"ثمن غالٍ" توعَّد به الرئيسُ الأميركي دونالد ترمب الرئيسَ السوري بشار الأسد، وحليفتيه روسيا وإيران، بعد أن أبلغه مساعدوه بمقتل العشرات في إحدى ضواحي دمشق مختنقين، بينما كان الزَّبَد يخرج من أفواههم، ولكن هناك أمرا آخرا يشغل باله وهو يوجه هذا الوعيد.
الثمن الذي تحدَّث عنه ترمب وهو مشتت التفكير، يبدو أنه لم يدفعه أحد حتى الآن، كما أن إعلانه عن أن "المهمةً تم إنجازها" في سوريا، بدا تصريحاً كارثياً، حسب وصف صحيفة The Washington Post الأميركية، ومماثلاً للإعلان السابق لأوانه من قبل الرئيس جورج دبليو بوش، عن انتصاره في العراق عام 2003.
فمنذ اللحظة التي أخبر فيها رئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ترمب، ليلة الـ7 من شهر أبريل/نيسان، بالواقعة قرَّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يضرب سوريا مرة أخرى.
رغم أن ذهنه كان مشغولاً بأمر آخر أخطر بالنسبة لمستقبله، كان السؤال بالنسبة لترمب يدور حول كيفية الضربة، لا إمكانية وقوعها.
على غرار العام الماضي: لماذا غيَّر موقفه من سوريا؟
مثَّلَ هذا الموقف تغيُّراً مفاجئاً في نبرة الرئيس، الذي قال منذ أيامٍ قليلة فحسب، إنه يريد سحب القوات الأميركية من الحرب السورية الممتدة، وكما قال بنفسه في فعاليةٍ أُقيمَت في ولاية أوهايو: "فلنترك الآخرين يهتمون بهذا الأمر الآن".
لكنَّ صور الفظائع، التي وقعت الأسبوع الماضي، طاردت ترمب، بحسب مسؤولي البيت الأبيض، فأدت إلى 6 أيام متصلة من المداولات المكثفة مع فريق أمنه القومي الذي أعيد تنظيمه حديثاً، فضلاً عن ائتلافٍ من الشركاء من فرنسا والمملكة المتحدة، حول عمليات عسكرية للقصاص من مرتكبها المزعوم، الذي سخر منه ترمب واصفاً إياه بـ"الأسد الحيوان".
وحتى بعد ابتهاج ترمب بالضربات الأخيرة، فإنَّ عدداً كبيراً من المستشارين المُقرَّبين من الرئيس قالوا إنه ليس لديهم أية دلائل على وجود استراتيجية طويلة المدى للمنطقة.
ولكن يبدو أنَّ الرئيس الآن على نفس موقفه الذي كان عليه بعد الهجوم السابق على سوريا، في شهر أبريل/نيسان 2017، رداً على هجوم كيميائي سابق اتهم به نظام بشار الأسد أيضاً.
وكانت النتيجة 105 صواريخ أُمطِرَت على 3 من منشآت الأسلحة الكيماوية للرئيس السوري بشار الأسد، ليلة الجمعة الماضية، 13 أبريل/نيسان.
وفي أبريل/نيسان 2017، أي منذ عام تقريباً، حدث تغيّر مماثل وسريع ومؤقت لموقف ترمب، عندما شهدت سوريا هجوماً كيميائياً سابقاً، إذ اتخذ الرئيس الأميركي قراراً بقصف قوات الأسد، بعد أن تأثر بمشاهد وصفها ترمب نفسه بأنها "مروعة" للأطفال الراقدين على الأرض، وشفاههم اكتست باللون الأزرق".
الحرب الأهلية: أي مهمة قد تم إنجازها؟
"أي مهمة لواشنطن يريدها ترمب في سوريا حتى يتحدث أصلاً عن إنجازها"، هكذا تساءلت صحيفة The New York Times الأميركية، لافتة إلى أنه سبق أن أعلن عزمه سحب القوات الأميركية من هناك، في إطار سعيه لإنهاء تورط بلاده في الشرق الأوسط.
فالضربات الأميركية الأخيرة لم تفعل شيئاً يُذكر لإضعاف قدرات الأسد، تاركةً له مواصلة شنِّ الحرب على شعبه من خلال الوسائل التقليدية، حسب الصحيفة.
ولم تفعل الضربات شيئاً لإثبات "الثمن الكبير"، الذي وعد السيد ترمب بفرضه على روسيا وإيران، لتمكينهما من الهجوم الكيميائي للأسد، في الوقت الذي انتقل المسؤولون الروس من الإصرار على نفي وقوع هجوم كيميائي أصلاً من قبل الأسد، إلى اتهام جماعات الثوار بالقيام به، وفي نهاية المطاف قالوا إن المملكة المتحدة خطَّطت له، في مؤامرة مع مجموعة الإنقاذ المتطوعين من ذوي الخوذ البيض في سوريا.
ورغم قراره السريع بالرد على الهجوم الذي اتَّهم الأسد بالتورط به، فقد أبدى ترمب اهتماماً ضئيلاً بمحاولة توجيه سوريا إلى حل حربها الأهلية، متجنباً أي نوع من الدبلوماسية على غرار عملية جنيف.
فما هي كواليس قرار ترمب ضرب قوات الأسد؟ الأمر لا يبدو أنه اقتصر على سوريا، فهل هناك شيء آخر بالإضافة للأخبار المروعة للضحايا؟
"مات الكثير من الأطفال"
مسؤولون بواشنطن قالوا إنَّ وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قد قاوم لعدة أيام، الاستنتاج النهائي بأنَّ حكومة الأسد كانت مسؤولة عن هجمة دوما، قائلاً إنه لم ير دليلاً كافياً على أنَّ الحكومة السورية مسؤولة عن الهجوم حتى آخر يوم الخميس.
لكنَّ رئيسه لم يشاركه هذه المخاوف. وحتى قبل إعداد الملخص الاستخباراتي الكامل عن الحادثة، كان ترمب قد ألقى باللائمة عليه في تويتر، صباح الأحد الماضي.
فقد غرَّد ترمب قائلاً: "مات الكثير، بما فيهم نساء وأطفال، في هجومٍ كيماوي سافِر في سوريا. إنَّ الرئيس بوتين، وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الحيوان الأسد. هناك ثمنٌ غالٍ لذلك".
المذكرات: هل هناك خلفية لكل هذا الغضب؟
جاءت ضربات ليلة الجمعة الماضية في لحظةٍ مؤلمة بشكلٍ خاص لترمب، وفقاً لصحيفة The Washington Post، فالقائد العام للجيش الأميركي كان غاضباً بشدة، في الأسبوع الماضي، بعد أن تزاحمت عليه القضايا القانونية والشخصية، فأظهر ومضاتٍ من الغضب الخام، ونفَّسَ عن غضبه على تويتر، ولكن أحياناً ما كان يبدو مشتتاً عن التخطيط للحرب.
فعلى سبيل المثال، بينما كان المسؤولون العسكريون يضعون التفاصيل الأخيرة حول خطة ضرب سوريا، كان ترمب يتابع إجراءات محكمة نيويورك التي شارك فيها محاميه الشخصي مايكل كوهين، وركَّزَ على التغطية الإعلامية لمذكرات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية المُقال جيمس كومي.
وترسم هذه المذكرات صورةً لاذعة لسلوك الرئيس في منصبه وشخصيته، وقد شارك ترمب شخصياً، يوم الجمعة، في صياغة البيان الشديد الذي هاجم كومي، والذي قرأته السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز من على منصتها يوم الجمعة، وذلك بحسب مسؤولٍ بارز في الإدارة.
ليس الكيميائي وحده من أغضب ترامب
استشاط ترمب غضباً في صباح الإثنين، 9 أبريل/نيسان 2018، وظلَّ كذلك طوال اليوم، بعد أن علم بنبأ إغارة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية على مكتب كوهين وغرفة فندقه ومقر سكنه.
وشكا إلى مستشارين وأصدقاء، حسب الصحيفة، من أنَّ تحقيق المستشار الخاص، روبرت مولر، حول روسيا قد اتسع نطاقه إلى حدٍّ كبير.
كما اشتكى من المدعي العام جيف سيشنز، وفكَّر في إقالة نائب المدعي العام، رود روزنشتاين. وقال مسؤولون، إنَّ ترمب لم ينجز الكثير في ذلك اليوم حول استراتيجية سوريا.
لكنَّ الهجوم الكيماوي المشتبه به في سوريا بقي في ذهنه. وقال المسؤولون إنَّ ترمب استيقظ، يوم الأربعاء، ليعلم من شبكة فوكس نيوز أنَّ مسؤولين روس قد هددوا بأنهم سوف يسقطون أي صاروخ أميركي يطلق على سوريا. فتعهَّد ترمب على تويتر قائلاً: "استعدي يا روسيا، لأنَّ الصواريخ سوف تأتي، وهي صواريخ رائعة وجديدة وذكية!".
تويتر: لماذا انزعج العسكريون الأميركيون من إعلانه عن الهجوم الصاروخي؟
تسبَّب الإعلان الواضح لترمب على تويتر عن هجومٍ صاروخي في مفاجأةٍ للقادة العسكريين الأميركيين وإزعاجهم.
فعلى الرغم من انتقال الحديث حول الاستراتيجية إلى اتجاه العمل العسكري، فإنَّ القرار لم يكن قد اتُّخذ بعد، بحسب المسؤولين، حول موعد الضربة في سوريا أو كيفيتها. ولم يتقدم القادة العسكريون لترمب بالخيارات النهائية حول الأهداف قبل يوم الخميس.
وقد توصَّلَ المسؤولون العسكريون الأميركيون خلال مناقشاتهم، للمعلومات الاستخباراتية، حول هجوم الـ7 من أبريل/نيسان 2018، على دوما، على حدود العاصمة دمشق بشكل شبه فوري، إلى أنَّ عمليات القتل هذه أخطر بكثير من الحوادث الكيماوية السابقة، ذات النطاق الأصغر، التي أبلغ عنها نشطاء سوريون وأطباءٌ خلال الشهور الأخيرة.
وخلال ساعاتٍ من معرفة ما جرى في دوما من خلال الشبكات الاجتماعية، أبلغ المسؤولون العسكريون قادتهم، وفي غضون وقتٍ قصير بدأوا في استكشاف الخيارات الانتقامية لترمب.
وفي واشنطن، تحدَّثَ ماتيس ومسؤولون بارزين عن هجمةٍ مُحتَمَلة مع البيت الأبيض. وبينما عبَّرَ ترمب عن المزيد من الإلحاح على تويتر، زادت كثافة تخطيط البنتاغون.
وقد زاد القادة الأميركيون من الإجراءات الأمنية للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، بينما كانوا يعدون لبدء الضربة، فوضعوا القوة الأميركية التي يبلغ عددها حوالي ألفي جندي داخل سوريا على أهبة الاستعداد.
الثمن الغالي.. لماذا لم يدفعه أحد؟
وقد جاءت الضربات التي وصفت بالدقيقة يوم الجمعة أكثر تحفُّظاً من الصورة التي حاول ترمب رسمها عبر تغريداته المولعة بالقتال التي سبقت الضربة.
فقد حذَّر ترمب، يوم الأحد الماضي 8 أبريل/نيسان 2018، الأسد وداعمي حكومته، روسيا وإيران، من "ثمنٍ غالٍ سوف يدفعونه". وكتب يوم الأربعاء، 11 أبريل/نيسان، أنَّ الصواريخ "سوف تأتي. صواريخ لطيفة وجديدة وذكية!".
لكن مما لا شك فيه أنَّ نبرة كبار المسؤولين الأميركيين، في الاجتماعات المغلقة لمجلس الأمن القومي، كانت أكثر تحفُّظاً من تغريدات ترمب. وخيَّم على تلك المناقشات مخاوف من أنَّ هجوماً أميركياً في سوريا قد يستفز صراعاً مع روسيا، التي هدَّدَت بالقصاص.
وعقَّدَ غياب استراتيجية واضحة في سوريا من هذه المناقشات. إذ كان ترمب قد خاض حملته الانتخابية بوصفه غير مؤيد للتدخل، وتعهَّدَ بالانسحاب من توريطات الشرق الأوسط التي قال إنها تُكلِّف الأميركيين أرواحاً وأموالاً هائلة.
ومع ذلك، فقد بدا اتخاذ إجراء من أي نوع أمراً ضرورياً لفريق الأمن القومي لترمب، إذ قال مسؤولون أميركيون إنهم استمعوا إلى الرئيس ترمب وهو يسخر من سلفه، باراك أوباما، لمناقشة الأخير، في بعض الأحيان، اتخاذ إجراء عسكري، ثم عدم تنفيذه لهذا الإجراء.
وأشار ترمب، في عشاءٍ بالبيت الأبيض، الثلاثاء الماضي 10 أبريل/نيسان، إلى أنَّ المشكلات في سوريا سببها أنَّ "أوباما لم يفرض خطوطه الحمراء"، وذلك بحسب آلان درشويتز، أحد الحضور، وهو أستاذ متقاعد بكلية القانون في جامعة هارفارد الأميركية.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إنَّ ترمب قد أصرَّ على أن تضعف الضربات إنتاج الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكان يأمل أنَّ ذلك من شأنه منع الأسد من شنِّ هجماتٍ مستقبلية على شعبه.
كما أراد ترمب إحداث المزيد من الأضرار، أكثر من تلك التي نتجت عن الهجوم الجوي الرمزي الذي أمر به عام 2017 على مطارٍ سوري، سرعان ما أصلحه قوات الأسد.
وقال ترمب، ليلة الجمعة، عند إعلانه عن الضربات من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض، فإنَّ "الغرض من إجراءاتنا الليلة إنشاء رادع قوي ضد إنتاج الأسلحة الكيماوية، وانتشارها واستخدامها".
ولكن الواقع أن المسؤولين العسكريين الأميركيين عانوا، بعد الهجوم، لكي يعرضوا عملية يوم الجمعة على أنها أكبر من العملية التي سبقتها، وشدَّدوا على أنَّ كمية الذخائر المستخدمة كانت الضعف تقريباً.
لم تقتل أحداً: ما الذي استهدفته الغارات الأميركية؟
فعند عرض الخيارات النهائية، شعر ترمب بالقلق من إضرار الصواريخ الأميركية بالمدنيين.
وقال المسؤولون الأميركيون إنه عند تحديد منشآت تخزين الأسلحة الكيماوية والمنشآت البحثية الكيماوية بوصفها المستهدفة، سعى ترمب للحصول على تأكيدات بأنَّ ضرب هذه المخزونات الاحتياطية لن يؤدي إلى إطلاق أبخرة تتسبب في جرح أو قتل من يعيشون في الجوار.
وقال مسؤولون عسكريون، يوم السبت 14 أبريل/نيسان، إنهم لا يعتقدون أنَّ أحداً قد قُتِلَ في هذا الهجوم، بما في ذلك موظفو الحكومة السورية، إذ استهدف الهجوم منشآتٍ غير سكنية في منتصف الليل.
وعلى الرغم من مناقشة خيارات باتخاذ إجراءات أكثر توسُّعاً، فإنَّ الخطة التي أقرها ترمب في النهاية، والتي كانت تشتمل على خليطٍ من الصواريخ المطلقة عبر الجو والبحر وضرباتٍ جوية مباشرة مُعقَّدة، كانت تهدف كذلك إلى تقليل المخاطر التي قد يتعرَّض لها الجنود الأميركيون وجنود الحلفاء، وتقليل فرص تصعيد غير مرغوب به، وذلك بحسب مسؤولين.
وكان مستشار الأمن القومي، جون بولتون، في أسبوعه الأول في وظيفته، قد مثَّلَ صوتاً مُتشدِّداً يحثُّ على استعراضٍ واضح للقوة من شأنه أن يردع الأسد. واستمع ترمب أيضاً إلى بعض المُتشدِّدين في الكونغرس، بما في ذلك السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري من ولاية ساوث كارولينا)، الذي حثَّ الرئيس على التخلي عن خطته لسحب القوات من سوريا.
وقال غراهام: "إنني أخشى أنه عند انقشاع الغمام، فإنَّ هذه الضربة سوف يُنظَر إليها باعتبارها استجابةً عسكرية ضعيفة، وسوف يكون الأسد قد دفع ثمناً ضئيلاً لاستخدام الأسلحة الكيماوية مرةً ثانية".
الخوف من الانتقام: من خفض قوة الضربة؟
وقال مسؤولون أميركيون إنَّ ترمب قد نفد صبره وأراد اتخاذ الإجراء العسكري بسرعة، لكنَّ وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، والجنرال جوزيف دنفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أدارا عملية أكثر تداولاً وحرصاً.
إذ تكلم ماتيس ودنفورد، بحسب مسؤولين، مع ترمب عن المخاطر المُتضمَّنة لتدشين عملية عسكرية في سوريا، بما في ذلك احتمالية التصعيد مع روسيا وإيران، أو حدوث أمر غير مقصود من شأنه جر الولايات المتحدة إلى الحرب السورية.
وقال ماتيس للصحفيين بعد الهجوم مباشرةً: "لم يكن هدفنا مفاقمة هذا الأمر. لقد كنَّا شديدي الدقة وكان إجراؤنا متناسباً".
وقدَّرَ مسؤولون عسكريون أنَّ الانتقام السوري أو انتقام حلفاء سوريا قد يأتي مباشرة أو بطريقة يصعب الكشف عنها، مثل هجمات على طراز هجمات المعارضين التي واجهتها الولايات المتحدة من الميليشيات المدعومة من إيران خلال حرب العراق.
وعلى الرغم من إلحاح ترمب على معاقبة نظام الأسد، فقد سمح الرئيس لماتيس وقادته العسكريين بعددٍ من الأيام لتنسيق الهجوم مع الحلفاء في فرنسا وبريطانيا، وهو ما قال البنتاغون إنه سوف يتطلب مناورات بحرية وتنسيقاً للأهداف بين دول ثلاث.
وقال المسؤولون العسكريون الأميركيون أيضاً إنَّهم بحاجة إلى الوقت لتطوير الأهداف الصحيحة، فرغم أنهم كانوا يتابعون المواقع الكيماوية السورية المعروفة بشكل متقطع على مدى سنوات، فإنَّ وقت الرصد الجوي كان مُكرَّساً في معظمه لمناطق أخرى في سوريا، حيث تستمر الولايات المتحدة والقوات المحلية المتحالفة معها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقد كان هذا الأمر يعني احتياج الجيش الأميركي لتحديث استخباراته حول المنشآت الكيماوية السورية، قبل أن يكون باستطاعة المستهدفين إنشاء "قوائم الأهداف" التي سوف توجه العملية.
وهكذا جاءت محصلة الضربة خليطاً من غضب ترمب الذي عبر عنه على تويتر ومن حرص مسؤوليه وقادته، فهل أنجزت المهمة كما قال، أم الواقع أنه لا أحد دفع ثمن وعيده المزعوم.