حكومة حرب في بيت ترمب الأبيض.. بومبيو المرشح لوزارة الخارجية الأميركية معروف بمعاداة الإسلام

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/12 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/12 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
CIA Director Mike Pompeo testifies before a Senate Foreign Relations Committee confirmation hearing on Pompeo’s nomination to be secretary of state on Capitol Hill in Washington, U.S., April 12, 2018. REUTERS/Leah Millis

الجمع بين مايك بومبيو كوزير خارجية، وجون بولتون مستشار الأمن القومي، في بيت دونالد ترمب الأبيض، أشبه بتشكيل حكومة حرب. هذا ما يعتقده مراقبون أميركيون؛ فالأول يشتهر بمعاداته للإسلام والثاني بكونه صقر حرب، يفضل الحلول العسكرية على الجهود الدبلوماسية.

ومايك بومبيو هو المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لكن ترمب رشحه لقيادة وزارة الخارجية. من المقرر أن يحضر بومبيو، الخميس 12 أبريل/نيسان 2018، جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ؛ لقبول هذا الترشيح أو رفضه. أما البيت الأبيض، فينتظر هذه الجلسة بلهفة شديدة.

في مقال على صحيفة The Washington Post، قال مراسل الشؤون الخارجية إيشان ثارور، إنه من غير المناسب في اللحظة الراهنة أن يكون أعلى منصب دبلوماسي في الولايات المتحدة شاغراً، علماً أن على طاولة الإدارة الأميركية 4 ملفات أمنية:

العمل العسكري في سوريا.
المواجهة مع روسيا وإيران على عدة جبهات.

حرب تجارية محتملة مع الصين.

إجراء محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية.

قبول الترشيح يعني فتح الملفات القديمة

لكن، على بومبيو أن يعد نفسه لخوض معركة صعبة. وعلى الرغم من أن الجمهوريين لديهم أغلبية ضئيلة (11 من أعضاء اللجنة، مقابل 10 من الديمقراطيين)، سيحتاج إلى درجة من الدعم من الحزبين للفوز بموافقة اللجنة.

وأشار السيناتور راند بول إلى احتمال معارضته بومبيو؛ بسبب دعمه حرب العراق، والتسامح مع ممارسات الإيهام بالغرق وغيرها من أشكال التعذيب.

كذلك الديمقراطيون، لن يكونوا متسامحين معه. ومن المتوقع أن يواجهوا بومبيو بألسنةٍ حادة في القضايا المثيرة للجدل. تشمل تلك القضايا:

دفاعه عن الممارسات التي ترقى إلى مستوى التعذيب.

آراءه حول التغيرات المناخية.

معارضته المساواة في الحقوق بالنسبة للشواذ الأميركيين.

معارضته برامج وزارة الخارجية التي تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في الخارج؛ وحرصه على إلغاء الصفقة النووية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع إيران.

فهو أول المتبنِّين لاتجاه معاداة الإسلام

ولا تقف نقاط إثارته الجدل عند هذا الحد؛ إذ يشعر المنتقدون بالقلق حيال سجلِّ بومبيو المزعج في الدين وعلاقته المقربة مع الجماعات المناهضة للإسلام في أميركا. واعتبر ثارور أن الأصوات المعادية للمسلمين أصبحت أقرب إلى التوجه العام أكثر من أي وقت مضى، وتحديداً في حقبة ترمب الشعبوية الانقسامية. لكن بومبيو كان من أوائل المتبنين لهذا الاتجاه.

بنى عضو الكونغرس السابق عن ولاية كنساس سمعته كيمينيٍّ متشدد. في عام 2013، بعد تفجير ماراثون بوسطن، تحدث بومبيو في قاعة المجلس وشكا من أن المسلمين لا يشجبون الإرهاب. مع العلم أن منظمات إسلامية وكذلك قادة مسلمين أميركيين أصدروا العديد من البيانات التي أدانت التفجيرات، ونظموا وقفات احتجاجية، وعملوا على دعم ضحايا الهجوم. لكن ذلك لم يُثنِ بومبيو.

قال بومبيو وقتها في بيان شكّل ضمنياً تشكيكاً في نسبة كبيرة من سكان أميركا المسلمين: "صمت هؤلاء القادة الإسلاميين عبر أميركا جعلهم متواطئين محتملين في هذه الأعمال".

في عامي 2014 و2015، قاد بومبيو تشريعاً لاعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية. قد لا يبدو ذلك غريباً في عام 2018، بعدما تم حظر الجماعة في مصر ودول الخليج.


ويَعتبر أن أوباما "يحنُّ إلى المقاتلين الإسلاميين"

لكن الحملة من أجل هذا التصنيف بالولايات المتحدة لا يدعمها معظم المحللين التقليديين في مكافحة الإرهاب. تدفع باتجاهها مجموعة من مجموعات الكراهية، التي ترى المسلمين الأميركيين طابوراً خامساً عازماً على تقويض الدولة.

من بين تلك المنظمات، ACT for America التي منحت بومبيو أعلى تكريم لها؛ جائزة نسر الأمن القومي في عام 2016. تصف رابطة مكافحة التشهير جماعة "ACT for America" ​​بأنها "أكبر مجموعة معادية للإسلام" في البلاد ، وهي "تثير الخوف غير العقلاني من المسلمين"، و"تنشر نظرية المؤامرة البغيضة" عن المسلمين الذين يعملون سراً لفرض الشريعة على الأميركيين.

وكثيراً ما ظهر بومبيو في البرامج الإذاعية مع فرانك غافني، وهو معادٍ بارز آخر للإسلام، اتهم بشكل ساذج العديد من الديمقراطيين بإقامة علاقات سرية مع جماعة الإخوان المسلمين. خلال حلقة العام 2015، شارك فيها بومبيو، بدأ غافني في الحديث عن الرئيس باراك أوباما، مشيراً إلى أنه كان لديه "حنين" إلى المقاتلين الإسلاميين.
وافق بومبيو. وقال: "فرانك، في كل مكان تحدق فيه بسياسات الرئيس وبياناته، ترى ما وصفته للتو".

هل تنجح محاولاته تلميع صورته؟

ربما يتعين على بومبيو أن يتنصل من هذا السجل الحافل بالخطابات المتطرفة والصريحة وغير المنضبطة. هذا الأسبوع، صرحت وكالة المخابرات المركزية، نيابة عن مديرها، لصحيفة The New York Times، بأن بومبيو "عمل على نطاق واسع، وبنجاح، لتوسيع شراكات وكالة المخابرات المركزية مع بلدان في جميع أنحاء العالم الإسلامي".

وشرع بومبيو في جولة استماع دؤوبة، وقياس مخاوف زملائه، وحتى الوصول إلى الديمقراطيين المعتدلين مثل هيلاري كلينتون، التي قال عنها ذات مرة إنها "تستحق التوبيخ".

وهل هو مستعد للتحدث بصراحة مع ترمب؟

بدوره، قال المحلل السياسي لقناتي CNN وBloomberg جوش روجن، إن الديمقراطيين قد يسعون إلى الضغط على بومبيو على جبهتين أساسيتين: "التزامه بجعل وزارة الخارجية والدبلوماسية فاعلة مرة أخرى، واستعداده للتحدث بصراحة مع ترمب".

وحتى لو رفضت اللجنة الموافقة على ترشيح بومبيو، لا يزال بإمكانه الحصول على المنصب بفضل الوضع الجيوسياسي الحالي المُلحِّ. وكما أفاد روجن، يمكن تقديم ترشيحه بغض النظر عن قرار اللجنة إلى مجلس الشيوخ بالكامل للتصويت عليه، حيث يتمتع بفرصة أفضل للفوز.

طبول "حكومة الحرب" تهدد الأمن القومي

أدى احتمال صعود بومبيو لأعلى درجات جهاز السياسة الخارجية الأميركي، إلى إطلاق أجراس الإنذار في أنحاء واشنطن. يشعر النقاد بالقلق من أنه بالجمع بين بومبيو ومستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون، فإن ترمب يقوم بتجميع "حكومة حرب"، من شأنها أن تثير غرائزه الأكثر تشدداً وتحفزاً للعنف.

وقال السيناتور كريس ميرفي العضو في لجنة العلاقات الخارجية، للصحفيين، يوم الثلاثاء 10 أبريل/نيسان 2018: "الكثيرون منا قلقون بشأن توليفة بومبيو وبولتون لوضع مجموعة من الخيارات العسكرية على الطاولة للرئيس. قد يصاب أمننا القومي بضرر حقيقي".

ومخاوف من تحويل معاداة الإسلام إلى قانون

لكن النقاد يقولون إن صعود بومبيو إلى القمة هو جزء من ظاهرة خطيرة: تطبيع المشاعر المعادية للمسلمين في الحزب الجمهوري. كما وجد تحقيق نُشر هذا الأسبوع من قِبل BuzzFeed News، عشرات الأمثلة على سياسيين جمهوريين حكوميين ومحليين، في كل ولاية أميركية تقريباً، يهاجمون الإسلام.

وقال روبرت مكاو، مدير الشؤون الحكومية بمجلس العلاقات الأميركية-الإسلامية، أكبر مجموعة للدعوة الإسلامية في البلاد وهدف متكرر للهجمات اليمينية: "أصبح من المقبول داخل الحزب الجمهوري تشويه صورة المسلمين. يأخذ صانعو السياسات الأفكار ويحولونها إلى أفعال. وهذا يمكن أن يعرض مجتمعات مثل المسلمين الأميركيين للخطر إذا تحولت مشاعر الخوف من الإسلام إلى قانون".

تحميل المزيد