حطت طائرات قادة وممثلي 14 دولة عربية في مدينة الظهران القريبة من الدمام شرقي البلاد، للمشاركة في القمة العربية التي تبدأ جلساتها اليوم الأحد 15 أبريل/نيسان، عادة يمر خبر هذه القمة كغيره، لكن لم قمة هذا العام تستحق الاهتمام؟ في الوقت الذي على الأرجح لم يكن هناك أي اهتمام!
الإجابة ندرجها هنا في تحليل نشره مؤخراً الخبير في الشأن السعودي والخليجي سايمون هندرسون، الذي يحتل منصب مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن.
من سيحضر القمة؟
تضم جامعة الدول العربية 22 عضواً، لكن عضوية سوريا معلقة منذ عام 2011 بسبب الحرب فيها، يقول هندرسون "ليس هناك فرصة لأن يصل الرئيس بشار الأسد لإفساد الحفل".
لكن السؤال الأكثر أهمية هنا، ما إذا كان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني سيقبل الدعوة؟ فقطر محاصرة حالياً من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر بسبب مجموعة اتهامات من بينها دعم قطر للإرهاب، دعمها ترمب في البداية لكن سرعان ما غير موقفه معتبراً ما حصل مجرد "شجار بين البلدان التي تُعتبر جميعها حليفة مهمة للولايات المتحدة" بحسب قول هندرسون.
يتابع أنه "نظراً للنجاح الذي حققته زيارة الأمير تميم للولايات المتحدة، والتي كانت مشابهة للأجواء المؤاتية التي حققتها زيارة الأمير محمد بن سلمان في الصحافة، فإن الزعيم القطري سيهدر فرصة كبيرة لكي يُظهر أنه ليس معزولاً إذا ما بقي في بلاده.
ولكن إذا شارك الأمير تميم في المؤتمر، فربما لن يشارك ولي عهد الإمارات الأمير محمد بن زايد آل نهيان من أبو ظبي. ولكن على نحو مناسب، وطبقاً للبروتوكول، يمكن أن يمثل الإمارات رئيس وزرائها، الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم من دبي.
أين سيجلس بن سلمان؟
يتساءل هندرسون في مقالته عن المكان الذي سيختاره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "32 عاماً" في القمة، أين سيجلس؟ فالمكان الذي سيختاره سيحمل دلالات كثيرة.
يقول "في حال كان سيجلس إلى جانب والده الملك سلمان بن عبد العزيز "82 عاماً" في اجتماع القمة، أم لا، هو أمر يستحق الترقب؛ من المحتمل أن يتصرف كالابن المطيع، المساعد، بدلاً من الصورة المتمثلة بـ"أنا الوجه الجديد للسعودية"، التي عرضها خلال فترة زادت عن ثلاثة أسابيع كان خلالها غائباً عن البلاد".
ما السر وراء اختيار هذا الموقع الجغرافي لعقد القمة؟
تُعقد القمة العربية في الدمام على ساحل الخليج العربي، على بعد مائة ميل من إيران، التي تعتبرها العائلة المالكة السعودية أكبر تهديد على العالم العربي.
والسؤال الذي يطرحه هندرسون هنا، لماذا اختار السعوديون استضافة القمة هناك؟ لم يوضح أحد السبب لذلك، لكن النقطة السياسية الواضحة هي "الإشارة الوقحة باليد" عبر مياه الخليج. وبالمثل، تتعرض الرياض الآن لصواريخ (إيرانية محسّنة) يطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، لذلك ربما لم تعد آمنة لمثل هذا التجمع الكبير.
ملخص عن جدول أعمال مؤتمر القمة المتوقع!
صرح في وقت سابق وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، سيكون التركيز الرئيسي على القدس والفلسطينيين. (أما حول قضية قطر، فيقول إنها لن تُحل هناك).
وقد أعرب العالم العربي عن قلقه البالغ من اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل – رغم أن الإعلان عن ذلك، على عكس بعض التوقعات، فشل في تأجيج المنطقة. وهناك أيضاً قلق كبير من الأحداث [الأخيرة] في غزة، حيث قام القناصة بإطلاق النار على المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام السياج الحدودي مع إسرائيل.
وبحسب ما كتبه هندرسون فإن الموقف السعودي في هذا الشأن سيكون موضع اهتمام بسبب ملاحظة أبداها محمد بن سلمان عندما كان في الولايات المتحدة حيث قال، يجب أن يكون الإسرائيليون قادرين على العيش "في أرضهم الخاصة".
يقول هندرسون "إن هذه الملاحظة حادت عن الأعراف العربية والموقف الدبلوماسي الرسمي للمملكة. إلّا أنّ تكرار الخط السابق لن يُنظر إليه بالضرورة على أنه يقوّض المغازلة الواضحة لمحمد بن سلمان مع إسرائيل. وبدلاً من ذلك، قد يشير إلى أن جامعة الدول العربية والكثير من دول العالم العربي قد فقدت الصلة فيما بينها".
وستشمل بنود جدول الأعمال الأخرى استعراض الشكاوى التي وقعت خلال العقود الماضية – وهي علامة أخرى على أن جامعة الدول العربية نادراً ما تحقق أي شيء.
وقد يكون تصاعد التوتر الأخير بين المغرب والجزائر على الأراضي الاستعمارية الإسبانية السابقة في الصحراء الغربية، التي أصبحت الآن جزءاً من المغرب، محاولة متعمدة لضمان [نوع من] الإدانة في البيان الختامي.
يختم هندرسون يقوله "باختصار هذا وصف مجازي للزعامة العربية: فالزعماء البارزون في الجزائر وتونس وفلسطين والكويت والسعودية والإمارات وعُمان هم إما كبار السن أو في صحة سيئة أو في كِلا الحالين".