بومبيو تعلم الدرس الذي تعرض له نائب ترمب، فتجنب الفلسطينيين بزيارته، لكن ذلك علامة مشؤومة لعملية السلام

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/30 الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/30 الساعة 09:45 بتوقيت غرينتش
CIA Director Mike Pompeo, President Donald Trump's nominee to be Secretary of State, leaves a meeting with Sen. Mark Warner (D-VA) on Capitol Hill in Washington, U.S., April 18, 2018. REUTERS/Aaron P. Bernstein

وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى إسرائيل، الأحد 29 أبريل/نيسان 2018، وسط أسوأ أزمة في العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات، ولكنه لم يقابل مسؤولاً فلسطينياً واحداً ولم يذكر أحدهم بصفة علنية سوى مرة واحدة.

 وقد اعتبر الدبلوماسيون الأميركيون أنفسهم وسطاء بين الجانبين على مدار عقود؛ وكان وزراء الخارجية الأميركية يلتقون الممثلين الفلسطينيين خلال جولاتهم. وحينما تدهورت العلاقات بين الطرفين، سعت الولايات المتحدة إلى تقريب وجهات النظر.

 ولكن، وبحسب صحيفة The New York Times الأميركية، فإن إدارة ترمب  لم تعد تسعى وراء ذلك، فلم يتصل أحد من وزارة الخارجية بالزعماء الفلسطينيين لطلب لقاء بومبيو، بحسب ما ذكره مسؤولون فلسطينيون.

 وتعتقد الصحيفة الأميركية أن ذلك يرجع إلى أن الأميركيين يعرفون أن الرد سيكون بالرفض.

 وقطع الزعماء الفلسطينيون كافة الاتصالات السياسية بإدارة ترمب، وذلك بسبب غضبهم من قرار الرئيس الأميركي في ديسمبر/كانون الأول حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما يمهد الطريق أمام الولايات المتحدة لنقل سفارتها من تل أبيب إلى المدينة المقدسة المتنازع عليها.

 وترى القيادة الفلسطينية أن واشنطن لم تعد وسيطاً أميناً في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وأنه لا يوجد شيء لمناقشته معهم، فمواقف الطاقم الأميركي تتساوق مع اليمين الإسرائيلي المتشدد، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية.

زيارة تحمل الشؤم لعملية السلام

وفي تعليق له يوم الأحد في تل أبيب أثناء وقوفه إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ذكر بومبيو أن حدود القدس ينبغي أن تظل موضع مفاوضات بين الطرفين. وقال: "نظل ملتزمين بتحقيق السلام الدائم والشامل الذي يوفر مستقبلاً أكثر إشراقاً لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".

ومع ذلك، لم يتم ذكر الاحتجاجات المتصاعدة على امتداد الحدود بين غزة وإسرائيل – والتي أدت إلى إصابة المئات ووفاة 46 فلسطينياً واجتذاب تعاطف عالمي مع القضية الفلسطينية.

وذكر دانيال شابيرو، السفير الأميركي إلى إسرائيل خلال إدارة أوباما: "عدم إجراء أي اجتماع في رام الله خلال زيارته الأولى يعد علامة مشؤومة بشأن إمكانيات تحقيق أي تقدم أو حتى حوار مع الفلسطينيين".

ونقلت الصحيفة الأميركية عن آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأميركي السابق في الشرق الأوسط، قوله إن تجاهل بومبيو للفلسطينيين "يشير على أقل تقدير إلى عدم الاكتراث بالانفجار الإسرائيلي الفلسطيني المتصاعد وعدم قدرة أو رغبة الولايات المتحدة في التأثير على مسار الأحداث".

إيران عنوان زيارة بومبيو

وبدلاً من مناقشة القضية الفلسطينية، تمثلت الرسالة الرئيسية التي حملها بومبيو خلال جولته بالمنطقة بإدانة إيران، حيث من المتوقع أن ينسحب ترمب خلال أسبوعين من الاتفاق النووي معها، والذي يعتبره "أسوأ الاتفاقات على الإطلاق".

والتقى الوزير الجديد بالزعماء السعوديين يوم السبت وصباح الأحد واتفق الجميع على كون إيران قوة تعمل على زعزعة استقرار المنطقة. والتقى مساء الأحد بنتنياهو، الذي شارك بومبيو في انتقاد إيران.

وذكر بومبيو أثناء وقوفه إلى جانب نتنياهو: "نظل نشعر بالقلق البالغ حول التصعيد الخطير لتهديدات إيران تجاه إسرائيل والمنطقة ولا تزال طموحات إيران للسيطرة على الشرق الأوسط قائمة. وتقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في هذا الصراع. ونحن ندعم بقوة حق إسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها".

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، قال بومبيو: "أعلن الرئيس ترمب بوضوح أن هذا الاتفاق معيب للغاية.. لقد قام بتوجيه الإدارة بمحاولة إصلاح ذلك الأمر. وإذا لم نستطع ذلك، سوف ينسحب من الاتفاق بصورة مباشرة".

واتفق معه نتنياهو في الرأي. وقال "سيدي الوزير، أعتقد أن أكبر المخاطر التي تهدد العالم وتهدد دولتينا – وكافة البلدان – هو التزاوج بين الإسلام المتطرف والأسلحة النووية، وخاصة محاولة إيران الحصول على أسلحة نووية".

ويتفق مسؤولو الولايات المتحدة والمفتشون الدوليون على التزام إيران بالاتفاق النووي، الذي قيد قدرة الدولة إلى حد كبير على امتلاك الأسلحة النووية. وذكر مسؤولون إيرانيون أن بلادهم قد تعيد بدء تنفيذ برنامجها النووي إذا ما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وفي 14 مايوأيار، وبمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس دولة إسرائيل، سوف تفتتح الولايات المتحدة سفارتها في القدس رسمياً؛ ومن المتوقع أن تحضر مجموعة من كبار المسؤولين الأميركيين. وأشار ترمب ذاته إلى إمكانية حضوره.

ومع ذلك، يتزامن ذلك الافتتاح أيضاً مع الموعد الذي من المتوقع أن تبلغ خلاله الاحتجاجات الفلسطينية ذروتها في ذكرى النكبة الفلسطينية، حينما تم طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم وأصبحوا لاجئين خلال الأعمال العدائية التي صاحبت تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.

وكان أول مسؤول أميركي يشعر بغضب الفلسطينيين بشأن قرار القدس هو نائب الرئيس مايك بنس، الذي أرجأ زيارته المتوقعة خلال عطلات الكريسماس بعد أن رفض العديد من الزعماء المسيحيين بالمنطقة مقابلته. وحينما أجرى زيارته في النهاية خلال يناير/كانون الثاني، قاطعته السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس.

ونظراً لعدم اتخاذ أي إجراءات لتهدئة الفلسطينيين في غضون ذلك، فقد توقع بومبيو أن يلقى نفس المعاملة.

وقال نبيل شعث، مستشار عباس لشؤون العلاقات الدولية "رفضنا مقابلة بنس مرتين". وأضاف "لقد أعلننا موقفنا ونحن لا نقبل أي دور أميركي في السيطرة من جانب واحد على عملية السلام. ونرى أنه لا علاقة لترامب بالعملية، سواء أعلن عن الاتفاق أم لم يعلن".

ومن المقرر أن يعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وهو الهيئة التشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اجتماعه الرسمي الأول خلال تسع سنوات يوم الإثنين..

وترى الصحيفة الأميركية أنه إذا كان لدى بومبيو استراتيجية لتقريب وجهات النظر، ما كان سيجد توقيتاً أفضل للتحدث مع قيادة الحركة.

 

علامات: