أميركا تلجأ إلى تكتيكات جديدة لاستهداف آخر جيوب داعش في شرق سوريا.. فهل كسرت عزيمة التنظيم المتشدد؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/25 الساعة 16:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/25 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش

في الشهرين الأخيرين توقفت الحملة الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة على فلول تنظيم داعش في شرق سوريا تقريباً، غير أن واشنطن بدأت تنتهج أسلوباً جديداً في المطاردة.

خلال الحملة الجوية السابقة التي استمرت على مدى أشهر، اعتمدت مقاتلات الحلفاء بالأساس على الميليشيات الكردية السورية لتحديد مواقع المسلحين وتقديم المعلومات لمقاتلات التحالف. غير أنَّ هذه الميليشيات بدأت في أواخر يناير/كانون الثاني رحيلها عن شرق سوريا، لتدعم الأكراد في شمال غرب البلاد ضد الهجمات التركية.                    

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي إن الجيبين الأخيرين لمقاتلي داعش موجودان في منطقتين، هجين بمحاذاة نهر الفرات شمال البوكمال، والدشيشة شرق دير الزور قرب الحدود مع العراق.

الأمريكيون يخشون من قدرة التنظيم على النهوض مرة أخرى

المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش، الكولونيل ريان ديلون، قال إن التحالف غير مشغول بالأعداد المتبقية من مقاتلي داعش، "بقدر ما تقلقنا قدرتهم على النهوض مرة أخرى والعمل كشبكة وتنظيم".     

وغرَّد بريت ماكغورك، مبعوث الإدارة الأميركية الخاص لدى التحالف الدولي ضد داعش، أن الملاذات الأخيرة لداعش ربما تحمل بعض المفاجآت.

والنهج الجديد يعني غارات أقل بعيدا عن المدنيين

يشمل هذا النهج الجديد، وفقا لصحيفة New York Times تكديس عدة طائرات مراقبة فوق اثنين من كبرى الجيوب المتبقية للمقاتلين، ورصد كل حركة تصدر على مدار أيام،  ثم توجيه الضربة لدى التأكد من أن المستهدفين يتبعون التنظيم؛ لتقليل احتمال تعرض المدنيين للخطر.

وقال مسؤولون عسكريون إنَّ هذه الأساليب الجديدة ساعدت على زيادة عدد الضربات في شرق سوريا إلى 23 ضربة الأسبوع الماضي، مقارنةً بثلاث ضرباتٍ فقط في الأسبوع المُنتَهي في 5 أبريل/نيسان، ونحو 400 ضربةٍ جوية أسبوعياً في السابق. 

وفور تأكيد طائرات المراقبة على وجود مستودع أو مقر تابع للتنظيم من خلال هذه المراقبة المطولة، تنتظر المقاتلات أن تسنح الفرصة لتوجيه ضربات، مع التأكد من عدم وجود خطرٍ كبير على المدنيين.

أميركا وحلفاؤها سعداء بما وصلت إليه المطاردة

اعتبر بيانٍ موجز الجيش الأمريكي قبل أيام أن الحملة الجوية لشهر مارس/آذار كانت على درجة من الكفاءة، ترجع إلى "الوجود المستمر والمباشر للعديد من منصات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، التي تجمع المعلومات بشكلٍ مستمر حول فلول داعش"، مشيراً إلى الطائرات أو الطائرات دون طيار التي تتولى عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.          

لكن "داعش" استعاد بعض الأرض ووصلوا جنوب دمشق

ويأتي التغير في هذه التكتيكات في وقتٍ استطاع فيه تنظيم داعش استعادة السيطرة على بعض الأراضي، تحديداً في غرب نهر الفرات، في منطقةٍ تسيطر عليها قوات النظام السوري وداعموها الروس.

وقال محللون أميركيون وغربيون إنَّ داعش يشن مزيداً من الهجمات في الجهة الغربية من الفرات، تحديداً خارج البوكمال، ضد القوات المتحالفة مع حكومة الرئيس بشار الأسد. وتفيد تقارير أخرى بأنَّ مقاتلي داعش سيطروا على بعض الأحياء جنوب العاصمة السورية دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنَّ داعش شن هجوماً مفاجئاً قرب مدينة ميادين شرق سوريا، التي خسر التنظيم سيطرته عليها منذ عدة أشهر، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً من قوات النظام السوري.  

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في تصريحٍ لوكالة AFP الأسبوع الماضي إن داعش مستمر في محاولة التقدم في اتجاه مدينة ميادين، من ناحية الصحراء القريبة.   

ويتوقع المراقبون أن يعود بكامل قوته في شهر رمضان

وقالت جنيفير كافريلا، وهي مخططة استخباراتية بارزة في معهد دراسات الحرب: "الحملة ضد داعش لم تكسر عزيمة التنظيم أو قدرته على مواصلة القتال"، معربةً عن توقعها بأن يشن التنظيم مزيداً من الهجمات في العراق وسوريا تزامناً مع شهر رمضان هذا العام، الذي يبدأ في 15 مايو/أيار.

وصرح الكولونيل ديلون بأنَّه على الأرجح، نتيجة هذه المكاسب الصغيرة، يقول هو وغيره من كبار قادة التحالف الآن إنَّ التحالف وشركاءه من الميليشيات السورية استعادوا ما يزيد على 90% من الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي منذ عام 2014، بدلاً من نسبة 98% التي ظل المسؤولون يعلنونها لأسابيع.