هل قُتل أحد أفراد حماس في ماليزيا بسبب بحوثه حول الطائرات بدون طيار؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/24 الساعة 13:09 بتوقيت غرينتش

كان مهندس الطاقة الفلسطيني فادي البطش في طريقه إلى أحد المساجد، خارج العاصمة الماليزية لأداء صلاة الفجر، حينما أطلق شخص يركب دراجة بخارية ويرتدي خوذة النارَ عليه، ليرديه قتيلاً.

اتَّهمت حركة حماس الفلسطينية، الموساد الإسرائيلي بقتل فادي، يوم السبت الماضي، واعتبرت الأمر اغتيالاً سياسياً. وعلق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن البطش كان عضواً بالحركة، ويحظى بسمعة مشرفة في مجال العلوم.

وفيما رفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية التعليق على الأمر، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أمس الأول الأحد، خلال حديث له مع الإذاعة الإسرائيلية، أن البطش كان يطوِّر منظومة صواريخ "ولم يكن قديساً"، على حد قول ليبرمان؛ ومن الأرجح أنه لقي مصرعه إثر تسوية حسابات بين المنظمات الإرهابية. وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد أعلنت رسمياً أن حركة حماس جماعة إرهابية.

 كان البطش البالغ من العمر 35 عاماً محاضراً في جامعة كوالالمبور، وقد أجرى أبحاثاً حول إدارة الطاقة في العديد من المجالات، بدءاً بالبطاريات وأنظمة الطاقة الشمسية إلى شبكات توليد الكهرباء.

وشارك البطش في إعداد أبحاث علمية تم نشرها عام 2014، حول برنامج معهد الفيزيقا IOPscience على شبكة الإنترنت، الذي يركز على تحديات توفير نظام إمدادات الطاقة الثابتة للطائرات بدون  طيار، لزيادة إمكانية الاعتماد عليها.

وبحسب تقرير لصحيفة The Wall Street Journal، أصبح استخدام  مثل هذه الطائرات بدون طيار في مجالي الاستطلاع والتسليح يثير المزيدَ من المخاوف لدى إسرائيل. ففي العام الماضي، أسقطت طائرة مقاتلة إسرائيلية طائرة بدون طيار، قالت حكومة تل أبيب إن حركة حماس أطلقتها من غزة، اقتربت من المجال الجوي الإسرائيلي. ولم تعلق الحركة الفلسطينية على الحادث، بحسب تقرير لموقع بي بي سي.

 فيما ذكر نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد زاهد حميدي، أن البطش كان خبيراً في مجال الصواريخ، مضيفاً أنه يعتقد أن الجناة أوروبيون، على علاقة بأحد أجهزة الاستخبارات الأجنبية. وقد فتحت شرطة ماليزيا تحقيقات موسعة للوصول إلى حقيقة مرتكبي جريمة اغتيال المهندس الفلسطيني التي ارتكبها شخص مسلح أطلق 10 طلقات على البطش قبل الفرار مع قائد الدراجة البخارية.

 وعقب اغتيال البطش تجمَّع أفراد عائلته وآخرون في غزة، يوم الأحد، داخل خيمة تعلوها لافتة تقول "كتائب القسام تَنعَى زعيمها الشهيد المهندس فادي محمد البطش". وتعد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وقد حضر أعضاء مسلحون من الحركة ذلك الاجتماع.

 والد البطش، الذي كان متواجداً بالخيمة يوم الأحد، قال إن ابنه لم يكن عضواً بحركة حماس، ولم يكن يعمل في مجالي الطائرات بدون طيار أو الصواريخ. وقال الأب الذي لم ير ابنه منذ ثماني سنوات، وكان يتواصل معه عبر الواتساب والفيسبوك والهواتف، إنه يتهم جهاز الموساد الاستخباراتي الذي "يتمثل هدفه الوحيد في اغتيال كل عقلية عربية ومسلمة، وخاصة من الفلسطينيين"، بقتل ابنه.

  اتهامات متبادلة حول الطائرات والاغتيالات  

ويذكر محللو وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنه بينما تُعزز إسرائيل من دفاعاتها ضد الاعتداءات الصاروخية، وتحسِّن من قدراتها على اكتشاف وتدمير الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو حماس لدخول إسرائيل وتنفيذ عملياتهم، تسعى حركة حماس وراء الحصول على أسلحة جديدة.

وقال كوبي مايكل، الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب: "منذ أن نجحت إسرائيل في تطوير نظم دفاع ضد الصواريخ… تقنية جديدة للكشف عن الأنفاق، لم يعد أمام حركة حماس شيء تفعله".

وعلاوة على الطائرة بدون طيار التي تم إسقاطها في العام الماضي، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه اعترض طائرة بدون طيار قرابة سواحل غزة في العام 2015. وفي العام السابق عليه، أسقطت إسرائيل طائرة بدون طيار كانت تحلق أعلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وزعمت أنها تابعة لحركة حماس.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام 2016، اتَّهمت حماس عملاء الاستخبارات الإسرائيلية بقتل الباحث محمد الزواري في تونس. وذكرت حركة حماس أن الزواري كان عضواً بالحركة، وأشرف على برنامج الطائرات المعروفة باسم أبابيل بدون طيار بها. ولم تُدل إسرائيل بأي تعليق رسمي على عملية الاغتيال.

 وبحسب تقرير The Wall Street Journal فإن إسرائيل تشك منذ وقت طويل في قيام قادة حماس بتدريب وتطوير تقنيات جديدة في دولة ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة. حيث ذكر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي في العام 2014، أنه ألقى القبضَ على أحد عملاء حركة حماس، كشف أن الحركة أرسلت فريقاً إلى ماليزيا في عام 2010، لتعلم كيفية التحليق في الأجواء الإسرائيلية. وأنكرت حماس تدريب الفريق في ماليزيا، فيما أكدت ماليزيا أنه لا توجد علاقة عسكرية لها بحماس أو أي جماعة أخرى بالأراضي الفلسطينية. وهناك نحو 3000 فلسطيني يعيشون في كوالالمبور، والعديد منهم طلاب، بحسب ما أوردته المنظمة الثقافية الفلسطينية في ماليزيا.