لم نكن نعرف سبب الضحكة الشديدة لزعيمي الكوريتين ورفع ورقة بـ100 دولار.. السرّ كشفه من حضروا الجلسة الممنوعة على الصحفيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/30 الساعة 16:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/08 الساعة 18:14 بتوقيت غرينتش

صحيح أن صوراً كثيرة لا تُنسى ظهرت في أثناء القمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين الشمالية والجنوبية، الجمعة 27 أبريل/نيسان 2018، لكن أكثر هذه الصور إثارةً للدهشة هي تلك التي يظهر فيها الزعيمان وهما يضحكان، وكيم جونغ-أون يرفع إصبعه في الهواء، ومون جاي-إن يحمل ورقةً نقدية فئة 100 دولار. فما الذي كان يُضحكهما إلى هذه الدرجة؟ ولماذا يحمل مون جاي 100 دولار في يده؟

حسب تقرير لصحيفة The Washington Post الأميركية، تبيَّن أنَّه كان هناك ساحرٌ كوري جنوبي مدعوّاً إلى مأدبة العشاء، وخلال العشاء، الذي خرج فيه كيم للتدخين مرةً واحدة فقط تقريباً وشرب كل ما وُضِع أمامه، دخل ساحرٌ لتلطيف الأجواء ودفع الجميع إلى الضحك.

تجوَّل الساحر -الذي لم تُعلَن هويته- في الغرفة بين الضيوف، وطلب من أحد الكوريين الجنوبيين بعض المال. أخرج المسؤول الكوري الجنوبي ورقة نقدية فئة 50 ألف وون (نحو 50 دولاراً أميركياً)، وأعطاها للساحر، الذي حوَّلها على الفور إلى ورقة نقدية فئة دولار أميركي.

بعد ذلك، نفَّذ الساحر عدة خدع أخرى، فحوَّلها إلى ورقة نقدية فئة 10 دولارات أميركية، ثم ورقة فئة 100 دولار أميركي، وأعطاها في النهاية لمون جاي-إن، وفقاً لما أفادت به صحيفة Hankyoreh بناءً على روايات عددٍ من الحضور. جديرٌ بالذكر أنَّه لم يكن هناك مراسلون صحفيون في الغرفة حينها، ولكن فقط مصورون رسميون، لهذا كانت هناك حاجة إلى جمع روايات الحاضرين بالغرفة لكشف ما حدث.

وأفاد بارك جي-وون، من حزب السلام الديمقراطي الكوري الجنوبي، بأنَّ أحد الكوريين الجنوبيين صاح ضاحكاً في مأدبة العشاء: "لم تعد هناك حاجة للصادرات من كوريا الشمالية. يمكنك صنع المال في ثوانٍ هكذا باستخدام السحر". وربما كانت هذه الملاحظة هي ما دفعت كيم إلى الضحك ورفع إصبعه.

وكانت هناك خدع بالورق أيضاً، إلا أنَّه لم يُفصَح عن مضمونها. ولكن في إحداها ذهب الساحر إلى كيم يونغ تشول، المدير السابق للاستخبارات الكورية الشمالية المسؤول حالياً عن العلاقات مع كوريا الجنوبية، وأحد المسؤولين الكوريين الشماليين الذين فُرِضَت عليهم العقوبات الأميركية؛ لمشاركتهم في البرنامج النووي الكوري الشمالي.

نفَّذ الساحر خدعةً بالورق مع تشول، نتج عنها حصوله على الورقة الرابحة، "Trump Card" أو ورقة ترمب.

عمَّ الضحك الطاولة بعد هذه الخدعة، وربما كان سبب هذا جزئياً المشروبات الكحولية التي تناولها الحاضرون. تضمنت المشروبات على الطاولة مشروب Moonbaesul، وهو نوعٌ فاخر من مشروب soju الكحولي المفضل في كوريا، تصل نسبة الكحول فيه إلى 40%. وشملت المشروبات كذلك مشروب Myunchun tu-gyun، الذي يحتوي على بتلات نبات الأزاليا والأرز الغلوتيني، وفقاً للمواد الدعائية الخاصة بالمشروب.

ووفقاً لبعض الحضور ممن تحدثوا إلى الإعلام المحلي، قَبِلَ كيم جميع المشروبات الكحولية التي قُدِّمَت له خلال مأدبة العشاء الذي استمر 3 ساعات. وقال أحدهم لصحيفة Dong-a Ilbo: "قَبِل كيم جونغ-أون بسعادة، كل المشروبات التي قُدِّمَت له، وشرب كل الكؤوس عن آخرها".

كيم الإنسان.. هل تفوّق على ترامب بزيارته لكوريا الجنوبية؟

كيم الإنسان الذي يزرع الشجر ويطلق النكات ويربت على الأطفال بحنان … ماذا يحب أن يقول لكيم الدكتاتور الذي يفجر معارضيه بمدافع الطائرات؟ ?في غمرة فرحة العالم بسلوكيات الدكتاتور المفاجئة، يمكننا نسيان كل شيء على ما يبدو ?

Posted by ‎عربي بوست‎ on Saturday, April 28, 2018

لكنَّ الزعيم الكوري الشمالي، الذي أفادت التقارير بأنَّ زوجته انتقدته بشدة لتدخينه بشراهة خلال تناول طعام الغداء الشهر الماضي (مارس/آذار 2018)، ضمن عددٍ من الاجتماعات في بيونغ يانغ عُقِدَت للترتيب لقمة الجمعة 27 أبريل/نيسان 2018، لم يخرج للتدخين سوى مرةٍ واحدة خلال مأدبة العشاء.

خرج كيم للتدخين نحو الساعة الثامنة مساءً، مستخدماً منفضة سجائر وضعها المنظمون الكوريون الجنوبيون له. وهذه كانت المرة الوحيدة التي شوهِدَ فيها كيم وهو يدخِّن خلال القمة.

وأفادت صحيفة Korea Herald، نقلاً عن مسؤولٍ بالقصر الرئاسي: "علمنا أنَّ كيم جونغ-أون مدخنٌ شَرِهٌ. لكنَّنا رأيناه يُحجِم عن التدخين في الأماكن العامة؛ نظراً إلى رمزية القمة بين الكوريتين وعدد المسؤولين من البلدين الحاضرين بالمكان".

يضيف تقرير The Washington Post: "لحُسن الحظ، لم يُصَب أحدهم بأي دوارٍ أو صداع في اليوم التالي بسبب هذه المشروبات".

كيم "الإنسان" قال نكاتاً وربَّت على الأطفال بحنان ومارس أرقى سلوكيات الود

ومنذ وصوله دقَّق الكوريون الجنوبيون في كلِّ تفصيل تَرَافق مع القمة التاريخية التي عُقدت في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، مذهولين من التصرفات الودية غير المسبوقة التي بدرت من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وكان ظهور كيم العلني الذي بُثَّ على الهواء مباشرة أمام الملايين في كوريا الجنوبية، مناسبةً أتاحت لهم رؤية هذا الشخص المستبد المُهاب الجانب عن كثب.

ولَطَالما نظر إليه الكوريون الجنوبيون والعالم بأسره بمزيج من السخرية والخوف، حيث اعتادوا على مشاهدته وهو يشرف على عمليات إطلاق الصواريخ والعروض العسكرية. لكن كيم الذي ظهر إلى العالم الجمعة كان مختلفاً للغاية.

ابتسم مراراً

ومارس الزعيم الكوري الشمالي، وهو في الثلاثينيات من عمره أرقى سلوكيات الود، حيث ابتسم مراراً وعلَّق بعبارات تحمل روح النكتة، فيما ربَّت على الأطفال بحنان، شأنه شأن أي سياسي في الغرب يسعى للفوز في الانتخابات.

وفي هذا السياق، قال منظم حفلات يبلغ من العمر 24 عاماً، ويدعى شوي هيون-اه، لوكالة فرانس برس "سمعت كيم يقول نكتة، وهو ما جعلني أدرك أنه إنسان أيضاً".

وأظهر كيم لحظات قصيرة من الارتباك والضعف، حيث بدا يلهث قليلاً بعض الوقت، كما واجه بعض الصعوبات أثناء محاولته وضع مجرفة في التراب خلال المراسم الرمزية لغرس شجرة قرب خط الحدود الفاصلة.

 

وأشارت صحيفة "كوريا تايمز" إلى أن كوريا الشمالية "تؤلّه كيم بأسلوب صارم ومعد مسبقاً ومنضبط"، لكن "كل شيء فيه بما في ذلك ملامح وجهه وطريقة مشيه وإيماءاته وصوته وبزته السوداء من طراز "ماو" (نسبة إلى زعيم الحزب الشيوعي الصيني الراحل ماو تسي تونغ)، وتسريحة شعره المميزة، تم نقلها على الهواء مباشرة من قبل وسائل الإعلام العالمية".

وعنونت الصحيفة بالقول، إن "كيم لم يعد ناسكاً"، مضيفة أنه أكد قدرته على "الاستعراض"، عبر دعوته المرتجلة للرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن لعبور الحدود لمدة وجيزة إلى الشطر الشمالي.

 "شخصية كرتونية"

وازدادت ثقة كيم بنفسه سريعاً، حيث أضحك الوفد الكوري الجنوبي أثناء مزاحه عن طبق "النودلز" من بلاده، وكشف عن روح الدعابة في بعض الأحيان فيما بدا جدياً للغاية في أحيان أخرى.

ولمدة 30 دقيقة، تركَّزت عدسات الكاميرات على كيم لدى حديثه مع مون أثناء تناولهما كوباً من الشاي في الهواء الطلق في الغابات، بالمنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بلديهما.

ولم يكن من الممكن سماع كلمة واحدة باستثناء أصوات العصافير على الأشجار في المنطقة. ومع ذلك، كان لا بد من متابعة المشهد، حيث بدا كيم يستمع باهتمام شديد لنظيره الأكبر سناً، ويهز رأسه، ويقوم بإيماءات صغيرة بين فينة وأخرى.

وقامت صحيفة "كوريا هيرالد" حتى بفحص كتابة كيم على سجل الزوار، بغية تحليل خط يده، الذي يحاكي كجوانب أخرى من شخصيته العامة، خط جده وسلفه مؤسس كوريا الشمالية الراحل كيم إيل سونغ.   

وأعلن خبير في الخط أن لدى كيم "شخصية سريعة الانفعال وأنانية"، مشيراً إلى أنه كان "متحمساً ومبتهجاً بشكل كبير عندما كتب الرسالة".

وحتى صوته الخشن لاقى إعجاباً من قبل كثيرين.

وقالت كيم كيونغ-اه، وهي أم في سيول تبلغ من العمر 32 عاماً "كان سماع صوت كيم جونغ-أون على التلفاز أمراً غريباً جداً".

وقالت لصحيفة "كوريا هيرالد"، "أعني لَطَالما علمت أنه موجود. لكن اليوم كانت المرة الأولى التي أشعر فيها أن كيم جونغ أون شخص حقيقي".

وأضافت "حتى اليوم، لطالما شعرت وكأن كيم شخصية كرتونية. كانت مشاهدته يتحدث عن أمور عادية كالنودلز الباردة لا الأسلحة النووية والحروب أمراً مريحاً".

 "جميلة بطبيعتها"

وأعجب الكوريون الجنوبيون كذلك بزوجة كيم، ري سول جو، وشقيقته ذات النفوذ كيم يو جونغ، التي قضت معظم اليوم إلى جانب شقيقها.

وانطبعت ابتسامة عريضة على وجه شقيقة كيم التي كانت مبعوثته إلى الألعاب الأولمبية الشتوية، التي جرت في الشطر الجنوبي، في فبراير/شباط، لدى لقائها مون، حيث كشف مسؤولون لاحقاً أنها احمرّ وجهها خجلاً عندما قال لها الرئيس الكوري الجنوبي إنها أصبحت شخصية مشهورة.

وتصدَّرت ري مواضيع البحث على الإنترنت في كوريا الشمالية، حيث وصفها المستخدمون بأنها "جميلة بطبيعتها"، مشيرين إلى أنها "متواضعة وحسنة السلوك" و"رشيقة".

لكن هناك مَن لم تغرهم الابتسامات والعناق، في وقت تتهم كوريا الشمالية بلائحة طويلة من الانتهاكات الحقوقية.

وقال رئيس إحدى المجموعات المناهضة لكوريا الشمالية، التي احتجَّت على قمة الجمعة مين جونغ-هونغ، إن على سيول عدم الانخراط مع بيونغ يانغ، التي "تواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تشمل القتل والتعذيب والسجن".

 

تحميل المزيد