الفلبين تحاول تدارك أزمة “الحياة والموت” التي نفذها دبلوماسيوها على أرض الكويت.. اعتذار رسمي للكويت لكن مانيلا تبرر واقعتها

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/24 الساعة 14:56 بتوقيت غرينتش
Philippine Foreign Minister

اعتذر وزير الخارجية الفلبيني الثلاثاء 24 أبريل/نيسان 2018، للكويت بعد تداول مقاطع فيديو لموظفين من سفارة بلاده في البلد الخليجي يساعدون خادمات فلبينيات على الهرب من مشغّليهن المشتبه بارتكابهم انتهاكات بحقهن.

واعتبرت الكويت إنقاذ السفارة للخادمات انتهاكاً لسيادتها، ما يزيد من التوتر القائم أصلاً بين البلدين منذ مقتل خادمة فلبينية والعثور على جثتها مخبأة في ثلاجة في شباط/فبراير الفائت.

فريق خاص لإنقاذهن

وقالت مصادر أمنية كويتية لـ"عربي بوست" إنه "تم إلقاء القبض على اثنين من المقيمين الفلبينيين في الكويت، وجارٍ التحقيق معهما، فيما يتم جمع المعلومات عن آخرين على خلفية القضية نفسها".

أتت هذه المعلومات رغم تأكيد السفارة الفلبينية، في وقت سابق، أن الفرق استُخدمت في حالات قليلة لحماية العمالة المنزلية الفلبينية.

وبيَّنت المصادر أن المتهمَين أقرّا بتهريب الخادمات من مناطق مختلفة في الكويت، وخاصة الأماكن التي تقطنها غالبية كويتية، مشيرة إلى أنهما قاما بالتواصل عبر الهاتف مع عدد من الخادمات ورتَّبا معهن تفاصيل تهريبهن من منازل الكفلاء الكويتيين.   

وذكرت المصادر أن الفريق الفلبيني القائم على هذه العملية قوامه 7 أشخاص، كان بعضهم يحاول السفر خارج الكويت في أعقاب تسريب مقاطع فيديو توضح قيامهم بتهريب الخادمات الفلبينيات خارج البلاد.

ونقلاً عن موقع philstar global، فإن منظمة رعاية العمال في الخارج (OWWA) قدمت ضمانات بأن لديها أموالاً كافية لتقديم المساعدة النقدية للعمال العائدين من الكويت.

وقال رئيس المنظمة "هانس جاجداك"، في تصريح له، إن مجلس الإدارة الخاص بالمنظمة وافق على ميزانية بقيمة 500 مليون دولار خُصصت من أجل الإعادة إلى الوطن على خلفية الأزمات، وأضاف: "لا توجد مشكلة في المساعدات المادية في حالة أنه لم يمكن لأحد أن يتنبأ بأعداد العائدين من الكويت".

وأظهر مقطع فيديو متداول على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن نشرته وزارة الخارجية الفلبينية الأسبوع الفائت، امرأة تفر من منزل قبل أن تستقل سيارة تنتظرها.

فيما أظهر مقطع آخر شخصاً يركض بسرعة من مكان يبدو كأنه موقع بناء قبل أن يقفز في سيارة رياضية سوداء اللون.

وقال وزير الخارجية الفلبيني ألان بيتر كايتانو للصحافيين في مانيلا "أعتذر إلى نظيري (الكويتي) ونعتذر للحكومة الكويتية والشعب الكويتي وقادة الكويت إذا استاؤوا من الإجراءات التي اتخذتها سفارة الفلبين في الكويت".

رسالة اعتذار رسمية

وأضاف كايتانو أن رسالة اعتذار رسمية أرسلت إلى الكويت، غداة اجتماع الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي بالسفير الكويتي في مانيلا صالح أحمد الذويخ.

وساد الغضب في الكويت بعد انتشار مقاطع الفيديو، واعتبرت السلطات الكويتية أن عمليات الإنقاذ التي نظمتها السفارة تعد انتهاكاً لسيادتها و"يمكنها أن تضر بالعلاقات بين البلدين".

وأشار كايتانو إلى أن موظفي سفارة بلاده في الكويت كانوا يتعاملون مع شكاوى لانتهاكات بحق بعض العاملين الفلبينيين من أصل 260 ألف فلبيني يعملون في الكويت.

وشدد على أن السفارة اعتقدت أنها كانت تتعامل مع حالات "حياة أو موت"، وكانت "تتخذ إجراءات طارئة لحماية الفلبينيين".

حظر فلبيني موسع

ويعمل أكثر من مليوني فلبيني في منطقة الشرق الأوسط ويضخون مليارات الدولارات في الاقتصاد الفلبيني من الأموال التي يرسلونها لأسرهم سنوياً.

ووسعت الفلبين مؤخراً الحظر الذي تفرضه على عمل مواطنيها في الكويت بعد توجيه الرئيس دوتيرتي انتقادات حادة للكويت على خلفية تقارير بتعرض عمال للاستغلال وسوء المعاملة.

وأعلنت مانيلا فرض "حظر تام" على سفر عمال بلادها إلى الكويت يشمل الذين حصلوا على تصاريح عمل والذين لم يغادروا بعد إلى الكويت، علماً أن الحظر السابق كان يمنع الفلبينيين من التقدم للحصول على تصريح للعمل في الكويت.

ومذاك، يعمل البلدان على التوصل إلى اتفاق يحمي حقوق العمالة الفلبينية خصوصاً نحو 170 ألفاً يعملن كخادمات.

وأعرب كايتانو عن أمله أن يتوصل البلدان إلى اتفاق بحلول أيار/مايو المقبل. وسبق أن قال دوتيرتي إنه سيزور الكويت ليشهد توقيع الاتفاق المرتقب.

تحميل المزيد