ساعدوه بالتبرعات فرد عليهم بالذبح.. قصة “جزار النبك” الرجل الثاني في سوريا المدعوم من إيران

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/26 الساعة 13:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/26 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش

لقي حيدر نعمة، الرجل الثاني في ميليشيات ذو الفقار العراقية، المدعومة من إيران، مصرعه خلال المعارك الدائرة في مخيم اليرموك، يوم أمس الأربعاء 25 أبريل/نيسان الجاري، وتشن هذه العمليات العسكرية الواسعة بقيادة قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية المعاونة له، على أحياء جنوبي العاصمة السورية دمشق.

ورغم نعي وسائل إعلامية تدعم النظام السوري نعمة، الشهير بـ"أبو شهد الجبوري"، فإن مصادر مقربة من الميليشيات الإيرانية نفت مقتله، وادَّعت تعرضه لإصابات في المعارك الدائرة، نُقل في إثرها إلى المستشفى، بينما على الجانب الآخر أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن مقتله.

وقد انضم الجبوري إلى صفوف ميليشيات ذو الفقار منذ دخولها الأراضي السورية، وشارك في العديد من المعارك إلى جانب قوات النظام السوري، وبالأخص في مناطق وسط وجنوبي سوريا، كما عُرف عنه تعذيبه للمدنيين بتكسير أطرافهم وتقطيعها، ونُشر عام 2013 مقطع مُصور يظهر فيه وهو يعتقل رجلاً مسناً ويعذبه حتى الموت.

سكن في حي باب عمرو بحمص وارتكب فيه أول المجازر

 

يُخفي أبو شهد الجبوري وراءه قصة مثيرة، نشرها الناشط الإعلامي السوري أبو المعتصم الحمصي على حسابه في  فيسبوك، أكد فيها أن الجبوري من الطائفة الشيعية في العراق، وقد هرب إلى سوريا عند دخول القوات الأميركية بغداد، وسكن مع أسرته المكونة من ثلاث بنات صغار وزوجته في حي بابا عمرو بمدينة حمص، وكان يتظاهر أمام سكان الحي بمعاناته من أمراض عديدة حتى لا يعمل، مما أدى لكسبه تعاطفهم فأسكنوه في منزل مكون من غرفتين، وكانوا يقدمون له الطعام، كما خصَّصوا له راتباً شهرياً وأثَّثوا منزله، وكان كل ذلك على نفقة أهل حارته.

لكن ذلك لم يمنعه من المشاركة في عملية الهجوم على حي بابا عمرو، التي بدأت بقيادة قوات النظام السوري، في 3 فبراير/شباط عام 2012، وتعد تلك العملية نقلةً نوعية في مواجهة الثورة السورية؛ إذ اعتمدت قوات النظام للمرة الأولى على قصف الحي براجمات الصواريخ.

واستمرت بعد ذلك عملية الحصار وتضييق الخناق على سكان الحي، وصاحبتها مفاوضات فاشلة لإخراج المدنيين، وكانت النتيجة حدوث مجزرة بدأت بدخول قوات النظام إلى حي بابا عمرو، صباح الأول من مارس/آذار، وانطلقت الميليشيات بعدها في التصفية الوحشية والانتقام من المدنيين، وارتكبت مجزرة في حق أكبر عائلات الحي المناصرة للثورة، وهي عائلة "آل صبوح"، فأعدمت منهم 32 شخصاً بينهم نساء وعجائز، قُتلوا بطرق متعددة مثل إطلاق النار بشكل مباشر، أو كسر الرأس بأداة حادة، وكذلك الحرق حتى الموت.

تمثَّل دور الميليشيات في مجزرة بابا عمرو في الدخول بعد اقتحام الجيش للحي لتصفية المدنيين؛ لأن الجيش النظامي وقتها كان لا يزال به ضباط وعناصر ترفض ذلك.

يُعرف بجزار النبك أيضاً

من ضمن الألقاب التي لُقب بها أبو شهد الجبوري لقب جزار النبك، نسبة للمجازر التي ارتُكبت بقيادته لميليشيا ذو الفقار في مدينة النبك السورية، الواقعة في ريف دمشق، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2013، واحتجزت فيها أكثر من 50 طفلاً وامرأة، أغلبهم نزحوا من حمص، وقتلتهم بشكل جماعي بحرق أجسادهم وتقطيع بعضها.

اتهم الائتلاف الوطني السوري نظام الأسد وحلفاءه من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني بارتكاب تلك المجزرة المروعة في النبك، مؤكداً أن عشرات المدنيين ذبحوا وأحرقوا فيها، فقد أكد ناشطون اكتشاف 30 جثة لمدنيين، بينهم أطفال في ملجأ بحي الفتاح، الذي كان خاضعاً لسيطرة القوات النظامية المدعومة بمقاتلين من حزب الله، ولواء "ذي الفقار" الشيعي.

علامات:
تحميل المزيد