انتخابات لبنان: “شبعنا حكي” الشيعية تنافس حزب الله، والحريري يطلق تطبيقاً لصور السيلفي!

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/26 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/26 الساعة 13:38 بتوقيت غرينتش

لم يتبقَّ سوى أسبوعان على موعد الاستحقاق الانتخابي في لبنان والمزمع عقده في 6 مايو/أيار 2018. ومع اقتراب الموعد، احتدمت المنافسة وبدأت تأخذ طابعاً عنيفاً بين المرشحين على 128 مقعداً في البرلمان اللبناني، وسط تبادل الاتهامات بين المتنافسين بعمليات اعتداء بالضرب لمرشحين وضغوطات تمارسها السلطة على المعارضين، فضلاً عن رشاوى بالمال.

9 سنوات مرت على آخر انتخابات شهدها لبنان بعد تمديد ولاية المجلس 4 أعوام، إذ بدت الرغبة كبيرة عند المرشحين في اقتحام قبة البرلمان اللبناني في ظل قانون انتخابي جديد يعتمد النسبية لأول مرة، الأمر الذي فتح شهية المئات للترشح، لا سيما أن هذا القانون -ووفق وزير الداخلية اللبناني السابق مروان شربل- سيتيح المجال أمام مرشحين غير حزبيين للفوز في هذه الانتخابات.

المجلس النيابي اللبناني، الموزع مناصفةً بين المسلمين والمسيحيين، تسيطر عليه أحزاب سياسية، معظمها ذات خلفيات طائفية أو مذهبية، لم يسجِّل في السنوات الماضية تمثيلاً للمجتمع المدني أو مستقلين بما يخلق توازناً داخل المجلس النيابي، ومن هذه الأحزاب من يتبع لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فضلاً عن حزب الله وأحزاب أخرى.

وخلال التحضيرات للانتخابات، برزت لافتات ترفع شعار المجتمع المدني وقوى التغيير، وهذه اللافتات تنتشر في معظم المناطق اللبنانية، ومنها المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، الذي يحتفظ مع شريكته، حركة أمل التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، بغالبية المقاعد النيابية من حصة الشيعة.

هذه الحصرية لحزب الله وحركة أمل لم تُكسر منذ سنوات بفعل قانون الأكثرية الذي كان معتمداً في لبنان، ولكن مع وجود القانون النسبي باتت المواجهة مع هاتين القوتين أسهل بالنسبة للمرشحين الشيعة غير الحزبيين.

ضغوطات لإثناء المعارضين

معلومات كثيرة ترددت بدايةً عن ضغوطات مارسها حزب الله على وجه الخصوص، لمنع المرشحين من طائفته من تشكيل لوائح أو حتى التقدم بطلبات ترشيح، لكن بقيت هذه الأمور غير موثقة، قبل حادث الاعتداء الذي تعرَّض له الصحفي علي الأمين (رئيس تحرير موقع جنوبية الإخباري)، إذ اشتكى لدى الشرطة اللبنانية بأنه تعرض للضرب على أيدي شبان يتبعون لحزب الله، اعترضوا طريقه خلال قيامه برفع صوره في بلدته الجنوبية.

ويقول الأمين لـ"عربي بوست"، وهو يرأس "لائحة شبعنا حكي" في دائرة الجنوب الثالثة: "لقد تلقيت تحذيرات من جهات غير معروفة، من رفع صوري في بلدتي شقرا، وخشية تعرُّض أي شخص معي لأذى، قررت شخصياً أن أقوم برفع صوري في البلدة. وخلال وجودي بصحبة شخص فقط كان معي، تقدم شاب مني وطلب عدم رفع الصور، وعندما سألته بأي صفة يتحدث معي أبلغني أنه من عناصر حزب الله".

وأضاف: "واصلت العمل على رفع الصور ولم ألتفت إليه، علماً أنه كان يوجِّه لي الانتقادات والاتهامات بأني عميل للسفارات الأجنبية، وفجأة وصل نحو 30 شاباً، وطلبوا مني المغادرة وتهجّموا عليّ بالضرب والسباب، وكانوا يحاولون دفعي لمغادرة البلدة؛ لكي يقال إن المرشحين المعارضين لحزب الله لا توجد بيئة تحضنهم".

وتابع: "تقدمت بشكوى ضد 7 أشخاص وضد حزب الله، ولكن على ما يبدو فإن السلطة تدور في الفلك نفسه، ورغم استدعاء هؤلاء الأشخاص، فإنه -للأسف- تم تحويل القضية على أنها شجار، ولم يأخذ بعين الاعتبار أني مرشح وتعرضت للاعتداء".

هذا الاعتداء الذي تعرض له الأمين، كان سبقته اعتداءات أخرى تعرض لها مرشحون في الدائرة الثانية بالعاصمة بيروت من قِبل مناصرين لتيار المستقبل، الذي يرأسه رئيس حكومة لبنان سعد الحريري.

وليست الاعتداءات وحدها ما يرفع من وتيرة المنافسة الانتخابية، فهناك تدخلات السلطة اللبنانية عبر أجهزتها الأمنية ومؤسساتها المدنية، إذ كان المرشح على لائحة "العزم" في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، توفيق سلطان، تحدث عن ضغوطات تُمارسها السلطة، وطالب هيئة الإشراف على الانتخابات بضرورة التحرك وتوثيق تلك الانتهاكات، كما طالب بأن تكون هناك جهات محايدة تشرف على هذه الانتخابات، خصوصا أن الحكومة اللبنانية، بشخص رئيسها الحريري ومعظم الوزراء، هم من المرشحين، ومن بينهم وزير الداخلية نهاد المشنوق.

وكانت ممثلة المجتمع المدني في هيئة الإشراف على الانتخابات، سيلفانا اللقيس، قدمت استقالتها قبل أسبوع ؛ احتجاجاً على ما قالت إنه شهادة زور على عجز هيئة الإشراف على الانتخابات عن أداء مهمتها.

الحريري يطلق تطبيقاً لـ"السيلفي"!

وعلى صعيد آخر من المشهد اللبناني، أطلق رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تطبيقاً يخول له ولمناصريه تحميل صور "السيلفي" التي يلتقطها معهم خلال جولاته في مختلف المناطق.

ويُعرف عن الحريري، (48 عاماً)، الذي يتزعم تيار المستقبل، شغفه بالتقاط صور "السيلفي" في لقاءاته الشعبية وخلال الاجتماعات الرسمية وسفره للمشاركة في مؤتمرات أو لقاءات خارج لبنان. ومن بين الصور التي نشرها مؤخراً، صورة التقطها في باريس وجمعته بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والعاهل المغربي الملك محمد السادس.

و كان الحريري قد نشر صوراً له على حساباته مع طلاب ومناصرين وأطفال ودبلوماسيين مع عبارة "حمِّلوا التطبيق لنتشارك صور السيلفي التي جمعتني فيكم".

ويأتي إطلاق هذا التطبيق في وقت يغرق فيه لبنان بحمى الاستعداد للانتخابات البرلمانية.

ويولي عدد كبير من المرشحين، لا سيما الشباب والوجوه الجديدة، اهتماماً خاصاً بمواقع التواصل الاجتماعي؛ للتوجه الى فئة الشباب والتفاعل معهم، بهدف كسب أصواتهم.

وفي مهرجان نظمه قطاع المرأة في التيار، الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018، في بيروت، توجه الحريري إلى آلاف النساء الحاضرات بالقول: "أنتن 6 ستة آلاف هنا تقريباً، أنا أعِدكن بأمر واحد: إذا عملنا جميعاً بشكل صحيح، فسآخذ سيلفي مع كل واحدة منكن بإذن الله"، داعياً إياهن إلى التصويت بكثافة للوائح تياره.

وأشعل ذلك حماسة المناصرات اللاتي بدأن بالتصفيق والصراخ ابتهاجاً، وأثار الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من التعليقات بين مرحِّبة وأخرى منتقِدةً بشدة وعْدَه لناخباته بالتقاط الصور فيما يغرق البلد في مشكلات اقتصادية وسياسية عدة!

وكتب أحدهم، ويدعى كريم، على موقع فيسبوك: "سيلفي والديون خلفي"، في حين علق عبد الرزاق: "الله يحميك يا ملك السيلفي".

تحميل المزيد