الوزير أشرف ريفي: لدينا أدلة على تورط حزب الله في اغتيال قادة لبنانيين

خطاب واحد يسيطر على مواقف الوزير "المتمرد" على تيار المستقبل، الذي استقال منه قبل عامين، بفعل ما وصفه بتنازلات تيار المستقبل السياسية وعدم مواجهة حزب الله وسلاحه والمشروع الإيراني في لبنان.

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/16 الساعة 15:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/18 الساعة 05:28 بتوقيت غرينتش

لم يبدِّل اللواء أشرف ريفي مواقفه، فما كان يؤمن به في كنف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، يستمر عليه ويقارع نجله سعد الحريري.

خطاب واحد يسيطر على مواقف الوزير "المتمرد" على تيار المستقبل، الذي استقال منه قبل عامين، بفعل ما وصفه بتنازلات تيار المستقبل السياسية وعدم مواجهة حزب الله وسلاحه والمشروع الإيراني في لبنان.

يتوافق أشرف ريفي مع كل من يحمل هذا الفكر؛ لذلك كانت العلاقة بينه وبين الرئيس سعد الحريري بدأت تتدهور، بعدما اقتنع ريفي بأن الحريري يسعى لإرضاء هذا المحور من أجل البقاء في رئاسة الحكومة.

قد لا يكون أشرف ريفي يمتلك القوة التي يمتلكها الرئيس الحريري لينافسه بشكل جدي في الانتخابات، لكنه امتلك الجرأة لترشيح 26 شخصية لبنانية للانتخابات النيابية التي ستجري في 6 مايو/ أيار 2018 على كل لبنان، تحت شعار "لبنان السيادة"، وفي ذلك رد واضح وصريح على رئيس الحكومة سعد الحريري، وهي المرة الأولى التي يترشح فيها للانتخابات.

يحظى الوزير المستقيل أشرف ريفي بشعبية في الشارع السني خصوصاً، واستطاع بفعل خطابه المناهض لحزب الله، أن يفوز بثلثي مقاعد بلدية طرابلس العاضمة الثانية للبنان، في عام 2016.

 

  •  لماذا تقدمت باستقالتك من الحكومة اللبنانية؟

لقد استقلت من حكومة الرئيس تمام سلام قبل عامين؛ بسبب هيمنة حزب الله داخل مجلس الوزراء، وبسبب ملف الوزير ميشال سماحة، الذي ناضلت كي ينال عقابه على ما كان يريد تنفيذه من مؤامرة لتفجير لبنان بتكليف من النظام السوري، كما كان الفساد المستشري سبباً رئيسياً للاستقالة، فاعترضت وخرجت من الحكومة غير آسف؛ لأن الاعتراض من داخلها لم يعد مجدياً، ووضعت جهدي لأناضل تحقيقاً للأهداف الوطنية التي أؤمن بها.

عندما شعرنا بأن القيادة في تيار المستقبل (الجناح السياسي الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري)، أصبح عندها خيارات تُناقض المسيرة السابقة، رفعنا الصوت وقلنا لهم إن هذا المسار سوف يؤدي إلى خسارتكم وخسارة القضية، وسيكون له تداعيات على المستوى الشعبي، ولكنهم لم يغيروا، فقررت الانفصال عنهم، وما زلت متمسكاً بالثوابت الوطنية وبقضية الشهداء الذين اغتيلوا.

  •  هل تعتبرون أن الرئيس سعد الحريري غيَّر من ثوابته علماً أن سياسته منسجمة مع السعودية؟

حكماً، كان عندنا ملاحظات، ولكنّ تغيُّره السياسي أصبح ظاهراً للعيان؛ فهو شكَّل حكومة ربط نزاع مع حزب الله، وإن كنت شخصياً مع ربط النزاع مع الحزب بلبنان، ولكن في الموضوع الإيراني لا أستيطع أن أكون ضعيفاً أو متساهلاً أو منبطحاً، تحت عنوان الواقعية، وأن أسلم البلد لهم. ولكن للأسف، ما حذرنا منه حصل، فقد سلّم الرئيس الحريري رئاسة الجمهورية لحليف حزب الله الرئيس ميشال عون، وسلّم قرار الحكومة إلى الحزب، والأخطر إقرار قانون انتخابات يستفيد منه في الوقت الحالي حزب الله، وقلنا لهم: أنتم تسلمون البلد لإيران! حتى لو لم يكن هناك توازن في القوة، ولكن أستطيع أن أواجه بالموقف وأن أرفض أن أعطي البلد والشرعية لإيران.  

  •  كيف تصف علاقتك بالمملكة العربية السعودية؟

علاقتي ممتازة مع السعودية، ونحن نلتقي على الثوابت، وهناك من يقول إنني لم تُوجَّه لي دعوة لافتتاح جادة في العاصمة بيروت، أقول لهم إن علاقتنا لن تتأثر بحفل افتتاح أو حفل عشاء لم يتم دعوتي إليه.

  •  هل تخلّت الدول العربية -ومنها السعودية- عن لبنان؟

الدور بالأساس هو لبناني، ويجب علينا نحن ألا نتخلى عن دورنا، ونحن تحدثنا مع الدول العربية التي لم تبخل قَط في دعمنا، ولكن إدارة الدعم لم تكن صحيحة ووضعت إمكانات في مكانها غير الطبيعي.

  •  أنت متَّهم بأنك تشق الصف السنّي بعد تخلِّيك عن تيار المستقبل وتشكيل لائحة تضم 26 مرشحاً؟

لقد ناديت بوحدة الصف، لكن أرفض الوقوف بالصف. لا يوجد أي خلاف شخصي؛ بل افتراق في الخيارات السياسية. لقد عارضت ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وعارضت انتخاب العماد عون الرئيس الحالي للبنان، واعتبرت ذلك إخلالاً بالتوازن لمصلحة حزب الله والنظام السوري، أنا صاحب قضية، ولا ولاء لي إلا لوطني.

  •  هل تسعى لمنافسة الحريري؟

لا أنافس أحداً؛ بل أسعى لترجمة قناعاتي والوفاء للناس التي منحتني الثقة، ولن أخون هذه الثقة مطلقاً.

وحدة الصف تكون على قاعدة الالتزام بالمبادئ وإلا فإنها تتحول إلى فرض تبعية، وهذا ما أرفضه. لقد شُكِّلت لوائح انتخابية كي يصبح للبنانيين خيارهم، وخوضي الانتخابات عنوانه مواجهة الوصاية الإيرانية على لبنان، وبناء دولة القانون والمؤسسات، ومكافحة الفساد. وليس صدفةً أن أخوض هذه المعركة تحت عنوان "لبنان السيادة"، فهذا العنوان يختصر كل قضيتنا: نريد أن نعيش في وطن حر سيد مستقل، ونريد أن نبني لأولادنا دولة حقيقية. وسيكون لخيارنا الوطني في 6 مايو/أيار المقبل كتلة نيابية على أساس البرنامج الذي نطرحه، فما نعِد به نتعهد به كبرنامج وكقضية، نحن نسير بخط مستقيم، وثقة الناس هي أمانة سنحافظ عليها.

  •  هل تعتبر أن حزب الله يسيطر على لبنان؟ وكيف يمكن مواجهته؟ وهل يمكن القول إن المجتمع الدولي تخلى عن ثورة الشعب السوري؟

إذا كان حزب الله قد استطاع أن يأتي برئيس الجمهورية، وأن يشكل حكومة له فيها الأغلبية والسطوة، وإذا كان استطاع أن يأتي بقانون انتخاب، فهذا يعني أنه اقترب من إحكام سيطرته على قرار البلد. لقد ثار الشعب اللبناني بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وطرد الوصاية السورية، وشكَّل توازناً بمواجهة حزب الله. لكن للأسف، تراجعت بعض القيادات، وذهبت إلى تسوية مُذلّة واستسلمت لحزب الله.

  •  هل ترون أنفسكم قادرين على مواجهة حزب الله في ظل الانقسام الحاصل بين مكونات المعارضة؟

نحن نؤمن بأن اللبنانيين ما زالوا قادرين على استعادة هذا التوازن، حتى استعادة الدولة المخطوفة من حزب الله، ونحن نترجم ما يريده اللبنانيون. ليس هناك من لبناني يرضى بالوصاية أو التبعية، وعلى رغم قراءتنا جيداً الواقع، نؤكد أننا قادرون على الصمود بوجه هذا المشروع. لن نستسلم للوصاية الإيرانية، ولن نسلم البلد لحزب الله.

  •  من يدعمكم اليوم في معركتكم؟ وهل تعتبرون سعد الحريري تخلّى عن ثورة الأرز؟

دعمنا الحقيقي هو الناس التي تأبى المتاجرة بكرامتها، ونأمل أن يَلقى لبنان المزيد من الدعم الدولي والعربي؛ كي لا يقع -لا سمح الله- تحت الوصاية الإيرانية الكاملة، والرئيس الحريري سلك خياراً لم ولن نوافقه عليه، الأكيد أنه انتقل إلى موقع آخر، والذي يتحالف مع حليف حزب الله يكون عملياً قد أصبح في خدمة مشروع حزب الله. كنا نأمل من الحريري وغيره من القيادات أن يكونوا النموذجَ ليستعيدوا العماد ميشال عون من حزب الله، فإذا بعون يسحبهم من ثورة الأرز. للأسف، ربما وجدوا أن وثيقة تفاهم عون مع حزب الله أكسبته، ففعلوا الشيء نفسه لكن من دون وثيقة مكتوبة.

  •  قلتم إنكم تمتلكون أدلة على تورط حزب الله في اغتيال قيادات أمنية وسياسية بلبنان؟

التحقيق في اغتيال الشهيد وسام الحسن حدَّد من أين انطلقت سيارات فريق الاغتيال، أي من مناطق نفوذ حزب الله، تماماً كما تم تحديد من أين انطلقت السيارة الجانية التي استهدفت الشهيد الحي مروان حمادة. القاتل واحد في كل عمليات اغتيال قادة ثورة الأرز، فالأمر إيراني-سوري، والتنفيذ للجهاز الأمني لحزب الله.

  •  أين وصلت المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري؟

المحكمة الدولية تقوم بعملها على أفضل وجه، صحيح أن التأخير موجود، لكن هذه طبيعة عمل المحاكم الدولية، وأعتقد أن الأحكام ستصدر بعد انتهاء المسار القانوني للاتهام. ومهما طال الزمن فالمسؤولون عن اغتيال الرئيس الحريري سوف يُساقون إلى العدالة، تماماً كما ساقت محكمة يوغوسلافيا ميلوسوفيتش.

 

تحميل المزيد