“جيل بوتفليقة”: تنسيقية جديدة في الجزائر للترويج لإنجازات الرئيس واتهامات بإقحام الطلاب في العمل السياسي

تبدأ يوم 2 مايو/أيار في الجامعات الجزائرية عملية تنصيب فروع التنسيقية الطلابية الجديدة، التي تحمل اسم "جيل بوتفليقة"

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/01 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/01 الساعة 11:06 بتوقيت غرينتش

تبدأ يوم 2 مايو/أيار في الجامعات الجزائرية عملية تنصيب فروع التنسيقية الطلابية الجديدة، التي تحمل اسم "جيل بوتفليقة"، في محاولة لتجميع الطلبة حول مشروع الفترة الرئاسية الخامسة للرئيس بوتفليقة، حسب متابعين.

الخطوة يرعاها الحزب الحاكم في الجزائر، جبهة التحرير الوطني، وتأتي قبل عام فقط من موعد الانتخابات الرئاسية المزمعة في النصف الثاني من 2019.

6 نقابات لبناء "جيل بوتفليقة"

التلفزيون الرسمي الجزائري، بثَّ الخبر في طليعة نشرة الأخبار الرئيسية، ليوم 28 أبريل/نيسان 2018، وأكد أن حزب السلطة، جمع مختلف التشكيلات الطلابية من مختلف التوجهات السياسية لبناء تنسيقية جيل بوتفليقة.

تنسيقية "جيل بوتفليقة"، وحَّدت 6 تنظيمات طلابية من أصل 9 معتمدة، وهي الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، والتحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني، والرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، والمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي، والتضامن الوطني الطلابي، والمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين.

ولم يكتف الحزب بهذه التنظيمات المعتمدة، بل دعا مثيلاتها للاقتداء، والانضمام إلى التنسيقية "حفاظاً على مستقبل البلد واستقراره"، على حد تعبيره.

سفراء لإنجازات الرئيس

الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، جمال ولد عباس، وفي حفل التنصيب الرسمي للتنسيقية، أكد أن المهمة الرئيسية لـ"جيل بوتفليقة" هي التسويق والترويج لإنجازات الرئيس.

ونفى ولد عباس أن يكون الهدف من تأسيس هذه التنسيقية سياسياً، مؤكداً أن الهدف منها هو تقييم حصيلة الرئيس بوتفليقة خلال الفترات الرئاسية الماضية، إضافة إلى المساهمة في النظام الاقتصادي الجديد الذي سيؤطّر العشرية القادمة.

وأضاف أن التكتل الطلابي الجديد "جاء عرفاناً وتجديداً لعهد الولاء والوفاء للرئيس بوتفليقة، الذي كرَّس مراحل عمره لوطنه، وهو ما تشهد به مسيرته العامرة بالجهاد والنضال والتضحية والإخلاص في مهامه السامية، ووفائه لما تعهَّد به أمام الشعب".

واعتبر أن تحرك حزب جبهة التحرير الوطني لتأسيس التكتل النقابي "ما هو إلا سعي للحفاظ على مكتسبات الدولة، وضم الطلبة إلى هذا السعي عرفاناً بإنجازات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة".

ملتفون

عبدالنور سراح، عضو التنسيقية الجديدة (جيل بوتفليقة)، أوضح لـ"عربي بوست" أن دعوة حزب جبهة التحرير الوطني لهذا التكتل الطلابي، هي "فرصة للمشاركة في رسم معالم الدولة".

عبدالنور الذي كان سابقاً ينشط ضمن المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي، يبدو حريصاً على التعجيل بتنصيب ممثلي التنسيقية عبر الولايات، مؤكداً أن هذه الخطوة ستسمح بالتفاف الطلاب حول "مشروع وطني شامل".

وأردف "كنا عدداً من التنظيمات الطلابية الممزقة والمهمَّشة بالجامعات، بل وأحياناً متنافرة ومختلفة، لكن اليوم اجتمعنا ضمن تنسيقية جيل بوتفليقة، التي ندعمها لتنظيم الجامعة والحفاظ على مستقبل الشباب".

وكانت أنوار دحلب، إحدى عضوات التنسيقية أكدت في لقاء تلفزيوني أنها "مستعدة رفقة زملائها من مختلف جامعات الوطن، كي يروّجوا لإنجازات الرئيس بوتفليقة، الذي حافظ على مجانية التعليم والصحة، رغم الأزمات والضغوطات".

كما سارع الحزب بالتنسيق مع الطلبة إلى فتح صفحة رسمية عبر فيسبوك، ودعوة الطلبة للتكتل والانضمام إلى هذا المشروع.

إنضم إلى تنسيقية جيل بوتفليقة للطلبةالمجموعة الرسمية :https://www.facebook.com/groups/1701091929983772/

Gepostet von ‎التنسيقية الطلابية " جيل بوتفليقة " Jil Bouteflika‎ am Montag, 30. April 2018

تنسيقية "الخامسة لبوتفليقة"

المشروع الطلابي الجديد في نظر أحزاب المعارضة في الجزائر، هو مشروع "سياسي واضح وفاضح"، سيُقحم الطلبة والجامعة الجزائرية في العمل السياسي لجهة معروفة تحكم البلاد منذ سنوات.

الدكتور نعمان لعور، عن حزب حركة مجتمع السلم المعارض، أوضح لـ"عربي بوست" أن حديث الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عن كون تنسيقية جيل بوتفليقة بعيدة عن السياسة "كلام فارغ".

وأضاف أن تحرك الحزب الحاكم، وفي هذا الوقت بالذات لإنشاء التنسيقية، هو "تعبيد الطريق لعهدة رئاسية خامسة، وكان الأولى تغيير تسمية التنسيقية من جيل بوتفليقة إلى تنسيقية الخامسة لبوتفليقة".

فؤاد سابت المناضل بحزب طلائع الحريات المعارض أيضاً، قال إن القوانين تمنع إقحام السياسة بالحرم الجامعي، لكن "الحزب الحاكم فوق كل القوانين يسن ما يناسبه، ويعمل كما يحلو له دون حسيب".

وأضاف سابت لـ"عربي بوست أن المشروع واضح، لا غبار عليه، بدليل أن التنسيقية وبعد تنصيب مكتبها الوطني أعلنت ولاءها للرئيس بوتفليقة، وساندت ترشحه لعهدة انتخابية خامسة.

وكان الحزب الحاكم، بداية أبريل/نيسان 2018، قد طالب الرئيس بوتفليقة بالترشح لعهدة خامسة، وأعلن مساندته المطلقة له في حال ترشحه.

دوركم الحفاظ على حقوق الطلبة

عبدالجليل سامي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أكد لـ"عربي بوست"، أن المنظمات الطلابية عبر العالم وليس بالجزائر فقط، يتم تأسيسها للدفاع عن حقوق الطالب.

وأضاف أنه بالأمس القريب فقط كان التنظيم الطلابي "يناضل من أجل مستقبل الطلاب والجامعة، من خلال تحسين ظروف الاستقبال، الإقامة والتمدرس، والسعي من أجل تحسين صورة الجامعة الجزائرية".

ولا يشاطر عبدالجليل "إقحام الطلاب في الساحة السياسية، وتركهم عند قناعاتهم الشخصية في الانتماء والاختيار".

ولا يستبعد نعمان لعور، القيادي بحركة مجتمع السلم، تخصيص أموال كبيرة لإنجاح مسار تنسيقية "جيل بوتفليقة"، لاعتبارها تهدف "إلى الحفاظ على كرسي الرئاسة لصالح الحزب وعبدالعزيز بوتفليقة".

وأضاف لـ"عربي بوست"، أن الجامعة تتخبَّط في مشكلات كبيرة، ومستوى الجامعات الجزائرية يندى له الجبين، وترتيبها عالمياً مؤسف، والحكومة تسعى إلى تغيير المسار الحقيقي للتنظيمات الطلابية، من تحسين الظروف والمستوى إلى دعم العهدة الخامسة.

وهو ما جاء في أغلب التعليقات عن الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ولد عباس يعلن رسميا تنصيب تنسيقية وطنية للطلبة " جيل بوتفليقة "

ولد عباس يعلن رسميا تنصيب تنسيقية وطنية للطلبة " جيل بوتفليقة "

Gepostet von El Djazairia One am Samstag, 28. April 2018

علامات:
تحميل المزيد