رغم تصنيفه ضمن "العناصر الخطرة" التي تهدد الأمن القومي الألماني، إلا أن الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يعيش في ألمانيا على المعونات المالية للدولة الألمانية، بعد الفشل في ترحيله إلى تونس.
أثارت الصحافة الألمانية قضية وجود حارس سابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في ألمانيا، وحصوله على مساعدات حكومية بما يصل إلى ألف يورو شهرياً.
وقال تلفزيون DW الألماني، إن التونسي "سامي. أ" يعيش على المعونات الحكومية بعد فشل ترحيله إلى تونس.
المحكمة تخشى من تعذيبه
وقالت إنه منذ عام 2006 تحاول السلطات ترحيل سامي، وهو الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى بلاده، دون جدوى.
ومنذ عام 2005 يرفض مكتب الأجانب في مدينة بوخوم، وهو المكان الذي يقيم فيه سامي، تمديد الإقامة له، وأصدر بحقه قرار الترحيل. ويصنف اليوم ضمن "العناصر الخطرة"، التي تعرّفها الدولة الألمانية على أنها مصدر خطر محتمل على أمن الدولة.
عملية ترحيل التونسي البالغ من العمر 42 عاماً تمّ تجميدها وفق حكم المحكمة الإدارية العليا عام 2017، وهي أعلى جهة قضائية إدارية في البلاد.
رفْض القضاء الألماني ترحيلَ حارس بن لادن جاء بسبب الخوف من أن يتعرض للتعذيب في تونس، رغم التغيرات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد، وبأنه "لا تتوافر" شروط عملية الترحيل.
ومنذ ذلك الحين، يبقى حارس بن لادن مقيماً في ألمانيا، وعليه الذهاب يومياً إلى مكتب شرطة المدينة للتأكيد على وجوده.
كيف انتشرت القصة؟
أقدم حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حركة شعبوية متطرفة على طلب إحاطة، لمعرفة قدر المساعدات الاجتماعية التي تمنحها له الدولة.
وتم الكشف يوم أمس الثلاثاء 24 أبريل/نيسان، أن الرقم الشهري الذي يحصل عليه هو 1167.48 يورو.
وفي تفاصيل المبلغ، قال الإعلام الألماني، إن سامي يحصل على 194 يورو، والمبلغ ذاته يمنح كذلك لزوجته، كما يتقاضى الرجل مبلغاً يتراوح بين 133 و157 يورو عن كل طفل من أطفاله الأربعة.
استغلال بشع
من جهته قال إكهارد ريبيرغ، رئيس لجنة الموازنة التابعة للاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة ميركل، إن "قانون اللجوء يتم استغلاله أبشع استغلال"، مضيفاً أنه "علينا بأموال دافعي الضرائب تمويل إرهابي، لأننا لا نستطيع ترحيله".
يذكر أن "سامي. أ" دخل إلى ألمانيا كطالب عام 1997، وتوارى عن الأنظار في أعوام 1999 و2000، وهي الفترة التي التحق فيها بمعسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة في أفغانستان، قبل أن يصبح الحارس الشخصي لأسامة بن لادن.
وعقب عودته إلى ألمانيا، بات مشتبهاً به من قبل السلطات التي رصدت تحركاته، وقام المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة بضبطه عام 2009 وهو ينقل أحد المشتبه بهم من أعضاء القاعدة في سيارته الخاصة.
فيما ينفي "سامي. أ" على الدوام جميعَ التهم الموجهة إليه، ويعيش اليوم في بوخوم برفقة زوجته وأطفاله الأربعة، الحاصلين على الجنسية الألمانية.