مقتل القيادي الحوثي يصيب الجماعة اليمنية في مقتل ويضعها بمأزق قبل الهجوم الكبير الذي حاول مواجهته

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/25 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/25 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
Saleh Al-Samad

 

"فجوة كبيرة" خلقها مصرع الرجل الثاني في جماعة الحوثي صالح الصماد، في قيادة الجماعة، وزاد وضعهم حرجاً، في ظلِّ استعدادهم لمعركة مهمة كان يلعب فيها هذا القيادي دوراً مهماً.

فالصماد الذي قُتل في غارة جوية سعودية كان قيادياً وسياسياً ومفاوضاً، كما كان قائداً عسكرياً كذلك.

وقال محللون لموقع Middle East Eye البريطاني، إنَّ رحيل الصماد الأسبوع الماضي قد يشير إلى مخاوفَ أكبر من ذلك بالنسبة للجماعة المدعومة إيرانياً، التي يبدو الآن أنَّ كبار قادتها مُعرَّضون للخطر، فضلاً عن هجومٍ يلوح في الأفق على ميناء الحُديدة الرئيسي الخاضع لسيطرتهم.

الهجوم على القصر الرئاسي أكسبه هذه الشهرة

الصماد، الذي يُعَد إلى حدٍّ كبير أبرز مسؤولٍ حوثي يُقتَل في الصراع منذ تدخّل التحالف الذي تقوده السعودية، في مارس/آذار 2015، كان شخصيةً بارزة في الكثير من ميادين أنشطة الجماعة اليمنية.

إذ تفاوض الصماد باعتباره رئيسَ المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مع حلفاء المجموعة السابقين في المؤتمر الشعبي العام، وهدَّأ العلاقات مع القبائل اليمنية المحلية، وكان عملياً رئيسَ المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في البلاد.

في الوقت نفسه، اكتسب الصماد كقائدٍ عسكري سُمعةً كبيرةً بهجومه على القصر الرئاسي في صنعاء، في يناير/كانون الثاني 2015، حين قاد مجموعةً من المسلحين في هجومٍ تسبَّب في انهيار حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المُعترَف بها دولياً، وانسحابها إلى عدن.

بديله قد يكون أكثر تطرفاً

وتحيط علامات الاستفهام الآن ببديله مهدي المشاط، الممثل السابق لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وبقدرته على أن يكون فعَّالاً كما كان الصماد.

إذ قال المحلل اليمني براء شيبان لموقع Middle East Eye: "سيكون من الصعب للغاية تعويضه. إذ تمكَّن الصماد من الإبقاء على هيكلٍ قَبَليٍّ ما داخل جماعة الحوثي. أمَّا المشاط، فهو أكثر تطرُّفاً في وجهات نظره، لذا أجد من الصعب للغاية أن نراه يقوم بعملٍ مماثل".

وتوعَّد عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن، بالانتقام لمقتل صالح في ضربة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية.

يبدو  أن هناك مصدراً جديداً لمعلومات التحالف العربي الاستخباراتية

الأمر الأكثر إثارة ربما لقلق قيادة الحوثيين هو أنَّ مصرع الصماد ربما كان عملية اغتيال مقصودة ومُستهدَفة.

فوفقاً لشيبان، تعرَّضت الحُديدة لغارةٍ جوية واحدة فقط، الخميس 19 أبريل/نيسان 2018، استهدفت سيارة التاكسي التي كان الصماد يستقلُّها، ما يشير إلى أنَّ الدوائر الآمنة عادةً حول الحوثي وكبار قادته أصبحت الآن مكشوفةً ومُعرَّضة للخطر.

وتقليدياً تحيط السرية الشديدة بالمعلومات المُتعلِّقة بأماكن وجود قيادة الجماعة، وعددٌ محدود للغاية فقط من الأشخاص قادر على تتبع أماكن وجود القادة.

ويقول آدم بارون، المحلل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لموقع Middle East Eye: "يشير الأمر بالفعل إلى أنَّ التحالف يحصل على معلوماتٍ استخباراتية أفضل".

وأضاف أنَّ ذلك ربما يعود إلى الانقسام الأخير بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، الذي كان يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي قُتِل على يد الحوثيين، في ديسمبر/كانون الأول الماضي 2017.

ويضيف: "بعض حلفاء الرئيس الراحل ربما يكونون أكثر ميلاً للتعاون ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع التحالف".

لماذا استغرقوا 4 أيام حتى يعلنوا مصرعه؟

القيادة الحوثية أجبرت على التفكير في مستقبل أمنها، بسبب عملية الاغتيال.

فمع أنَّ الصماد قُتِل الخميس، إلا أنَّ الحوثيين استغرقوا 4 أيام حتى يعلنوا مصرعه، وهي الفترة التي يقول شيبان إنَّ أولئك المحيطين بكبار قادة الجماعة على الأرجح خضعوا فيها للتدقيق.

في هذه الأثناء، ظهر عبدالملك الحوثي، الإثنين الماضي، 23 أبريل/نيسان 2018، لإلقاء خطاب يعترف فيه بمقتل الصماد، ولم يستمر ظهوره إلا نحو 5 دقائق.

كان ذلك وقتاً أقل كثيراً من المعتاد في خطابات الحوثي، الأمر الذي يشير شيبان إلى أنَّه يُظهِر عدم رغبة الحوثيين في إظهار زعميهم لفترةٍ طويلة.

مقاتلون قد ينسحبون قبل الهجوم الكبير على الحديدة بعد غيابه

رحيل الصماد قد يؤشِّر على اقتراب هجومٍ كبير على ميناء الحُديدة الرئيسي على البحر الأحمر.

فقبل 4 أيام، انتشر مقطع فيديو لطارق محمد صالح، ابن شقيق علي عبدالله صالح، الذي يقود الآن قواتٍ بدَّلت ولاءها من الحوثيين إلى التحالف الداعم لهادي في أعقاب موت عمه الرئيس السابق، تحسُّباً لهجومٍ كبير على الميناء.

وكان الصماد الرجل الثاني في جماعة الحوثي في الحُديدة لحشد الدعم في المدينة ورفع الروح المعنوية للقوات هناك.

ويُعَد الميناء الواقع غربي البلاد مصدراً رئيسياً لعائدات الحوثيين، وخسارته ستكون أمراً كارثياً بالنسبة للمجهود الحربي للجماعة.

ويقول شيبان إنَّ المقاتلين غير المُتصلين بقوة بالحوثيين هناك ربما يغادرون الآن بعد مصرعه.

وأضاف: "بالتأكيد كانت تلك ضربةً كبيرة".