتر، وزميل كبير في معهد R Street، المنظمة البحثية الليبرالية، إنّهم رُبما يبحثون عن تفاصيلٍ مثل: ما مصدر معرفتك؟ متى عرفت؟ من أخبرك؟ وماذا الذي قالوه بالضبط؟

 12 ساعة من التحقيق

 وأوضح روزنزويغ أنَّ الأمر مُعقدٌ، قائلاً: "أنت لا تطرح السؤال "ماذا الذي تعرفه عن اجتماع برج ترمب؟" وتنتظر أن تحصل على إجابة. فالتحقيق يشمل 48 سؤالاً من هذا القبيل، إنَّها مقابلةٌ تجري على مدى يومين. 12 ساعة من الاستجواب والتحقيق".

 وهناك سببٌ آخر، وهو أنَّ شركاء ترمب السابقين الذين أقرُّوا بالذنب في التُّهم الموجَّهة إليهم يتعاونون مع التحقيق، ولا يعرف البيت الأبيض ماهية الأدلة التي حصل عليها المحقق الخاص، والتي يُمكن أن تُكذِّب ترمب، حسبما قال وايزنبرغ.

 واعتبر روزنزويغ أنه لهذه الأسباب كان محامو الرئيس في موقفٍ أسوأ لتهيئة موكلهم من أجل إجراء مقابلة، مقارنةً بفريق الرئيس الأسبق بيل كلينتون في تحقيق وايت ووتر.

 وقال: "الأمر مختلفٌ تماماً عمَّا كان عليه حين دخل الرئيس كلينتون إلى غرفة هئية المُحلَّفين للتحدث إلينا. كان على علمٍ بدرجةٍ كبيرة بكل ما نعرفه. كان الأمر أقل خطراً بكثير".

 ومع ذلك، حنث كلينتون بقسمه، بإنكاره زوراً أنَّه كان على علاقةٍ جنسية مع مونيكا لوينسكي. وأصبح ذلك جزءاً من إحالته إلى الكونغرس من قِبل كين ستار المحقق المُستقل، وهو ما تسبَّب في إدانته.

  لا تزال صلاحيات مولر غير مؤكدة؛ فمن غير الواضح إن كان بإمكانه اتهام ترمب بجريمةٍ، أو أن يرسل تقرير إدانته إلى الكونغرس مباشرةً. ويترك هذا نهاية النزاع المحتمل غير واضحة إن خلُص إلى ارتكاب الرئيس أي نوعٍ من المخالفات.

لكنَّ قائمة الأسئلة تُشير إلى أنَّ التحقيق لا يزال يُشكِّل تهديداً كبيراً بالنسبة لترمب، حتى لو تحلَّى بالصدق بخصوص كل ما يجري في أي مقابلة.

 وتُركِّز الأسئلة على مسؤولية ترمب القانونية المُحتملة، ولا شيء آخر، وفقاً لما ذكره سامويل بيل، أستاذ القانون الجنائي بجامعة ديوك والمُدعي الفيدرالي السابق الذي ساعَد في قيادة التحقيق في قضية شركة Enron.

 وقال بيل: "ما الذي كنت تعرفه وتفكر فيه؟ ومتى عرفته وفكرت فيه؟ ليست هذه نوعية الأسئلة التي تطرحها على شخصٍ ما لتحديد ما إذا كان يملك أي معلومات حول ارتكاب شخص آخر لجريمة. لكنَّها أسئلة تطرحها لتحديد ما إذا كان الشخص الخاضع للاستجواب لديه العقل الإجرامي لارتكاب مخالفة قانونية".

 وقال وايزنبرغ إنَّه أصيبَ بالدهشة من تركيز مولر على توضيح عقلية الرئيس حين وازن بين فصل كومي، والخطوات المُحتملة مثل ما إذا كان يجب الإطاحة بالنائب العام جيف سيشنز، والعفو عن الذين اتَّهمهم مولر، أو إجبار وزارة العدل على إقالة المحقق الخاص.

 تمثيلية بين ترمب ومحاميه

 ومن جانبه، قال ألان ديرشوفيتز، أستاذ القانون الجنائي في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، الذي دافع مراراً عن ترمب في القنوات التلفزيونية وتشاوَر معه بشكلٍ غير رسمي، لشبكة CNN يوم الإثنين الماضي 30 أبريل/نيسان، إنَّه يعتقد أنَّ ترمب قد يستخدم سلطاته التنفيذية لرفض الإجابة عن الأسئلة حول ما كان يُفكر به حين قرَّر ممارسة سلطاته الدستورية.

 لكنَّ المشكلة التي تواجه ترمب هي أنَّ هذه الأسئلة، حسبما قال ديرشوفيتز، هي "الأسئلة السهلة". فترمب لن يكون بمقدوره استدعاء امتيازاته التنفيذية حين يتعلق السؤال بأحداثٍ وقعت قبل أن يُصبح رئيساً، كتعاملاته التجارية.

 وقال العديد من الخبراء القانونيين إنَّه من غير المعتاد أن يمنح المدعون العموميون ترمب نسخةً من الأسئلة مُسبقاً، وتكهنوا بأنَّ مولر كان يُقدِّم بعض التنازلات لإبعاد أي اتهاماتٍ بالتجاوز.

 لكنَّه توقَّع أنَّه على الرغم من كل هذه "المواقف الاستعراضية"، سيسمح ترمب لمحاميه بإقناعه بعدم الجلوس مع مولر. وأضاف: "الخطة هي أن يتظاهر بكونه مهتماً ومتعاوناً دون القيام بذلك فعلياً".

 

تحميل المزيد