زيارة محمد بن سلمان لعضو بـ”كبار العلماء”.. الترفيه والسلفية هل هي تصالحٌ بين جيلين؟

"أنت والدي يا شيخ".. عبارة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عند زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الشيخ صالح الفوزان عضوَ هيئة كبار العلماء، في إشارة إلى العلاقة بين جيل ولي العهد الشاب وجيل هيئة كبار العلماء وعلماء السلفية الذي ربما لم يرُق له فتح السعودية للترفيه.

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/25 الساعة 19:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/27 الساعة 15:04 بتوقيت غرينتش

 

"أنت والدي يا شيخ".. عبارة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عند زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الشيخ صالح الفوزان عضوَ هيئة كبار العلماء، في إشارة إلى العلاقة بين جيل ولي العهد الشاب الذي يحمل "رؤية السعودية 2030" وما تضمنته من انفتاح في مجالات عدة، منها افتتاح دور للسينما والسماح للمرأة بالقيادة والرياضة وحتى التحول في سياسة المملكة الخارجية، وجيل هيئة كبار العلماء وعلماء السلفية الذي ربما لم يرُق له فتح السعودية للترفيه.

الأمير الشاب قال خلال الزيارة: "الحمد لله على سلامتك يا شيخ، ولا تشوف شر إن شاء الله"، وأضاف: "انتهينا من جلسة مجلس الوزراء، وأخذت الشيخ صالح آل الشيخ لزيارتك قبل أن نغادر إلى جدة"، وأظهر الفيديو الشيخ الفوزان في أثناء ترحيبه بولي العهد ومرافقيه، وطلب من ولي العهد الدخول لمجلسه أولاً، إلا أن الأخير اعتذر عن الدخول قبل الشيخ الفوزان، وقال: "أنت والد لي يا شيخ"، وردَّ الشيخ الفوزان قائلاً: "الله يسلمك ويطول عمرك".

تصالحٌ أم مجرد هدنة؟

ونشر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء 24 أبريل/نيسان 2018، أن زيارة ولي العهد منزل عضو هيئة كبار العلماء تمثل تصالحاً بين الفكر الذي تنتهجه المملكة حالياً، والتيار الديني السلفي الذي سيطر على المملكة منذ عام 1979، وعزلَ السعودية عن العالم الخارجي، وبقيت دولة تُحرم فيها المرأة من الانخراط في الحياة السياسية وحتى الاجتماعية، فلا تسافر إلا بمَحرم ولا تستخرج هويةً إلا بموافقة ولي الأمر.

وغرد الشيخ صالح المغماسي، عضو هيئة كبار العلماء، في حسابه على تويتر، بأن ولي العهد يُظهر من "المروءة والفضل والسؤدد ما يجعل الناس تتعلّقُ به أكثر وأكثر"، واعتبرها آخرون لفته كريمة وزيارة رائعة من ولي العهد للشيخ صالح الفوزان، مؤكِّدين احترام العلماء وأن زيارتهم والاستنارة بآرائهم هما نهج حكّام هذه البلاد في جميع مراحل الدولة السعودية.

نشطاء التواصل الاجتماعي السعوديين قالوا إن من انعكاسات تأثير الزيارة أن بن سلمان طالب الشيخ صالح الفوزان بإبلاغ السلطات عمن يسبُّون الحكام والعلماء في المجالس إذا لم يمتثلوا للإنكار عليهم، ووصفهم بأنهم من الخوارج، وقد جاء ذلك في رد الفوزان عن سؤال حول الواجب الشرعي على المسلم نحو من يسبُّ الحكام والعلماء في المجالس، وسبق للفوزان أن أكد أن طاعة ولي الأمر واجبة.

وكانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء قد أثنت على جولات ولي العهد، التي وجَّه بها الملك سلمان وشملت مصر؛ وبريطانيا وإيرلندا الشمالية؛ وأميركا، مشيرةً الى أنها "تحقق مصالح المملكة والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، وتمد أواصر الشراكة والصداقة بين دول العالم، وتحقق الاستقرار والازدهار والسلام، ومكافحة التطرّف والإرهاب والقوى التي تهدد الأمن وتنشر الخراب، وفي طليعتها النظام الإيراني".

تخلَّت عن عباءتها القديمة

من جهة أخرى، تُظهر التوجهات الأخيرة لهيئة كبار العلماء، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلتهما تمثل السلطة الدينية في السعودية، تماشيهما مع "رؤية المملكة 2030″، حتى بعد تأسيس الهيئة العامة للترفيه المسؤولة عن تنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لشرائح المجتمع كافة بكل مناطق المملكة، علماً أن برامج الترفيه ورياضة النساء وقيادة المرأة كانت حتى وقت قريب، من التابوهات شبه المحرمة، إلا أن المؤسسة الدينية سرعان ما تقبَّلها بعد إقرارها من الحكومة.

وانتشرت في السابق مقاطع فيديو، بداية تأسيس هيئة الترفيه العام الماضي (2017)، أظهرت استهجان بعض الشيوخ المشهورين تحوُّل المملكة نحو الترفيه والانفتاح؛ لكون السعودية في نظرهم "معروفة بخصوصيتها الإسلامية، باعتبارها تضم أقدس بقاع المسلمين؛ مكة المكرمة والمدينة المنورة"، مشيرةً إلى أن السعودية تخلَّت عن لباسها القديم، فزيارة البطريرك المسيحي اللبناني للسعودية العام الماضي (2017)، ربما فُهمت على أنها بداية عهد جديد للتعايش مع بقية العالم، بعيداً عن التطرف والغلو.

 

تحميل المزيد