فشل في مهمته الصعبة.. ماكرون يغير موقفه من الاتفاق النووي مع إيران ويقبل بطلبات ترمب.. 3 شروط للاتفاق الجديد مع طهران

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 20:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/24 الساعة 20:10 بتوقيت غرينتش
French President Emmanuel Macron waves to someone in the crowd as he and U.S. President Donald Trump conclude their joint news conference in the East Room of the White House in Washington, U.S., April 24, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

رغم أنه كان محملاً برسائل أوروبية من أجل إثناء ترمب عن موقفه حيال الاتفاق النووي مع إيران، تراجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رأيه وبدا منحازاً لرأي ترمب بضرورة تغيير الاتفاق مع طهران.

 ماكرون الذي يزور الولايات المتحدة كأول رئيس في العالم يقوم بزيارة دولة منذ وصول ترمب للبيت الأبيض قبل عام ونص، قال إنه مستعد للعمل مع واشنطن على اتفاق نووي جديد مع إيران.

تصريحات ماكرون التي أطلقها في مؤتمر صحفي مع ترمب، جاءت بعد أن كان الرئيس الأميركي وصف قبل ساعات الاتفاق الذي أبرم في تموز/يوليو 2015، بأنه "كارثة".

وقال ماكرون "يمكنني أن أقول إننا أجرينا محادثات صريحة جداً حول هذا (الموضوع)، فقط نحن الاثنين"، مضيفاً "نأمل اعتباراً من الآن العمل على اتفاق جديد مع إيران".

محاولات أوروبية فاشلة

وحاول حلفاء ترمب الأوروبيون مراراً إقناعه بعدم الانسحاب من الاتفاق الذي يهدف إلى ضمان الطابع السلمي والمدني للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران.

وحدد ترمب تاريخ 12 أيار/مايو موعداً نهائياً لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق، بعد أن دعا الدول الأوروبية إلى العمل على تشديد القيود الواردة فيه.

وقال "أعتقد أنه ستكون لدينا فرصة عظيمة للعمل على اتفاق أكبر، ربما"، مشدداً على أن أي اتفاق جديد يجب أن يكون مبنياً على "أسس متينة".

واعتبر الرئيس الأميركي أن "هذا الاتفاق (يستند) إلى أسس متضعضعة. إنه اتفاق سيئ"، مضيفاً "سنرى ماذا سيحصل في 12" أيار/مايو.

ورداً على سؤال عما إذا كان يدفع من أجل إبرام اتفاق جديد أو إضافة اتفاق، قال ماكرون "أنا لا أقول إننا ننتقل من اتفاق إلى آخر".

وأوضح الرئيس الفرنسي أن اتفاقاً جديداً يجب أن يتضمن ثلاثة عناصر إضافية هي برنامج طهران الصاروخي البالستي، النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وما سيحصل بعد عام 2025 المحدد في الاتفاق الحالي الذي ستتمكن بعده إيران من استئناف جزء من برنامجها النووي بشكل تدريجي.

واعتبر ماكرون أن الاتفاق الذي أبرم عام 2015 هو "الركيزة الأولى" لاتفاق أوسع محتمل.

وعمل مسؤولون أوروبيون وأميركيون لأشهر عديدة وراء الكواليس، محاولين إيجاد تسوية لمطالبات ترمب بتغيير الاتفاق.

وكانت إيران أكدت عزمها على استئناف تخصيب اليورانيوم بـ"قوة" إذا تخلت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي.

"لن يستأنفوا أي شيء"

وردّ ترمب على تهديدات طهران بالقول "لن يستأنفوا أي شيء. وإذا استعادوا (برنامجهم النووي)، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى. يمكنكم أن تدونوا ذلك".

وكان ترمب قد أشاد الثلاثاء بماكرون لكنه هاجم بشدة الاتفاق النووي الإيراني مؤكداً بذلك خلافهما حول هذا الملف رغم آمال الأوروبيين بتغيير موقفه حياله.

وقال ترمب في مستهل محادثاته التي طال انتظارها مع ماكرون في المكتب البيضوي إن "الاتفاق مع إيران كارثة" ، مضيفاً أنه اتفاق "فظيع (…) لم يكن ينبغي التوصل إليه مطلقاً".

وبعد أن قال "إذا استعادوا (الإيرانيون) برنامجهم النووي، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى"، أضاف "سنناقش" هذا الاتفاق.

ورد الرئيس الفرنسي قائلاً إن الهدف المشترك هو "تجنب التصعيد وانتشار الأسلحة النووية في المنطقة (…)  والسؤال هو، ما هي الوسيلة الأفضل" لتحقيق ذلك.

محادثات صعبة

وتشكل هذه الملاحظات الأولية المتباينة بداية مناقشات صعبة بين الرجلين اللذين ضاعفا علامات التقارب منذ وصول ماكرون إلى واشنطن الإثنين رغم خلافاتهما العميقة حول سلسلة من القضايا مثل الاتفاق النووي الإيراني والحرب التجارية.

وبذل ماكرون،  أول رئيس أجنبي يقوم بزيارة دولة إلى الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترمب، أقصى ما في وسعه لإقامة علاقات وثيقة مع نظيره الذي تعارض رؤيته للعالم تماماً رؤيته الشخصية.

ويريد الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق إذا لم يتم فرض قيود مشددة ضد طهران وتدخلها في المنطقة، وهذا ما تخشاه فرنسا والقوى العظمى الأخرى الموقعة على هذا الاتفاق الذي يفرض قيوداً صارمة على إيران لمنعها من تصنيع سلاح نووي.

أوروبا تدافع عن الاتفاق

وخلال الأيام الأخيرة، دافعت روسيا والصين وبريطانيا عن الاتفاق ما يشكل دعماً قوياً لماكرون، الذي جدد التأكيد الأحد أنه "لا توجد خطة بديلة" لمنع إيران من صنع القنبلة.

ووصل ماكرون من فرنسا حاملاً معه غرسة من شجرة سنديان من شمال فرنسا زرعت الإثنين في حديقة البيت الأبيض، وشكل ذلك مناسبة لالتقاط صور تظهر الرئيسين كل منهما مع مجرفة تحت أعين زوجتيهما ميلانيا وبريجيت.

وعقب المحادثات، سيذهب ماكرون وزوجته لتناول الغداء مع نائب الرئيس مايك بنس وجون سوليفان، القائم بأعمال وزير الخارجية ثم يحضران حفلاً في مقبرة أرلينغتون العسكرية.

وفي المساء، ستجمع وليمة فخمة على شرف ماكرون الكثير من المدعوين إلى البيت الأبيض الذي تم تزيينه لهذه المناسبة بغابة من فروع أزهار شجر الكرز.

ويتم التركيز إعلامياً بشكل واسع النطاق على قائمة الطعام والأطباق الباذخة.

 موقف ترمب الغريب

وتخلل اليوم الثاني من الزيارة الرئاسية الفرنسية مشهد غريب عندما أقدم ترمب أمام الصحافيين الحاضرين في المكتب البيضوي على إزالة قشرة الرأس من على كتف ضيفه.

وقال ترمب بينما كان يمسح قشرة الرأس عن سترة ماكرون السوداء اللون "لدينا علاقة مميزة للغاية فضلاً عن أنني سأزيل هذه القشرة القليلة".

وأضاف مبتسماً "يجب أن تكون خالية من العيوب" في ما بدا الإحراج على ماكرون واضحاً.

علامات:
تحميل المزيد