ميلانيا تحضّر أجواءً فرنسية للغاية لماكرون.. ولكن ما فعله ترمب مع الصحفيين والديمقراطيين بالعشاء كان خروجاً فجاً عن التقاليد

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 18:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/24 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
French President Emmanuel Macron kisses the hand of U.S. first lady Melania Trump as his wife Brigitte Macron looks on during the official arrival ceremony held for the Macrons by U.S. President Donald Trump (not pictured) on the South Lawn of the White House in Washington, U.S., April 24, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

"لا تقلقوا"، بهذه النصيحة البسيطة تحاول السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب تهدئة مساعديها مع اقتراب أول حفل عشاء رسمي في عهد الرئيس دونالد ترامب، بينما يبدو زوجها أراد تحويل هذا العشاء لوسيلة لمواصلة إغاظة خصومه.

قصدت ميلانيا بجملتها "لا تقلقوا" التشجيع والتوجيه. لكن بالنسبة للمساعدين في البيت الأبيض، الذي يخطط لاستضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحضور حفلٍ فخم يُخفي المفاوضات الجدية حول الصفقة النووية الإيرانية والتنازلات التجارية، قد يكون قول ذلك أسهل من فعله، حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية.

مأدبة بنصف العدد

ولت أيام الرئيس باراك أوباما حيث كانت تقام المناسبات في المرج الجنوبي  للبيت الأبيض لاستيعاب قوائم الضيوف التي تزيد عن 350 شخصاً.

في هذا العام، في عهد دونالد ترمب تقلصت قائمة المدعوين إلى حوالي 120 شخصاً، في حين كان العدد حوالي 350 شخصاً أو نحو ذلك في حفلات العشاء الحزبية السابقة والحفلات الإعلامية التي ضمت مشاهير ونجوم بوب مثل بيونسيه. (قال البيت الأبيض إنَّ أوبرا واشنطن الوطنية ستعزف هذا العام بدلاً من ذلك).

اللافت أن ترمب أنهى سنته الأولى دون استقبال زعيم أجنبي في زيارة رسمية، مما جعله أول رئيس أميركي منذ ما يقرب من 100 عام يقوم بذلك، ولكن أخيرا اختار ترامب أن يكون ماكرون هو  من يحظى بالاستقبال في أول زيارة دولة  في عهده.

خرج عن التقاليد

وعادةً ما تُدعَى قيادة الحزب الديمقراطي  المعارض إلى حفل العشاء الرسمي، لكنَّ عائلة ترامب رفضت هذا التقليد، فلم يدع ترامب أي عضو في الكونغرس من الحزب الديمقراطي المعارض، وتجاهل كذلك الصحفيين الذين استقبلوا من الإدارات السابقة دعواتٍ للحضور، وهو فعلٌ متوقع من رئيسٍ يُفرط في وصف وسائل الإعلام "بالزيف".

وقالت ليرمان، التي كانت وزيرة شئون اجتماعية في البيت الأبيض في عهد بوش: "إنه خروج عن التقاليد".

ولكن هناك ديمقراطياً واحداً على الأقل في قائمة المدعوين وفقاً لمسؤولٍ بالبيت الأبيض: وهو جون بيل إدواردز حاكم ولاية لويزيانا.

أُلقيت مهمة التحضيرات الكثيرة لوصول الرئيس ماكرون يوم أمس الإثنين 24 أبريل/نيسان وعشاء اليوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان -وهما الحدثان الأبرز اللذان يُمكن للسيدة الأولى إدارتهما- على عاتق فريقٍ صغير في الجناح الشرقي مكون من 10 أشخاص.

 

 كيف تبدو ميلانيا في التحدي الأول لها؟

التحقيق بشأن التدخل الروسي المزعوم، وادعاءات الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بأنها تقاضت رشوةً حتى لا تتحدث عن لقاءٍ حميمي جمعها بترمب، كل أمور تحتل العناوين الرئيسيّة للصحف خلال الإعداد لأول عشاء رسمي لآل ترمب.

لكنَّ ميلانيا، التي رفضت إجراء مقابلةٍ معها، أصدرت تعليماتٍ لموظفيها بعدم الاكتراث للتفاصيل ومواصلة التركيز، حتى في خضم هذه العناوين.

وقال العديد من مساعدي السيدة الأولى ذوي الآراء المتقلبة في الجناح الشرقي للبيت الأبيض في مقابلاتٍ إنَّهم مستعدون لتقبل النقد، من بينهم ريكي نيسيتا سكرتيرة المناسبات الاجتماعية في البيت الأبيض، ودانيال فيشر مدير مكتب الزوار، وليندسي رينولدز رئيسة موظفي السيدة الأولى.

لن تحصل على ما تستحقه ولكنها لن تفشل

 ودافعت ستيفاني غريشام الممثلة الإعلامية للسيدة الأولى عنها بوضوح في تصريحاتها، وقالت إنَّ الفريق الصغير تعلَّم كيف يتغلب على ردود الفعل السلبية كجزءٍ من عمله. وقالت في مقابلةٍ لها: "على الأرجح لن نحصل على ما نستحقه. لكنَّني أعرف أنَّ هذا الفريق رائع، وهي تعلم ذلك أيضاً. ونحن لم نفشل، ولم تفعل هي كذلك".

خضعت قائمة المدعوين لرقابةٍ شديدة، ودار حولها جدالٌ كبير، ووفقاً لمسؤولٍ بالبيت الأبيض، كانت القائمة صغيرة في النهاية، إلى درجة أنَّه بعد دعوة المسؤولين الحكوميين الأميركيين والوفد الفرنسي الكبير، لم يكن مُتاحاً للرئيس سوى دعوة أربعة أشخاص فقط. واتباعاً للتقاليد، لن يحضر جميع أعضاء الحكومة، رُغم أنَّ وزير الخزانة ستيفن مونشين وزوجته لويز لينتون كانا ضمن المدعوين.

الديمقراطيون موجودون على الحوائط والطاولات

 

التعاون مع الديمقراطيين سيظهر من خلال زخارف قاعة الحفل فقط على ما يبدو،  فإلى جانب تزيين "قاعة الصليب" بـ1200 زهرة كرز على غرار طريقة أوباما في هذه المناسبات، ستستخدم السيدة الأولى مجموعة أطباق الصيني الخاصة بفترة الرئيس بيل كلينتون.

الطريقة التي سيخرج بها الحفل من الممكن أن تكون وسيلةً لتخمين هوية حلفاء ترامب. وفقاً لليا بيرمان، التي عملت سكرتيرةً في البيت الأبيض للمناسبات الاجتماعية خلال إدارة جورج بوش الابن.

 وأضافت قائلة: سيكون من المثير معرفة عدد أفراد عائلته الذين سيحضرون العشاء"

السيدة الأولى توفر لماكرون أجواء فرنسية للغاية

ويقول المساعدون في الجناح الشرقي والغربي إنَّ التخطيط لتفاصيل هذا الحدث المهم لا يقلق ميلانيا، وإنَّها أصبحت تشعر بالراحة تجاه دورها مع مرور الوقت.

وقالت نيكيتا: "إنَّها منظمة للغاية ودقيقة جداً إزاء ما ترغب به، فلا تردد هنا".

وأضافت نيكيتا إنَّ ميلانيا اختارت زهور البازلاء البيضاء والزنابق البيضاء لتوضع على الطاولات في غرفة العشاء الرئاسي، كما كانت استضافة الرئيس ماكرون وزوجته بريجيت في عشاءٍ خاص مساء أمس الإثنين في مدينة ماونت فيرنون هي فكرة السيدة الأولى كذلك.

كانت فيرنون موطناً لجورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، الذي استضاف الماركيز دي لافاييت الأرستقراطي والعسكري الفرنسي الذي ساعد الثورة الأميركية هناك بعد 3 سنواتٍ من خوضهما الحرب الثورية كحلفاء.

 

بحث البيت الأبيض عن طرقٍ لتحسين العلاقة بين الزعيمين، التي هي في جوهرها علاقة عملية براغماتية: منها ترتيب مساعدي الجناح الشرقي لجولةٍ بالمروحية لماكرون يوم الإثنين حتى يُلقي نظرةً شاملة على مدينة ماونت فيرنون التي صممها الفرنسي بيير شارلز لانفانت على الطريق إلى جبل فيرنون.

شيء بسيط يمكنه الكشف عن مدى نجاح أو فشل الزيارة

الجمهور لن يلاحظ خلال فترة الزيارة سوى القليل من التفاعلات بين ترمب وماكرون، لكن واحداً من هذه التفاعلات سيوضح ما إذا كانت المناقشات قد سارت على ما يرام أم لا، حسب ليا.

وتابعت قائلة: "سيعكس نخبهما ما آل إليه اليوم. يمكنك عادةً أن تعرف من خلال الأنخاب إذا كانا قد اتفقا أم لا".

 وتتضمن المباحثات بين الطرفين ملفات شائكة  أولها الاتفاق النووي الإيراني الذي يريد ترمب الخروج منه، بينما يطمح ماكرون في إقناع بعدم الانسحاب منه

كما يريد ماكرون منه الإبقاء على القوات الأميركية في سوريا، إضافة إلى إعفاء دول الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم.

أنا أُعيق ميلانيا  

أما بالنسبة لقدرة السيدة الأولى على تقوية العلاقات الدبلوماسية مع آل ماكرون، قالت رينولدز، رئيسة موظفي ميلانيا والمساعدة السابقة في البيت الأبيض في إدارة بوش، إنَّها أدركت خلال العام الماضي أنَّ السيدة الأولى لا تحتاج إلى توجيهٍ كبير كما توقعت في البداية.

وسيجعل هذا العشاء ميلانيا، التي فضلت تولي دور محدود منذ أن أصبحت السيدة الأولى، تحت الأضواء.

ولكن رينولدز قالت عن أولى المحاولات لتوجيه السيدة الأولى وفق بروتوكول الزيارات الدبلوماسية: "أدركتُ بسرعةٍ كبيرة أنَّني أُعيقها. إنَّها جيدة للغاية".