أبو الغيط قالها بكل صراحة بحضور السيسي وكشف لأول مرّة معلومات عن مساعي “تبادل أراضٍ” مع مصر لحل القضية الفلسطينية

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/28 الساعة 13:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/28 الساعة 15:04 بتوقيت غرينتش

كشف الأمين العام للجامعة العربية، السبت 28 أبريل/نيسان، عن وجود مساعٍ سابقة (لم يحدد تفاصيلها)، تكرَّرت على مدار 4 سنوات، لتبادل أراضٍ مع بلاده.

وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير خارجية مصر الأسبق، أحمد أبو الغيط، على هامش ندوة للجيش، عقدت شرقي القاهرة، بمناسبة عيد تحرير سيناء، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 وقال أبو الغيط: إن هناك "بعض الأوهام التي صدرت ابتداءً من 2003 وصولاً إلى 2006، وكنت شاهداً على ذلك عندما كنت وزيراً للخارجية (2004- 2011)، يقولون اجعلونا (لم يسم المتحدثين) نتبادل معكم أراضي"، دون تفاصيل أكثر.

 وأضاف "وبكثير من السخرية كنا نتلقَّى هذه التقارير المسرَّبة عن الرغبة في تبادل أراضٍ (لم يحددها) مع مصر، ولا أقول عروضاً".

ورغم عدم تحديده لتلك الأراضي أو الجهات الطالبة، فإن أبو الغيط أردف متحدثاً عن سيناء قائلاً: "سوف تبقى سيناء أرضاً مصرية لكل أبناء مصر".

علم مصر لن ينزل عن سيناء

 وشدَّد في كلمته على أن علم مصر لن ينزل عن سيناء "لا أقول لألف عام ولكن أبد الدهر".

 يشار إلى أن وزير خارجية مصر الحالي، سامح شكري، رفض في تصريح متلفز، نهاية 2017، تصريحات إسرائيلية رسمية، اعتبرت "سيناء أفضل مكان لدولة فلسطينية".

 كما نفى "شكري"، في تصريحات سابقة، أن تكون "صفقة القرن" التي يدور الحديث عن طرحها أميركياً وقبولها عربياً لتسوية القضية الفلسطينية؛ تتضمن التنازل عن أراضٍ مصرية.

 مسؤولون أميركيون يؤكدون "الخطة"

 رغم نفي المسؤول المصري أن تكون ما تسمى بـ"صفقة القرن" تقضي بمنح جزء من الأراضي المصرية بسيناء إلى الفلسطينيين، إلا أن جريدة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت في وقت سابق أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من إدارة أوباما أواخر 2014، النظر في خطة تدمج فيها إسرائيل أجزاءً كبيرة من الضفة الغربية، على أن يحصل الفلسطينيون في المقابل على أرض شمالي سيناء في مصر.

 وبحسب الصحيفة، فإن 4 مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، وكانوا على علم مباشر بالمحادثات، قالوا "إن نتنياهو أثار هذه الفكرة مع أوباما ووزير خارجيته جون كيري في عدة مناسبات".

 وحسب "هآرتس" فإن نتنياهو أبلغهما بأنه من الممكن إقناع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقبول تلك الفكرة، إلا أن إدارة أوباما سمعت مباشرة من مصر رفضها مثل هذه الفكرة، كما خلصت إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا بذلك.

 وأشار المسؤولون إلى أن فكرة نتنياهو لم تكن إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلاً من الضفة الغربية، كما اقترح بعض المسؤولين الإسرائيليين في السنوات الأخيرة، بل إقامة دولة فلسطينية في بعض أنحاء الضفة الغربية، و"تعوض" الفلسطينيين عن التوسع الإسرائيلي الكبير في المستوطنات، عن طريق ربط الأراضي في شمال سيناء بغزة، وفقاً للصحيفة.

"صفقة القرن" تعود إلى الواجهة

 وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت، منتصف مارس/آذار الماضي أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عرض خطةً مشابهة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماع في الرياض، كما كتب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معاريف، أن خطة فريق جاريد كوشنر ستعمل على إجراء مبادلات للأراضي في سيناء، وفقاً لـ"هآرتس".

 لكن البيت الأبيض نفى هذه التقارير، ووصفها بأنها "مزيج من التناقض والهراء المطلق، البعيد عن المحتوى الحقيقى للخطة"، وأكدت إدارة ترامب أن خطتها "ستفيد الإسرائيليين والفلسطينيين، وسيتم الكشف عنها في الوقت المناسب". كما نفت المملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية تقرير الصحيفة عن مبادلة الأراضي القائمة على سيناء.

 وكشفت مصادر دبلوماسية غربية، أن الإدارة الأميركية بعثت إلى الرئاسة الفلسطينية بمبادرة سلام "معدلة"، فيما تحاول دولة عربية بإقناعه بقبولها.

وبحسب ما نقلته صحيفة "الحياة" عن المصادر، تنص المبادرة على عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التفاوض على قضايا الحل النهائي، وترك ملف القدس إلى المرحلة النهائية، إلا أن مسؤولاً فلسطينياً أكد أن الرئيس محمود عباس رفض الصيغة المعدلة، مشدداً على أنه يرفض أي إرجاء لقضية القدس.

وذكرت المصادر أن الجانب الأميركي أوصل الأفكار الجديدة إلى الرئيس الفلسطيني عبر دولتين عربيتين، موضحة أن إدارة الرئيس دونالد ترمب أبلغته بأنه ليس لديها أي موقف مسبق بشأن حدود القدس، بل تترك للطرفين فرصة الاتفاق في هذا الشأن.

وجاء في الرسالة أن "الإدارة تُدرك صعوبة الاتفاق على القدس، لذلك فإنها تفضّل تأجيل فتح هذا الملف، والشروع فوراً في التفاوض على القضايا الأخرى، وبعد الاتفاق عليها يتم التفاوض على القدس".

ونصحت إحدى الدول العربية عباس بقبول العرض، واعتبرته متقدماً عن العرض السابق، وفقاً للصحيفة، لكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا لـ"الحياة" رفض عباس التعديلات الجديدة في الخطة الأميركية (صفقة القرن).

وقال مسؤول فلسطيني: "الرئيس يرفض أي استثناء أو تأجيل لملف القدس من أي عملية سياسية"، مضيفاً: "ندرك أن الخطة ترمي إلى استخدام الفلسطينيين جسراً للوصول إلى الدول العربية، وفي النهاية لن يُقدم أي حلول جدية للقضية الفلسطينية".

وفي السياق ذاته، كانت تقارير إعلامية ذكرت أن مسؤولين سعوديين تسلموا نسخة من "صفقة القرن" التي أعدَّتها الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، غير أنها لم تنشر بعد رسمياً.

وزعمت التقارير علم الجانب الفلسطيني بتفاصيل "الصفقة" بالكامل، وعلقت السلطة بقولها: "لن تجد فلسطينياً واحداً يقبل بهذه الصفقة"، بحسب ما صرح به مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه.

علامات:
تحميل المزيد