جولة داخل مقرات “المتهم الأول” في إنتاج “الكيماوي” بسوريا.. مركز البحوث العلمية أصبح ركاماً

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/14 الساعة 17:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/14 الساعة 17:23 بتوقيت غرينتش

في منطقة برزة في شمال دمشق، تحول مبنى من 3 طوابق يعد جزءاً من مركز البحوث العلمية، الى كومة كبيرة من الركام بعدما استهدفته وفق ما أعلنت السلطات احدى الضربات الغربية فجر السبت 14 أبريل/ نيسان 2018.

ويجزم موظفون حضروا صباحاً لتفقد مكان عملهم بعدما سمعوا أنباء عن تعرضه للقصف إنهم كانوا يعملون في مجال الصناعات الصيدلانية والكيميائية السلمية.

 

بعد حاجز مركزي لقوات النظام، يمكن الدخول الى حرم مركز البحوث العلمية، الذي يمتد على مساحة واسعة ويتألف من كتل أبنية ومكاتب وأبنية سكنية.

ولدى الوصول الى تلة في نهاية الطريق، تنبعث رائحة الحريق وتتصاعد أعمدة دخان من مبنى انهار بشكل كبير، وتنتشر في باحته التي يحيط بها سور من الحجر الأبيض أوراق وكمامات وكفوف بلاستيكية.

إنه أحد الأبنية التي استهدفتها الضربات الغربية فجر السبت وفق السلطات السورية.

وعلى هامش جولة نظمتها وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري، زار فريق من وكالة الصحافة الفرنسية، عصر السبت مركز الدراسات والأبحاث العلمية الذي تشتبه عواصم غربية أبرزها واشنطن بأنه مركز للأبحاث والتطوير وانتاج واختبار التكنولوجيا الكيمائية والبيولوجية".

أمام المبنى المهدم الذي تكدست جدرانه وتهدم بعضها الآخر، يبتسم المهندس سعيد سعيد أحد موظفي المركز المستهدف لدى سؤاله عما إذا كان يتم في المكان إنتاج غازات سامة.

ويقول "لو كان ثمة سلاح كيميائي في هذا المكان لما كان بإمكاننا أن نقف هنا الآن".

ويضيف "أقف هنا من الساعة الخامسة والنصف صباحاً.. وها انا بكامل عافيتي".

بعد ضربات مشتركة نفذتها واشنطن وباريس ولندن على مواقع ومنشآت سورية فجراً، رداً على هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما اتُهمت دمشق بتنفيذه، أعلنت قيادة جيش النظام السوري، ان الموقع المستهدف في برزة هو مركز البحوث العلمية.

وأوردت ان الضربات أدت الى "تدمير مبنى يحتوي على مركز تعليم ومختبرات علمية".

 مضادات للعقارب

 

يشرح سعيد بإسهاب مجالات عمل المركز الذي يقول إنه يرئس أحد أقسامه. ويقول "كوننا نعمل في مجال البحوث الصيدلانية والصناعات الكيميائية المدنية، لن نكن نتصور ان نُستهدف بهذه الضربة".

ويتحدث عن دور هذا المركز في "تطوير بعض الأدوية لا سيما السرطانية.. وأخرى مضادة  لسم العقارب والأفاعي".

وتحول المبنى المؤلف من طابق تحت الأرض وآخرين فوقه مع كامل تجهيزاته الى ركام.

ويبدي أسفه لدمار "مختبر التحليل الكيميائي المتطور جداً والذي كان يستخدم لإجراء التحاليل المطلوبة في مجالات صناعة الأغذية والأدوية وألعاب الأطفال".

ويقول "المبنى تدمر ولكن الحمدلله من دون بشر. لم يكونوا موجودين هنا".

وعلى مدى 45 دقيقة فجر السبت، تردد دوي انفجارات وأصوات تحليق طائرات حربية في أجواء دمشق، تزامناً مع إعلان واشنطن وباريس ولندن استهداف مراكز ومنشآت عسكرية قرب العاصمة وفي محافظة حمص (وسط)، رداً على هجوم كيميائي مفترض في السابع من نيسان/ابريل في دوما.

وقال الجنرال الاميركي كينيث ماكنزي ان العملية كانت "دقيقة وشاملة وفعالة" وستعيد برنامج الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري سنوات "الى الوراء".

واستبق هذه الضربات بدء محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم في دوما للتحقيق في الهجوم المفترض.

وبحسب يوسف، سبق لمحققي المنظمة أن زاروا هذا المركز خلال السنوات الأخيرة.

ويقول "سبق أن استخدموا الغرفتين في الطابق العلوي وأخذوا عينات وعملوا في مختبراتنا ونتعاون معهم بشكل كامل".

ويوضح "أثبتت المنظمة في تقريرين ان هذا المبنى، والمركز ككل، خال ولا يصنع أي سلاح كيميائي".

تحميل المزيد