مع حلول الذكرى السابعة لمقتله، كشف جندي بالبحرية الأميركية تفاصيل جديدة عن عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، واصفاً شعوره هو وزملائه وهم يقفون أمام جثته، ومؤكداً أنه كان لديه شعور بأنهم سيموتون في العملية.
وقال الجندي روبرت أونيل، في لقاء مع قناة "Fox News" الأميركية، إنه لم يكن مقرراً أن يكون مشاركاً في تلك العملية، مشيراً إلى أن بن لادن كان بمثابة شبح.
وعن إمكانية هروب بن لادن، أضاف أونيل إنه وزملاءه كانوا يتبادلون النِّكات عما يمكن أن يحدث لو هرب منهم بن لادن مثلاً ولجأ إلى أحد الأزقَّة.
وعن شعوره بعد العملية، قال أونيل إنه وزملاءه شعروا بالسعادة عند سماعهم الطيار يُخبرهم بأنهم أصبحوا داخل الأراضي الأفغانية، مشيراً إلى أنه كان يشعر بأن منزل بن لادن سينفجر في أي لحظة، ولم يتوقع أن يخرج هو وزملاؤه منه على قيد الحياة.
وكشف الجندي الأميركي أن أحد زملائه قام بالعمل البطولي الأهم في حياته؛ عندما قفز على انتحاري ليمنعه من قتلهم، مبيناً أنه استدار بعدها إلى اليمين، ليجد بن لادن على بُعد 3 أقدام منه فتعرَّف عليه وأطلق النار على رأسه فوراً.
وأشار أونيل، الذي ألّف كتاباً عن تفاصيل العملية، إلى أنه في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام تسعى لتأكيد خبر مقتل أسامة بن لادن، كانت جثته أمامهم على أرضية منزله، حيث كانت تُبذل جهود حثيثة للتأكد من هويته عبر فحوصات الحمض النووي.
"We thought we were going to die" -Navy SEAL who killed Bin Laden, @mchooyah, remembers the 'honor' of being part of the team that killed the terrorist 7 years ago today pic.twitter.com/Mac6UFa23N
— FOX & friends (@foxandfriends) May 1, 2018
قصة مقتل بن لادن
وعام 2011، قتلت قوات خاصة أميركية المطلوب الأول عالمياً في مدينة أبت آباد في باكستان.
وبدأت قصة الاغتيال عند الساعة 11:10 ليلاً، عندما انطلقت 4 طائرات شبح من طرازي "بلاك هوك" و"تشينوكس" من قاعدة أميركية في مدينة جلال آباد الأفغانية، لتصل إلى مجمع أبت آباد حيث يقيم بن لادن، بعد منتصف الليل بربع ساعة أو نصفها.
ومن فوق المجمع، نزل جنود على الحبال المتدلِّية من الطائرة، بعضهم اتجه نحو مباني المجمع، والآخرون شكَّلوا طوقاً عليه لمنع السكان من الوصول إليه.
وبمجرد أن أنزلت جنودها، حصل خلل فني لدى إحدى طائرات "البلاك هوك" أو أنها واجهت ظروفاً من الرياح غير المتوقعة أو ظروفاً حرارية، فتحطمت فوق المجمع في حدود الساعة 12:40 بعد منتصف الليل.
في المقابل، كان بن لادن وزوجته اليمنية أمل عبد الفتاح السادة بالدور الثاني عندما سمعا صوتاً اعتقدا في بادئ الأمر أنه عاصفة، فتوجَّها إلى شرفة المنزل ليتحققا مما يجري، ولكن الأول من مايو/أيار 2011 لم يكن قمريا،ً فكان حالك الظلمة.
وحاولت السداح -وهي زوجته الثالثة- الوصول إلى مفتاح الضوء، غير أن زوجها قال لها: "لا"، واستدعى ابنه خالد في غرفته بالدور الأول، وذهبت السداح للاطمئنان على أطفالها الخمسة، ولما عادت إلى بن لادن وجدته مع ابنتيه مريم (21 عاماً) وسمية (20 عاماً) يقرأون القرآن ويتلون الشهادة، بحسب موقع "الجزيرة.نت".
وهنا، أبلغ بن لادن أسرته أن طائرات أميركية وصلت، وأن عليهن مغادرة غرفته في الحال.
بداية بالملحق
أما الأميركيون، فبدأوا بملحق المبنى، حيث كان يرقد إبراهيم الكويتي -وهو حارس شخصي باكستاني- وزوجته مريم وأطفاله الثلاثة، وقد استيقظوا على الصوت. وبينما كان يحاول تهدئة أبنائه، تلقى مكالمة هاتفية توقَّع أن يكون شقيقه أبرار الذي يعمل أيضاً حارساً لـ"بن لادن".
وفي هذه الأثناء، سمع طرقاً على الباب، فسأل: هل أنت أبرار؟ ولكنَّ رصاصة أتته في الحال من النافذة فخرَّ صريعاً، وتلقت زوجته رصاصة أخرى في كفها الأيمن، وسمعت أصوات الجنود وهم يقولون لها: "افتحي الباب".
وفي المبنى الرئيسي، رفض بعض أفراد العائلة مغادرة بن لادن، وذهبت ابنته مريم للتحقق مما يحصل في الخارج، وتمكَّن بن لادن من الوصول إلى سلاحه، وعندها سمع دوي انفجار، وهو غالباً ما كان تحطم الطائرة.
وقد سمع أفراد بن لادن خطى الجنود على أسطح المنزل، ورأت السداح أحدهم وهو يوجِّه سلاحه الليزر نحو بن لادن، فرمت بنفسها على الجندي فأطلق النار على ركبتها.
وتتذكر السداح ما سمعته من الجنود وهم يسألون سمية ومريم عن اسم الرجل الذي قتلوه تواً (بن لادن)، وقالت إنه أُصيب في جبينه، وكان وجهه خالياً من أي دم ويمكن التعرف عليه.
ووفقاً لتقرير اللجنة، فإن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية انتهت عند الساعة 1:06 ليلاً بعدما استغرقت قرابة 36 دقيقة، وغادرت الطائرات بعد تدمير الطائرة التي أصيبت بالخلل الفني.