كيف ستتعامل إسرائيل مع صواريخ إس 300 الروسية التي ستمنع طائراتها من التحليق في أجواء سوريا؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 17:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/24 الساعة 17:44 بتوقيت غرينتش

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الثلاثاء 24 أبريل/نيسان 2018 بقصف وتدمير منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع المتطورة من نوع إس-300، التي تزمع روسيا تزويد الجيش السوري بها، في حال استخدمت ضد الطيران الحربي الإسرائيلي.

وقال ليبرمان في حديث إلى موقع واينت لصحيفة يديعوت أحرونوت في شريط فيديو تعليقاً على عزم روسيا تزويد القوات السورية بمنظومات إس-300 المضادة للطيران "من المهم بالنسبة إلينا أن لا تستخدم الأسلحة الدفاعية التي يسلمها الروس إلى سوريا ضدنا، وإذا أطلقوا النيران على طائراتنا فسندمرهم".

ستسلم مجاناً لسوريا

 وجاء كلام ليبرمان في أعقاب قيام صحيفة "كومرسانت" الروسية المعروفة بجديتها، بنقل كلام عن مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية مفاده "إذا هاجمت إسرائيل منظومات الدفاع إس-300 فستكون النتائج كارثية على جميع الأطراف".

وبحسب صحيفة كومرسانت فإن بطاريات الصواريخ هذه ستسلم إلى القوات السورية مجاناً وقريباً جداً.

وهذه الأنظمة الروسية الصنع قادرة على اعتراض طائرات أو صواريخ، ما قد يعقد توجيه ضربات جوية في الأراضي السورية .

وأكدت الصحيفة الروسية أن الصواريخ من نوع إس-300 موجودة حالياً في قاعدة طرطوس، في حين أن صواريخ إس-400 الأكثر تطوراً موجودة في قاعدة حميميم.

وأضاف ليبرمان "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكننا لن نسمح لإيران بأن تستخدم أنظمة أسلحة متطورة تستهدف إسرائيل، وإذا استهدفنا بإطلاق نار فسنرد، ولا نبالي إذا كانت هناك إس-300 أو إس-700 أو أي شيء آخر".

وأكد ليبرمان أن وجود صواريخ إس-300 وإس-400 في سوريا "لن يقيد تحركات إسرائيل".

كما أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي أن منظومات الصواريخ هذه "موجودة في سوريا بأيدي الجيش الروسي حالياً وهي لا تعمل ضدنا، ونحن في خط مفتوح مع الروس منذ سنوات ونجحنا في منع أي احتكاك بيننا، أما من عمل ضدنا فهم السوريون وقد دمرنا مواقعهم".

ليس لدى إسرائيل خطوط حمراء

وتابع ليبرمان "من جانبنا ليست لدينا خطوط حمراء بالنسبة لأمننا وأمن مواطنينا، نحن نعمل بكل حرية عندما يتعلق الأمر بأمننا".

وتسعى إسرائيل دائماً إلى تحقيق تفوق عسكري على البلدان المجاورة لها، ويثير إعلان روسيا التفكير في منح نظام الأسد صواريخ "S-300" قلق تل أبيب. وأجمع محللون إسرائيليون على أنه في حال زوّدت روسيا نظام الأسد بالمنظومة المضادة للطيران المتطورة "S-300″، فإن تل أبيب قد تستهدفها، وفقاً لما جاء في تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم"، الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي أن موسكو، بعد القصف الأميركي البريطاني الفرنسي الأخير ضد مواقع في سوريا "لم تعد تتحمل أي مسؤوليات أخلاقية إزاء الحلفاء الغربيين"، كانت تحول حتى الآن دون تزويد دمشق بمنظومات إس-300".

ووقعت روسيا وسوريا اتفاقية عام 2010 لتسليم إس-300 إلى الجيش السوري.

وقال بوتين في حديث صحافي العام الماضي "لدينا عقد تسليم صواريخ إس-300 إلى سوريا، وقد سلمنا بعض مكوناتها لكننا لم ننه العملية وهي معلقة حالياً لعدم كسر توازن القوى".

والمعروف أن إسرائيل تضغط على روسيا لعدم تسليم دمشق هذا النوع من الصواريخ.

موسكو هددت بالتصرف.. وستفعلها

 وفي تقرير لها أشارت وكالة بلومبيرج الأميركية إلى أن روسيا باعت في السابق أنظمة "S-300″ إلى إيران رغم معارضة إسرائيل والولايات المتحدة. وكان نظام الأسد في طريقه للحصول على المنظومة حتى عام 2013، عندما جمد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العقد استجابة لمناشدات إسرائيل.

 لكنَّ بوتين قال آنذاك إنَّه إذا شنت الولايات المتحدة هجوماً على سوريا، فإنَّ موسكو قد "تفكر في كيفية التصرف في المستقبل". وعلى الرغم من الخطوة الروسية التي قد تغضب الولايات المتحدة، قال لافروف إنه مقتنع بأن الرئيس الروسي بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترمب، لن "يسمحا بمواجهة مسلحة بين البلدين".

ويمكن لأنظمة "S-300″ إطلاق صواريخ على 6 أهداف في آنٍ واحد، ولها مدى يصل إلى 200 كيلومتر (120 ميلاً)، ومن شأن ذلك أن يمتد إلى المجال الجوي اللبناني، الذي تستخدمه في بعض الأحيان الطائرات الإسرائيلية لضرب سوريا؛ بل وقد يمتد حتى إلى داخل إسرائيل نفسها.

و قال مايكل أورين، وهو نائب وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة وأحد مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنَّه: "نظام متطور للغاية يمكن أن يغطي مساحات واسعة من الأراضي. سنعارض دائماً تسليمه لسوريا".  

 

 

 

تحميل المزيد