New York Tımes تكشف أسباب اغتيال إسرائيل فادي البطش في ماليزيا.. العملية كانت بتكليف من رئيس الموساد شخصياً

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/26 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/26 الساعة 20:06 بتوقيت غرينتش
Members of Palestinian Hamas security forces carry a coffin containing the body of Palestinian engineering lecturer Fadi al-Batsh, who was shot dead in Malaysia, in the southern Gaza Strip April 26, 2018. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريراً استعرضت فيه بعض الدوافع التي ربما كانت سبباً مباشراً في اغتيال فادي البطش، المُحاضر بالهندسة الكهربية.  

واغتيل الأكاديمي الفلسطيني في 21 أبريل/نيسان 2018، بإطلاق 14 رصاصة عليه، في أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، لأداء صلاة الفجر.  

وتقول الصحيفة الأميركية إن مسؤولين استخباراتيين وصفوا "البطش" بأنَّه خبيرٌ تكنولوجي يعمل لصالح الجناح المُسلَّح لحركة "حماس" الموجودة في غزة، وأن هذا هو سبب تعرضه لهذا الهجوم.

كانت جزءاً من عملية أوسع

وتقول الصحيفة الأميركية إن مسؤولي استخبارات بالشرق الأوسط، قالوا إنَّ عملية الاغتيال كانت جزءاً من عمليةٍ أوسع، أَمَر بها مدير "الموساد"، يوسي كوهين، لتفكيك مشروع تابع لـ"حماس" يُرسِل أنجب علماء ومهندسي غزة إلى الخارج لجمع المعرفة ومخططات الأسلحة لمحاربة إسرائيل.

ووصل إلى قطاع غزة، مساء اليوم الخميس 26 أبريل/ نيسان 2018 جثمان البطش، عبر معبر رفح البري، برفقة زوجته وأطفاله.

وحمّل خليل الحية، عضو المكتب السياسي، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسرائيل المسؤولية عن اغتيال الباحث الفلسطيني.

وقال الحية، خلال مراسم استقبال "البطش" " نقول للعدو (إسرائيل) وقاتلي الشهيد فادي، لن تفلتوه من العقاب".

وقال المسؤولون الاستخباراتيون، الذين تحدَّثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم؛ حتى يتسنّى لهم الحديث عن برنامجٍ سري كهذا، إنَّ "البطش"، الذي أسهم عام 2013 في كتابة ورقة عن تطبيقات الطائرات دون طيار، أُرسِل إلى هناك للبحث في أنظمة الأسلحة والطائرات دون طيار والحصول عليها لتستخدمها "حماس".

وقال المسؤولون إنَّ "الموساد" يهتم بصورةٍ خاصة، بالتقدم الذي تحرزه "حماس" في الطائرات من دون طيار والغواصات، التي قد تُستخدَم لمهاجمة أهدافٍ إسرائيلية على نحوٍ أكثر فاعلية من الصواريخ التي استخدمتها "حماس" في حروبها الأخيرة مع إسرائيل.

"ماليزيا مكان مثالي"

ونأت إسرائيل بنفسها عن المزاعم حول مسؤوليتها عن مصرع "البطش". وحمِّل وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، المسؤولية للمنافسات الداخلية ضمن القيادة الفلسطينية.

وقال المسؤولون الاستخباراتيون إنَّ "حماس" بدأت في السنوات الأخيرة تنظر إلى ماليزيا باعتبارها مكاناً مثالياً لاحتضان طموحاتها البحثية.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فقد أُرسل فلسطينيون في 2010 إلى ماليزيا للتدريب على القفز بالمظلات باعتباره وسيلةً محتملة لشن الهجمات، وفقاً لبيانٍ من "الموساد". ونفى المسؤولون الماليزيون أي انخراطٍ في مثل هذا المخطط.
وتزعم "نيويورك تايمز" أنه في اليوم الذي قُتِل فيه "البطش"، كان من المفترض أن يسافر إلى إسطنبول لحضور مؤتمرٍ أكاديمي، لكنَّ أحد المسؤولين الاستخباراتيين من الشرق الأوسط قال -بحسب الصحيفة- إنَّ "البطش" كان من المقرر أن يلتقي قائد الوحدة ماهر صلاح عند وصوله إلى تركيا.

وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين استخباراتيين من الغرب والشرق الأوسط قالوا إنَّ "البطش" ربما كان منخرطاً في مفاوضاتٍ بخصوص صفقات سلاح كورية شمالية عبر ماليزيا.

وقالوا إنَّ مصر صادرت مؤخراً شحنة لمكونات اتصالات كورية شمالية تُستخدَم لتوجيه الذخيرة، كانت في طريقها إلى غزة. وقال أحد المسؤولين الاستخباراتيين إنَّ "البطش" ساعد في التوسط بالصفقة.

ومع أنَّ مثل هذه الأسلحة تخضع للعقوبات الدولية، قالت الأمم المتحدة في تقريرٍ لها العام الماضي (2017)، إنَّ شركةً صورية يديرها جهاز الاستخبارات الكوري الشمالي كانت تبيع أنظمة اتصالات ذات استخدامات عسكرية انطلاقاً من ماليزيا.

رفض المسؤولون الماليزيون هذا التقرير. وهذا الأسبوع، لم يُعلِّق المسؤولون هناك على ادعاءات بأنَّ "البطش" كان يجري أبحاثاً على أنظمة أسلحة أو يحاول شراءها.

واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير قطاع غزة، جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال "البطش"، الذي قالوا إنه من أعضاء الحركة. ونفت إسرائيل الاتهام.

ووُجهت اتهامات للموساد بتنفيذ عدد من عمليات الاغتيال لشخصيات كبيرة، بينهم فلسطينيون في مناطق مختلفة من العالم. وتنفي إسرائيل دوماً الاتهامات.

و"البطش" ليس أول مهندس مرتبط بـ"حماس" يُستهدَف في الخارج.

و"الموساد" متَّهم بقتل محمود المبحوح، القائد العسكري في "حماس"، بغرفته في فندق بدبي في 2010. وفي 2016، ألقت "حماس" باللوم على "الموساد" في قتل التونسي محمد الزواري، قالت إنه أحد خبراء الحركة في مجال الطائرات التي تعمل من دون طيار.

من هو "البطش"؟

وُلد "البطش" في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وهو متزوج وأب لـ3 أطفال. وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية بغزة أواخر عام 2009، وعقب ذلك تمكن من الحصول على قبول الدكتوراه من جامعة "مالايا" الماليزية. بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وتحقيقه إنجازات علمية، سرعان ما حصل على منحة خزانة الحكومية (Yayasan Khazanah 2016) كأول عربي، وهي الأولى في ماليزيا من حيث جودة المنحة ومن أفضل الجوائز العالمية.

وأعدَّ الفلسطيني فادي، خلال دراسته الدكتوراه في منحة الخزانة، بحثاً حول رفع كفاءة شبكات نقل الطاقة الكهربائية باستخدام تكنولوجيا إلكترونيات القوى. ونجح فعلياً في ابتكار جهاز يعتمد تصميمه على تكنولوجيا إلكترونيات القوى؛ ومن ثم توصيله بشبكة نقل الطاقة الكهربائية وتحسين كفاءة الشبكة بنسبة تصل لــ18%.

ويحقق البحث، في حال تطبيق فكرته، عدة فوائد؛ أهمها تقليل الفقد في الطاقة (Power Losses) الذي ينتج عن عملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات توليد الطاقة الكهربائية عبر خطوط النقل إلى المستهلكين، إلى جانب تحسين كفاءة شبكة نقل الكهرباء عموماً.

كما حقق "البطش" إنجازات أكاديمية أخرى، منها نشر 18 بحثاً محكماً بمجلات عالمية، والمشاركة في أبحاث علمية محكمة بمؤتمرات دولية عُقدت في عدة دول، والحصول على جائزة أفضل بحث بمؤتمر (Saudi Arabia Smart Grid conference SASG – 2014) والذي عُقد في السعودية.

 

علامات:
تحميل المزيد