الجزائر تتدرب على مواجهة زلزال عنيف وتستدعي أكثر من 1000 مسعف من 7 دول

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/19 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/19 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
Algerian rescue workers and police evacuate an injured policeman during clashes with protesters at Diar Echams district in Algiers October 20, 2009. Protesters threw stones and petrol bombs at police in Algeria's capital on Tuesday in a second day of clashes over housing conditions. REUTERS/louafi larbi (ALGERIA POLITICS CONFLICT)

زلزال افتراضي وجرحى غير حقيقيين، أما التدريب فيحاكي الواقع بمشاركة مسعفين من 7 دول بالجزائر، يتدربون على كيفية التنسيق بين فرق بخبرات ولغات مختلفة لإنقاذ الضحايا.

وفي السيناريو الذي تم تخيله يضرب الجزائر زلزال عنيف بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، ويهدد سداً وجسراً بالانهيار، كما تم تخيل انقلاب شاحنة تنقل مواد خطيرة.

ولمواجهة الكارثة يتدخل أكثر من ألف مسعف من 5 دول أوروبية، هي إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبولندا، والبرتغال، وكذلك الدولة الجارة تونس، وترسل وحدات متخصصة لمساعدة الحماية المدنية الجزائرية.

وعمل الجميع في ظروف تحاكي الواقع في جو ممطر، ثم مشمس، خلال 5 أيام من السبت إلى الأربعاء، بمنطقة البويرة، على بعد 100 كلم من العاصمة الجزائرية.

وباعتبارهم محترفين متمرسين فهم مدربون على الظروف الصعبة خلال الكوارث، لكنهم أقل تدريباً عندما يتعلق الأمر بالتنسيق بين فرق تعتمد أساليب ولغات مختلفة.

والجزائريون يعرفون جيداً الكوارث التي تتسبب بها الزلازل، وهي ليست من الخيال بالنسبة لهم.

وآخر زلزال مدمر كان في 2003 بقوة 6,8، أسفر عن 2200 قتيل و11500 جريح.

وأوضح العقيد فاروق عاشور، من الحماية المدنية الجزائرية لفرانس برس، أن "الهدف من التدريب هو "التوافقية"، بمعنى أن تعمل كل فرق الإنقاذ "في تعاون تام" و"من دون أن تعرقل الآخرين".

وجرى التدريب في وضع تختلط فيه اللغات، حيث يتعين على خبراء إيطاليين أن يحذروا مثلاً فريق إنقاذ فرنسياً من خطر انهيار بناية يستعدون لدخولها. ويجري الحوار بلغة إنكليزية، كلا الفريقين لا يتقنها.

واعترف النقيب محمد مناصر، من الحماية المدنية التونسية، أن "المشكلة الأولى في هذا التمرين هي اللغة".

وكانت مهمة الوحدة الخاصة للحماية التونسية محاولة تدعيم بناية تشتعل فيها النار باستخدام رافعات ودعامات خشبية، بعد العثور على ضحية داخلها.

أكثر تعقيداً

وفوقهم كانت مجموعة التدخل والحماية البرتغالية، التابعة للحرس الجمهوري، مرتدية لباساً واقياً وأقنعة تتفحص منطقة عمل المنقذين التونسيين.

وكشفت الأجهزة وجود مادة سامة، وتبيَّن بعد التحاليل أن الأمر يتعلق بالإثيلين ثلاثي الكلور، التي تسبب تهيجاً في العينين وعلى الجلد. وخلال عملية رش المنقذين لإزالة التلوث، وبعد تحديد منطقة أمنية يقوم ضابط برتغالي يتحدث الفرنسية بتنبيه ضابط تونسي بالخطر. لكن "التواصل ليس جيداً، ونقل المعلومة صعب في بعض الأحيان"، كما اعترف الرقيب سيرجيو أندري، رئيس الفريق البرتغالي.

وكذلك الفريق الذي يدير المركز الطبي في الموقع، حيث يصل الضحايا من جنسية برتغالية. وتتم معالجة الإصابات الخفيفة في المكان، بينما يتم نقل الحالات الخطيرة إلى مستشفى ميداني فرنسي.

ويمكن لهذا المستشفى القابل للنقل أن يجري تحاليل في وحدته المخبرية، وعمليات جراحية، كما يتمتع باستقلالية تصل إلى 15 يوماً.

وبذلك "لا نصبح عالة على الهياكل الطبية المحلية"، كما أوضح الرائد فيليب دو بلاندا، رئيس المجموعة الطبية الفرنسية.

وكانت فرق الإنقاذ الفرنسية قد شاركت في إسعاف وإخراج الضحايا خلال زلزال 2003 بالجزائر.

وأضاف الضابط الفرنسي أن مثل هذه التدريبات تسمح "بتطبيق طرق عملنا في مناخ دولي"، فإذا "لم تكن لدينا إجراءات مشتركة تضاف إلى مشكلة اللغة فإن الأمر يصبح أكثر تعقيداً".

وبالنسبة للعقيد عاشور، فإن التدريب يسمح أيضاً "بمعرفة قدرات بعضنا البعض".

وأضح الضابط الجزائري "في بعض الحالات الخاصة نحتاج إلى خبرات محددة، فمن الضروري أن نعرف مَن يملكها، لطلب مساعدة هذه الفرق المتخصصة".

 

علامات:
تحميل المزيد